السيد نصر الله: التوجه شرقا لا يعني الانقطاع عن العالم باستثناء الكيان الغاصب

السيد نصر الله: التوجه شرقا لا يعني الانقطاع عن العالم باستثناء الكيان الغاصب

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ يوليو ٢٠٢٠

رأى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد نصر الله أن الوضع الحالي وما يعيشه اللبنانيون على المستوى الاقتصادي والمعيشي يحتاج إلى إخلاص وجهود الجميع، معتبرا أن مقاربة الوضع الاقتصادي يجب أن تكون مقاربة وطنية تشمل كل اللبنانيين وأيضاً المقيمين في لبنان.
وفي كلمة متلفزة، مساء الثلاثاء، استذكر سماحته الانتصارات وهزيمة المشروع الأميركي في المنطقة من بوابة لبنان، على أبواب ذكرى حرب تموز، معرّجا على الذكرى السنوية العاشرة لرحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله متحدثا عن مآثره، كذلك قدّم التعازي بالراحل العلامة السيد محمد جعفر شمس الدين.
سماحته نوّه إلى أن الحديث عن التوجه شرقاً لا يعني قطع العلاقات مع الغرب، وأي دولة لديها استعداد أن تساعد لبنان وأن تضع ودائع وتقدم قروضا وغيره فإنه أمر منفتحون عليه، مضيفا أن هذا التوجه لا يعني الانقطاع عن العالم بما فيه الغرب والولايات المتحدة بإستثناء الكيان الغاصب.
السيد نصر الله لفت إلى أن البعض للأسف بدأ يظهر الموضوع وكأننا نريد أن ندخل لبنان في محاور، وقال "لا نريد قطع أي أوكسيجين عن أحد ونضع كل اعتباراتنا جانباً ليعبر لبنان هذه المرحلة الصعبة"، مشيرا إلى أنه سمع من بعض الشخصيات تقول "هم يريدون تحويل لبنان الى النموذج الايراني"، وتابع قائلا "نحن لم نقل ذلك نحن نطلب منهم مساعدتنا والا فهم محتاجون للعملة الصعبة".
الأمين العام لحزب الله استطرد قائلا إن النموذج الاقتصادي الإيراني ليس نموذجاً سيئاً فهو جعل إيران تصمد في ظل العقوبات الشاملة لـ40 سنة، مضيفا "نحن لم نقل بضرورة تطبيق نموذج ايران في لبنان بل نطلب من الايرانيين مساعدتنا في توفير الوقود"، ومعتبرا أنه حين تقبل إيران بإعطائنا المشتقات النفطية بالعملة الوطنية فهذا بمثابة تضحية من قبلها.
ولفت إلى أن الجمهورية الاسلامية شبه مكتفية في الزراعة والصناعة ولديها صناعات متطورة ايضا، مضيفا أنه لا توجد دولة بالعالم صمدت أمام 40 عاما من الحصار والحظر كما فعلت إيران.
وأضاف أن "النموذج الإيراني أرسل قمرا صناعيا إلى السماء ولديه اكتفاء ذاتي بالبنزين والمازوت والكهرباء ويبيع الدواء إلى الخارج و لبنان لا يملك عناصر ومؤهلات نموذج إيران فكونوا مطمئنين"، وطمأن إلى أن أحدا لا يريد تطبيق النموذج الايراني ولا تغيير وجه لبنان، معتبرا أن أي دولة في العالم لديها استعداد لمساعدة لبنان يجب الانفتاح عليها وطرق بابها والبحث عن فرص لديها.
السيد نصر الله رأى أن ما يعيشه لبنان اليوم من تهديد بالجوع والانهيار هو أخطر تهديد يمكن أن تواجهه أي دولة، معتبرا أن كيفية منع الانهيار والجوع عنوان يجب أن نضعه هدفًا ونبحث في تحقيقه، متحدثا عن ضرورة فتح كل المسارات الممكنة الذي يوصل إلى الهدف في كيفية منع الجوع.
وأكد على أن كل اللبنانيين يجب أن يكونوا فعالين ونشطين للوصول الى النتيجة المطلوبة، مضيفا "أقول للشعب اللبناني إننا قادرون على تحويل التهديد إلى فرصة والخروج من تراكم سياسات خاطئة"، معتبرا أنه لا يجوز أن يحكم الأداء العام الانتظار السلبي لنتائج التفاوض مع صندوق النقد الدولي أو تطورات المنطقة دون البحث عن خيارات أخرى.
سماحته رأى أن فعالية طرح الانفتاح على الصين ظهرت من خلال العنف الأميركي والحملة على هذا الخيار، لافتا إلى أن الأميركيين شنوا حملة شعواء على الخيار الصيني لتخويف اللبنانيين ومنعهم من الانفتاح على الصين، وهذا يؤكد أن الغضب الامريكي من الخيار الصيني لإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية دليل على أنه مفيد.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن العراق فرصة عظيمة لمساعدة لبنان في أزمته بحكم العلاقات الطيبة بين البلدين، مضيفا أن موضوع الانفتاح على العراق كان الأمر جيداً والعراق بلد مقتدر اقتصادياً وهناك سياحة دينية وطبية بين البلدين ولكن هناك من بدأ يشكك بأن العراق لن ينفتح على لبنان بسبب الضغط الأميركي، واعتبر أن المطلوب إرسال وفد للعراق كما فعلت بغداد لا الاستسلام للحديث عن الضغط الأميركي على الحكومة العراقية.