رغم المخاوف من موجة “كورونية” ثانية.. مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى العالم

رغم المخاوف من موجة “كورونية” ثانية.. مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى العالم

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٣ يونيو ٢٠٢٠

من إعادة فتح الكولوسيوم في روما والبازار الكبير في اسطنبول إلى استئناف عمل المتاجر في موسكو والمدارس في بريطانيا، إلى الحياة «شبه الطبيعية» في فرنسا، اعتباراً من اليوم، تتسارع عملية عودة مظاهر الحياة الطبيعية في أوروبا، بعد أشهر من العزل نتيجةً تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي يواصل تفشيه في أميركا اللاتينية، بينما تدرس اليابان إعادة فتح حدودها.
ورغم الارتفاع الأخير في عدد الإصابات اليومية، خففت العاصمة الروسية القيود مع السماح لبعض المتاجر بفتح أبوابها بعد أكثر من شهرين من الإغلاق، وللسكان بالتجول شرط وضع الكمامة وبحسب نظام جدول زمني معقد.
ورحبت أولغا البائعة في متجر حقائب يد وحليّ برفع القيود، قائلة «ستبدأ الأموال بالتدفق من جديد».
ورغم أن السفر من بلد لآخر لا يزال ممنوعاً، أعادت مواقع سياحية بارزة في أوروبا فتح أبوابها، مثل البازار الكبير في اسطنبول ومتحف غوغنهايم المعروف في بيلباو والكولوسيوم في روما، الذي أضيء بألوان العلم الإيطالي.
وباعادة فتح البازار المغلق منذ 23 آذار/ مارس، انهى مسؤولون اتراك يضعون كمامات اطول اغلاق شهدته هذه السوق المترامية منذ نحو ستة قرون.
وقال تاجر السجاد علي اماك، واحد من نحو 30 الف تاجر يضمهم البازار: «سيكون صعباً حتى الآن القول إننا استأنفنا العمل، ستكون كذبة».
وبإعادة فتح الكولوسيوم، الموقع الأثري البارز والأكثر شعبية، بعد مواقع وآثار أخرى شهيرة، تأمل إيطاليا إنعاش قطاع السياحة الأساسي، المتضرر بشدة بسبب وباء «كوفيد – 19» الذي أدى إلى وفاة أكثر من 33500 شخص في هذا البلد.
غير أن الدخول إلى المعلم المهم الواقع في قلب روما سيكون خاضعاً لقواعد صحية مشددة، مثل إلزام الزوار وافراد الطاقم بوضع الكمامات وقياس درجة الحرارة، وتحديد مسارات التحرك داخل الموقع، وفرض الحجز المسبق وتحديد ساعات الزيارة تفادياً للاكتظاظ في ساعات الذروة.
 
 
 
«نهاية الوباء»
في إنكلترا، استقبلت المدارس المغلقة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، الأطفال الذين تراوح أعمارهم من 4 إلى 6 سنوات ومن 10 إلى 11 عاماً من جديد، رغم رفض نقابات المعلمين واللجان المحلية للإجراء الذي اعتبرته سابقاً لأوانه.
وقالت برايوني ياينز، مديرة مدرسة ووركستر الابتدائية في غرب إنكلترا: «لا يمكننا فعلاً أن نعد الأهل بأن الأولاد سيبقون على مسافة مترين الواحد من الاخر طوال الوقت».
وشدد وزير التعليم غافين ويليامسون، الذي اتهم بالتأخر في التعليق على المسألة، للصحافة على «ضرورة المضي قدماً».
وسُمح كذلك اعتباراً من أمس، بتجمعات تضم ستة أشخاص، وبات أيضاً بإمكان الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة الذين أجبروا على عزل أنفسهم بشكل كامل، الخروج لكن مع التزام الحذر.
ويمكن أيضاً لبعض الأعمال مثل متاجر بيع السيارات والأسواق، استئناف نشاطها.
وبريطانيا هي البلد الاوروبي الاكثر تضررا بالوباء مع اكثر من 38500 وفاة.
واسفر الوباء في العالم عن اكثر من 380 الف وفاة من أصل أكثر من 6,3 مليون إصابة.
ورغم المخاوف من موجة إصابات ثانية، خطت فنلندا واليونان ورومانيا وهولندا والبانيا واسبانيا والبرتغال خطوات عدة نحو تطبيع الوضع.
ففي هلسنكي، اعادت المكتبة المركزية الواسعة فتح ابوابها على غرار الحانات والمطاعم والمجمعات الرياضية والمواقع الثقافية.
في سلوفينيا، بدأ سريان مرسوم يعلن «انتهاء الوباء» وتم الاحتفاء بالحادث عبر تحليق طائرات عسكرية. كذلك، اطلقت سيارات للشرطة العنان لابواقها امام المستشفيات تحية للطواقم الطبية.
وبات في امكان كل الحانات استئناف نشاطها في النرويج.
في غضون ذلك، عاش الفرنسيون، أمس، اليوم الأخير من القيود المفروضة على التنقل عشية إعادة فتح المقاهي والمطاعم والمدارس في معظم أنحاء البلاد للعودة إلى حياة «شبه طبيعية»، بحسب عبارة رئيس الوزراء ادوار فيليب.
فبعد شهرين ونصف شهر من الإغلاق، سمح للحانات والمقاهي والمطاعم في «المناطق الخضراء» – باستثناء باريس ومنطقتها – بإعادة فتح أبوابها اليوم مع قواعد صحية صارمة: عشرة أشخاص كحد أقصى على كل طاولة ومسافة متر واحد على الأقل بين كل مجموعة مع حظر تناول المشروبات في الحانات وقوفاً.
وادرجت المنطقة الباريسية ومايوت ولا ريونيون (المحيط الهندي) في «المنطقة البرتقالية» بسبب أوضاعها الصحية.كما ينتظر السكان بفارغ الصبر إعادة فتح مجمل الشواطىء، اليوم، من المانش (شمال) الى المتوسط (جنوب).
وسترفع القيود المفروضة بعدم الابتعاد أكثر من 100 كلم عن مكان الإقامة كحد أقصى، وكذلك إبقاء مقعد شاغر بين مسافر وآخر في القطارات.
وستفتح مجدداً المدارس في فرنسا وكذلك المدارس في الدوائر المصنفة «خضراء»، ولكن تدريجاً.
في آسيا، تدرس اليابان إعادة فتح حدودها أمام الوافدين من دول محددة تسجل مستويات منخفضة في الإصابة بالفيروس، وذلك مع شروعها في تخفيف القيود التي فرضتها في وقت سابق من العام لاحتواء انتشار الوباء.
ومع إعادة فتح المدارس ودور السينما والأندية الرياضية والمراكز التجارية في العاصمة طوكيو، أمس، تخطط الحكومة أيضاً للسماح باستقبال مسافرين من تايلند وفيتنام واستراليا ونيوزيلندا في الشهور المقبلة.
وعاد ملايين الأشخاص إلى العمل في مانيلا، أمس، مع تخفيف واحدة من أشد وأطول إجراءات العزل العام في العالم في محاولة لإنعاش اقتصاد عصف به الإغلاق.
وأفاد الإعلام الكوري الجنوبي بأن كوريا الشمالية ستعيد فتح مدارسها بعد شهرين من إغلاقها كإجراء وقائي.
ورفعت بنغلاديش، الأحد، تدابير الإغلاق، مع عودة ملايين السكان إلى العمل في المدن والبلدات المكتظة رغم تسجيل البلاد رقماً قياسياً في الوفيات والإصابات الجديدة في يوم واحد.
وسمحت ولايات استرالية، بتخفيف قواعد التباعد الاجتماعي بدرجة أكبر، أمس، وأتاحت للمطاعم استضافة المزيد من الناس وإعادة فتح المزارات العامة وذلك مع سعي الحكومة لإنعاش الاقتصاد.
في افريقيا، استأنفت المدارس والجامعات نشاطها في الكاميرون وتنزانيا رغم استمرار تفشي الوباء، في حين ارجأت جنوب افريقيا لاسبوع موعد استئناف العمل في العديد من المدارس التي لم تجهز بعد.
وسعت جنوب أفريقيا، إلى إنعاش اقتصادها المتعثر من خلال التخفيف الجزئي لإجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء تفشي الفيروس، فأتاحت للمواطنين الخروج للعمل والعبادة والتسوق وكما سمحت للمناجم والمصانع بالعمل بكامل طاقتها.
في الأثناء، تتزايد الإصابات في أميركا اللاتينية التي باتت البؤرة الجديدة للوباء في العالم، مع تسجيل مليون إصابة رسمياً فيها.
في البرازيل، البلد الأكثر تضرراً في المنطقة، مع أكثر من 500 ألف إصابة و30 ألف وفاة، يترافق تفشي الوباء مع ارتفاع في التوتر السياسي حول كيفية معالجته.
واندلعت اشتباكات مساء الأحد في ساو باولو بين أنصار ومعارضي الرئيس جاير بولسونارو.
في الولايات المتحدة، التي تسجل أعلى حصيلة وفيات بالوباء في العالم (نحو 105 آلاف)، تفاقمت الأزمة الصحية أيضاً بسبب الانقسامات السياسية العميقة وبسبب موجة الغضب من وفاة الرجل الأسود جورج فلويد، أثناء توقيف شرطي أبيض له في مينيابوليس منذ أسبوع.
وأحدث البيت الأبيض، الأحد، مفاجأة بإعلانه عن إرسال شحنة من مليوني جرعة من «هيدروكسي كلوروكين» إلى البرازيل، وهو دواء مضاد للملاريا أثار استخدامه الجدل في علاج «كوفيد – 19».
في مناطق أخرى من القارة الأميركية، يواصل الوباء التفشي في المكسيك، كذلك حيث تم إحصاء نحو 10 آلاف وفاة، والبيرو حيث سُجلت أكثر من 165 ألف إصابة وأكثر من 4500 وفاة، فيما المستشفيات على وشك الانهيار.
 
أعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، إصابته وعائلته بفيروس كورونا المستجد، فيما يتفاقم تفشي الوباء في هذا البلد الصغير في القوقاز الذي باتت مستشفياته مثقلة بالمرضى.
وقال باشينيان، في مقطع فيديو نشر على صفحته في موقع «فيسبوك»، أمس، إنه لا يعاني من أي «عارض ملحوظ» للمرض، وأنه سيواصل العمل من منزله «طالما بقي ذلك ممكناً».
ولباشينيان وزوجته الصحافية آنا هاكوبيان أربعة أولاد. وتسجل أرمينيا 9402 إصابة بالفيروس بينها 139 وفاة.