إيران.. رئيسي في نيويورك: عودة التفاؤل بانفراجة «نووية»

إيران.. رئيسي في نيويورك: عودة التفاؤل بانفراجة «نووية»

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢

 على رغم تَوقّع انفراجةٍ في ما يتّصل بملفّ إيران لدى «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إلّا أن أيّ إشارات في هذا الخصوص لم تَصدر بعد عن أطراف الاتفاق النووي الإيراني الغربيين، الذين لا يزالون يتّهمون طهران بعرقلة إحياء الصفقة. وإن كانت الجمهورية الإسلامية لا تزال تشترط الحصول على «ضمانات» تُجنّبها انسحاباً أميركياً ثانياً من الاتفاق، إلى جانب مطلبها الرئيسيّ بإغلاق ملفّ الوكالة الدولية، وهما محدَّدان أعاد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التذكير بهما، فلا يبدو أن ثمّة قدرةً على حلّ المعضلة الأولى، فيما تبقى الثانية رهناً بإدارة الطرف الآخر.
يشارك الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، للمرّة الأولى منذ تولّيه الرئاسة، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حُيث يُرتقب أن يلقي كلمته اليوم. ويأتي حضور رئيسي الاجتماعات، هذه السنة، وسط جوٍّ من عدم اليقين إزاء ملفّ محادثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية، والتي لم تفضِ بعد إلى أيّ نتيجة، على رغم مرور سنة ونصف سنة على انطلاقتها، بينما يتحدّث بعض أطرافها عن بلوغها «مأزقاً» تسبّبت به العراقيل الكثيرة التي لا تزال تحول دون توقيع الاتفاق، وفي مقدّمها قضيّة «الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفيما يرى آخرون أن الحلّ يكمن في إجراء حوار مباشر بين إيران والولايات المتحدة، رفض رئيسي، في حوار مع شبكة «سي بي أس» الأميركية أجراه قبيل توجّهه إلى نيويورك، احتمال عقْد لقاءٍ مع نظيره الأميركي جو بايدن، على اعتبار أنه «لا طائل منه»، مُجدِّداً دعوته واشنطن إلى تقديم «ضمانات» تكفل عدم انسحابها مجدَّداً من الاتفاق النووي.
وباتت آفاق التوصّل إلى اتفاق لإحياء «خطّة العمل الشاملة المشتركة» ضبابية وقاتمة، بعد آخر ردٍّ قدّمته إيران على النصّ المقترح من جانب الاتحاد الأوروبي. وتتمثّل مسألة الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بعدم الانسحاب مرّة ثانية من أيّ اتفاق وإغلاق ملفّ المواقع الإيرانية المشتبه فيها لدى «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، المطلبَين الرئيسيّين لطهران من الغرب، الذي يعتبرهما، من جهته، عائقين تضعهما الأولى على طريق إحياء الاتفاق. وبالتزامن مع الاجتماع الدوري لمجلس محافظي «الطاقة الذرية»، الأسبوع الماضي، أصدرت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، ومعها أميركا، بياناً دعت فيه إيران إلى «التعاون» مع الوكالة في شأن ملفّ العثور على آثار لجزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلَنة. وتَعتبر طهران الملفّ الآنف «سياسياً» كونه فُتح بفعل ضغوط مارستها إسرائيل، فيما يشكّل إغلاقه بالنسبة إليها شرطاً مسبقاً لإحياء الاتفاق النووي. لكن التصريحات التي أدلى بها رئيس «مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية»، محمد إسلامي، أول من أمس، جاءت كعلامة إيجابية على احتمال إغلاق ملفّ إيران لدى الوكالة الدولية، إذ قال إن «الرسائل التي صدرت من جانب الوكالة الدولية تشير إلى أنهم يعتزمون إغلاق ملف المواقع الثلاثة المزعومة... آمل أن يكونوا صادقين وألا يضيّعوا وقتهم أكثر، وألّا يظنّوا أن في مقدورهم اتخاذ هكذا حالة كأداة لممارسة ضغوطهم القصوى»، لافتاً، في الوقت ذاته، إلى أن الأوروبيين «يريدون التوصّل إلى اتفاق، غير أن نيتهم الرئيسيّة هي عزل إيران». وتُظهر تصريحات إسلامي أن محادثات سرّية جرت في الأيام الأخيرة حول ملف إيران لدى «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وهو ما يمكن أن يشكّل مؤشّراً إلى أن الجهود في هذا المجال لم تتوقّف، وأن المشاورات لا تزال جارية على قدم وساق، على رغم أن العديد من المراقبين يرَون أن فرص توصّل المحادثات النووية إلى نتيجة قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني المقبل، تتضاءل. ويبدو أن المحادثات التي سيجريها كبار مسؤولي الدول على هامش اجتماعات الجمعية العامة، سيكون لها دور مهمّ في الحدّ من الفشل الحتمي للمحادثات، إذ يمكن أن تسهم في إحياء الاتفاق النووي.
ويرافق رئيسي في زيارته لنيويورك، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، الذي تمثّل مشاركته «جهداً لتحويل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى فرصة دبلوماسية». وفي هذا الإطار، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن «إيران لا تملك خلال هذه الزيارة وهذه الاجتماعات خطّة محدّدة المعالم في ما يخصّ محادثات رفع العقوبات»، لكنه أوضح أن «ثمة احتمالاً» بأن تجرى محادثات على هامش اجتماعات الجمعية العامة «في شأن العقوبات ومحادثات ثنائية مع الأطراف المتفاوضة». وشدّد الناطق على موقف الرئيس الإيراني، بالقول إن أيّ «محادثات ثنائية» لن تجرى خلال زيارة نيويورك مع السلطات الأميركية حول أيّ موضوع كان. من جهته، قلّل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مقابلة مع موقع «بوليتيكو» الأميركي، نُشرت أمس، من التوقّعات بحدوث انفراجة حول هذا الملفّ خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً إنه لا يعتقد أن الاجتماع مع الرئيس الإيراني سيكون مثمراً.