2020 لن يكون أسوأ من أي عام مضى!

2020 لن يكون أسوأ من أي عام مضى!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ مارس ٢٠٢٠

قال رئيس الخلية المعنية بإحصاء المصابين بفيروس «كوفيد – 19» في إيطاليا، إن العدد الحقيقي للحالات المثبتة هو عشرة أضعاف الأرقام المعلَنة والتي وصلت إلى 70 ألفاً في إيطاليا وحدها (الرقم المعلن). وهذا يعني أن الرقم الحقيقي بلغ 700 ألف مصاب، الأمر الذي يبشّر بأخبار جيدة تنْزع صفة الفيروس «القاتل» عن كورونا المستجد.
فإذا كان هناك نحو سبعة آلاف شخص توفوا في إيطاليا جراء الفيروس، فالأمر يعني أن 10 في المئة من المصابين فارقوا الحياة وهذا رقم هائل جداً لأن العدد الطبيعي للوفيات سنوياً وعالمياً يصل إلى 1.14 في المئة.
ولذا إذا أعلنتْ ايطاليا عن الأعداد الحقيقية، تصبح نسبة الوفيات واحد في المئة فقط من المصابين، وهذا يؤشر إلى أن عدد الوفيات في العالم سينخفض هذه السنة إذا استثنينا الوفيات التي لن تُسجّل في حوادث السير والقتل في الشوارع والحروب بعدما أقفل أكثر من 2.6 مليار نسمة عالمياً في 192 دولة على أنفسهم الأبواب بنسب متفاوتة.
وتشكل عودة الطيور إلى السماء بكثرة خصوصاً في أوقات تكاثُرها في فصل الربيع، وعودة الأسماك والدلافين (تحديداً في البندقية) وتقليص الصيد البحري إلى مستويات غير مسبوقة وإقفال المصانع والمعامل ووقف السيارات، فرصةً للكرة الأرضية لتتنفس لم تتمتع بها في القرنين الحالي والماضي.
ويقول البروفسور الفرنسي ديدييه راولت، مدير المعهد المتوسطي لمكافحة الأمراض المعدية في مرسيليا واختصاصي الأمراض المعدية وعالم في الأحياء الدقيقة، إن أرقام وفيات «كورونا» لا تتعدى أرقام المتوفّين في الأعوام الماضية بالتهاب الرئة التي يسبّبها هذا الفيروس بعد الإصابة.
ويشير إلى أنه «يتعيّن الاعتناء بالمصابين في أول حالات الإصابة وليس عندما تتدهور حالتهم لأنه حينها يكون الآوان قد فات»، وتالياً فإذا أخذْنا ما يقوله راولت، نرى أن عدد المتوفين عالمياً كل عام يراوح بين 56 و57 مليون نسمة، 50 في المئة تراوح أعمارهم بين 70 سنة وما فوق، و27 في المئة من 50 إلى 69، و14 في المئة من 15 إلى 49 سنة.
وتقول الباحثة الدكتورة هانا ريتشي إن 17.8 مليون نسمة يتوفون سنوياً بأمراض القلب والأوعية الدموية، ونحو 9.56 مليون بأمراض السرطان و2.56 مليون من التهاب التنفّس.
فإذا أخذنا الاحصاءات التابعة للدول التي فاجأها الفيروس (الصين، ايطاليا، ايران واسبانيا) نجد أن عدد الإصابات فيها يكون نصف ما أصيب به العالم أجمع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الوفيات في الدول الأربع يصل إلى 16 ألفاً بينما وصل في 190 دولة إلى 19 ألفاً. وهذا يعني أن حالات الوفيات في العالم أجمع (ما عدا الدول الأربع) بلغ 3000 نسمة فقط. وهذا الرقم يُعتبر قليلاً جداً إذا قورن بأسباب الوفيات الأخرى في أشهر الذروة التي يعتبرها العلماء الأشهُر الأربعة ابتداء من يناير وحتى مارس.
لكن المشكلة التي تُقْلِقُ السياسيين هي الوضع الذي سينتج بعد إيجاد الدواء للفيروس. فقد توقف أكثر الناس عن عملهم وتالياً توقفت عجلة الاقتصاد، وهذا سيؤدي إلى خيارات صعبة جداً بعد الانتهاء من الموجة. وقد بدأت الصين تستثمر هذه المرحلة، فأرسلت الطائرات والطواقم الطبية إلى دول أوروبية، ما دفع بعض الإيطاليين إلى رفع علم الصين في مدنهم وبأن يقبّل الرئيس الصربي العلم الصيني علناً عند وصول طائرة محمّلة بالأدوية إلى بلاده.
واندفعت روسيا نحو ايطاليا ودول أخرى لتقديم المساعدات الطبية والطواقم المختصة حتى ولو كانت ايطاليا ودول أوروبا فرضت حظراً عليها. وكل هذه المبادرات تصبّ في خانة الدول التي تخطط لما بعد إيجاد الدواء حيث لن يكون مكان لهيمنة الولايات المتحدة التي رفضت قيادة العالم ودعْمه في محاربة هذا الفيروس الذي أقعد السكان في منازلهم.
يبدو أن الفيروس يقتل مَن يموت عادة في هذه الأشهر ومَن لديه كل المشكلات لعدم مقاومة أي مرض. ولكن العالم وقع في لعبة أرقام المصابين يومياً. فلو عاد كل امرئ إلى إحصاءات الموت السنوية لوجد أن 2020 لن يكون أسوأ من أي عام مضى…