واشنطن تطمئن بكين: لم نغيّر سياساتنا تجاه تايوان

واشنطن تطمئن بكين: لم نغيّر سياساتنا تجاه تايوان

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١١ مايو ٢٠٢٢

أكّدت الولايات المتحدة، أمس، أنّ سياستها بشأن تايوان لم تتغيّر، وذلك إثر نشرها تحديثاً لـ«بطاقة تعريف» للجزيرة أثار غضب بكين، بسبب خلوّها من العبارة الشهيرة التي تؤكّد فيها واشنطن، بصورة لا لبس فيها، أنها «لا تدعم استقلال تايوان».
في السياق، أكّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين: «لا تغيير في سياستنا. كلّ ما فعلناه هو أنّنا حدّثنا صحيفة وقائع، إنه شيء نقوم به على أساس منتظم إزاء جميع علاقاتنا في جميع أنحاء العالم».
ودعا برايس الصين إلى «إظهار المسؤولية، وعدم خلق ذرائع بهدف زيادة الضغط على تايوان».
وكانت وزارة الخارجية قد نشرت بطاقة التعريف التي شكّلت موضع الجدل، على موقعها الإلكتروني الأسبوع الماضي، بعدما حدّثتها. وتؤكّد واشنطن في هذا التحديث، أنّها تتّبع منذ أمد بعيد سياسة «الصين الواحدة».
وسياسة «الصين الواحدة» تستند بشكل خاص إلى بيانات أميركية-صينية مشتركة، تعود إلى الوقت الذي أقامت فيه واشنطن، على حساب تايوان، علاقات ديبلوماسية رسمية مع بكين.
وتضمّنت النسخة القديمة من هذه الوثيقة فقرات بأكملها من البيان المشترك الصيني-الأميركي لعام 1979، بما في ذلك عبارة تقول إن واشنطن أخذت علماً بموقف بكين، الذي يعتبر تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الصين، وعبارة أخرى تؤكّد فيها الولايات المتّحدة أنّها «لا تدعم استقلال الجزيرة».
وعقب إصدار البطاقة الجديدة، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، للصحافيين، أنه يتعيّن على الرئيس الأميركي، جو بايدن أن يقرن الأقوال بـ«الأفعال» ليُظهر أنه يعارض استقلال تايبيه.
وأضاف أن «التعديل الأخير لصحيفة البيانات الأميركية هو خدعة، لإخفاء مبدأ الصين الواحدة وتمييعه»، محذّراً من أن «مثل هكذا تلاعب سياسي بشأن قضية تايوان، ومحاولة تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، سيُضرّ بالولايات المتحدة نفسها».
وتاريخياً، كانت جزيرة تايوان جزءاً من الأراضي الصينية، إلا أن الطرفَين يشهدان خلافات متزايدة ترسّخت بعد الحرب الأهلية الصينية بين «الحزب الشيوعي الصيني» و«حزب الكومنتانغ» اليمينيّ، عندما اختار هذا الأخير الجزيرة كنقطة انسحاب له أثناء خسارته للحرب، وفرض حكماً عرفيّاً طويلاً عليها. وقد عرفت الجزيرة تاريخياً دعماً متواصلاً من واشنطن، التي ترى فيها فرصة لاحتواء الصين في منطقة المحيط الهادئ.
وقد دفع ذلك ببكين، المصرّة على إعادة توحيد الجزيرة تحت مبدأ «الصين الواحدة»، إلى تكثيف الضغوط العسكرية والديبلوماسية خلال العامَين الماضيين، للتأكيد على مطالبها بالسيادة على الجزيرة، وإعادة ضمّها إلى البر الرئيسي، في وقت يصرّ «الحزب الديموقراطي التقدّمي»، الذي تتولّى رئيسته تساي إنغ ون، رئاسة تايوان منذ عام 2016، على استقلال الجزيرة بالاتّكاء على الدعم الأميركي.