هل تتقارب العلاقات الكندية - الصينية بفعل صراع ترامب لحيازة الكمامات؟

هل تتقارب العلاقات الكندية - الصينية بفعل صراع ترامب لحيازة الكمامات؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٦ أبريل ٢٠٢٠

هل تتقارب العلاقات الكندية - الصينية بفعل صراع ترامب لحيازة الكمامات؟

شكّلت التوترات بين كندا والولايات المتحدة بشأن استيراد المعدات الطبية بعد تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع تحديًا جديدًا للحليفين القديمين، مما لفت انتباه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى بدء علاقة جديدة مع الصين.
 
وبعد أن أعلنت الشركة المصنعة الأمريكية 3M يوم الجمعة أنها توقفت عن تصدير أقنعة N95 إلى كندا وأمريكا اللاتينية بناء على أوامر ترامب، أعلن ترودو أمس السبت، أن بلاده ستستورد عدة ملايين من الكمامات من جمهورية الصين خلال الـ 48 ساعة القادمة. وردا على هذا القرار، قال الرئيس الكندي في تصريح له، إن حظر تصدير المعدات الطبية عبر الحدود خطأ، ويمكن أن يكون له تأثير مدمر وسلبي، في حين يزور العديد من المتخصصين الكنديين في القطاع الصحي ديترويت كل يوم للعمل.
 
وقال ترامب خلال تصريحاته في البيت الأبيض يوم السبت، دفاعا عن قراره: "ان البيت الأبيض يطالب شركة 3M مساعدة الولايات المتحدة، نحن بحاجة إلى هذه الكمامات ولا نريد أن يستولي عليها الآخرون، وفي حال لم يعطنا الآخرون ما نريده لشعبنا، فسوف نتعامل معهم بقسوة".
 
ربما تصريحات ترامب، جعلت رئيس الوزراء الكندي يفكر في التوجه إلى الصين، لكن القرار ليس سهلاً بالنظر إلى تاريخ التطورات السياسية بين البلدين، إذ واجهت بكين وأوتاوا العديد من التحديات على مدى العامين الماضيين. إذ كان اعتقال مسؤول تنفيذي كبير لشركة Huawei في ديسمبر 2018 من قبل المسؤولين الكنديين والإجراءات التجارية الصينية ضد المنتجات الكندية، بما في ذلك تصدير المنتجات الزراعية مثل فول الصويا، أمثلة على هذه التوترات.
 
ومع ذلك، فإن كندا حاليا في وضع حرج، ومن الأهمية القصوى توفير كمامات صحية للعاملين في القطاع الصحي لمكافحة الفيروس. لهذا السبب يتجاهل ترودو النزاعات السابقة مع الصين للحصول على هذه المعدات. وقال الرئيس الكندي في هذا السياق إن الملايين من الكمامات سيتم شحنها من الصين على متن طائرات مستأجرة. وقال أيضا أنه من خلال استئجار كندا لمستودع في الصين، تتطلع كندا إلى توفير جميع المعدات التي تحتاجها في أقرب وقت ممكن.
 
من ناحية أخرى، تسعى الصين باعتبارها المركز الأول لانتشار فيروس كورونا، للاستغلال السياسي وإثبات نفسها في الساحة الدولية وذلك من خلال مساعدة البلدان الأخرى. على سبيل المثال، قال أندرو كومو، حاكم ولاية نيويورك الأمريكية، الولاية التي انتقدت بشدة سياسات ترامب التمييزية ضد كورونا، إن الحكومة الصينية ترسل حاليا 1000 جهاز تنفس إلى الولاية. وأبلغ دومينيك بارتون، سفير كندا لدى الصين، اللجنة البرلمانية للبلاد في شهر فبراير أن "تحسين العلاقات" بين البلدين قضية حقيقية. في حين كانت كندا واحدة من الدول التي أبدت حسن النية لبكين في فبراير بعد تفشي فيروس كورونا في الصين عن طريق إرسال 16 طنا من المعدات إلى البلاد.