بكين تحثّ كييف وموسكو على استئناف المحادثات... وتعرضُ الوساطة مجدّداً

بكين تحثّ كييف وموسكو على استئناف المحادثات... وتعرضُ الوساطة مجدّداً

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٧ مارس ٢٠٢٣

حثّت الصين، اليوم، أوكرانيا على استئناف محادثات السلام مع روسيا «في أقرب وقت ممكن»، عارضةً وساطتها مجدداً، وذلك في أعقاب إعلان الرئاسة الأوكرانية في نهاية شباط الماضي أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتوقع لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويأتي ذلك بينما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مطلع الأسبوع إن الرئيس الصيني يعتزم التحدث قريباً إلى زيلينسكي، مشيرة إلى أن الاتصال يمكن أن يتم بعد زيارة شي المرتقبة إلى موسكو الأسبوع المقبل.
وحثّ وزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، نظيره الأوكراني، دميترو كوليبا، في محادثة هاتفية هي الأولى منذ تولّيه منصبه في كانون الأول الماضي، على استئناف محادثات السلام «في أقرب وقت ممكن»، بينما قالت كييف إن النقاش تناول أيضاً أهمية وحدة أراضي أوكرانيا.
وقال تشين، في بيان، إن «الصين تخشى أن تتصاعد الأزمة وتخرج عن نطاق السيطرة. وتأمل في أن يحافظ الطرفان على الهدوء، وأن يمارسا ضبط النفس، ويستأنفا محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، وأن يعودا إلى طريق التسوية السياسية».
وأضاف الوزير: «تأمل الصين في أن تبقي أوكرانيا وروسيا على الأمل في الحوار والمفاوضات»، بينما جدّد اقتراح بكين بأن تكون وسيطاً في الحوار، قائلاً إن بكين «تتمسك بموقف موضوعي ونزيه بشأن القضية الأوكرانية، وتلتزم بتعزيز محادثات السلام، وتدعو المجتمع الدولي إلى تهيئة الظروف لمحادثات السلام».
ونشرت بكين في 24 شباط الماضي وثيقة من 12 نقطة بشأن الحرب في أوكرانيا، دعت فيها موسكو وكييف إلى إجراء محادثات سلام، عارضة وساطتها كطرف محايد.
ومن جهته، قال كوليبا إنه بحث مع نظيره الصيني «احترام مبدأ وحدة الأراضي»، وأشار إلى «أهمية» مقترحات زيلينسكي «لإنهاء العدوان واستعادة السلام العادل في أوكرانيا».
إلى ذلك، علّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، على المحادثة المرتقبة بين شي وزيلينسكي، قائلاً إنها ستكون «أمراً جيداً جداً».
وزعم أن واشنطن كانت «تشجع» منذ فترة طويلة مثل هذا الاتصال قائلاً: «نعتقد أنه من المهم جداً أن يستمع الصينيون إلى وجهة نظر الأوكرانيين وليس فقط وجهة نظر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين».
الوثيقة الصينية «للسلام»
وتركز نقاط الوثيقة الصينية، بشكل رئيسي، على احترام السيادة عبر «التمسك بشكل فعّال بسيادة جميع البلدان واستقلالها وسلامتها الإقليمية»، وعلى الدخول في مفاوضات، قائلة إن «الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للتطبيق».
وفي النقطة الثانية، دعت بكين إلى «الحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل التوريد»، وحثّت جميع الأطراف على «معارضة استخدام الاقتصاد العالمي أداة أو سلاحاً لأغراض سياسية».
وجاء في الوثيقة أن «المجتمع الدولي يجب أن يظل ملتزماً بالنهج الصحيح لتعزيز المحادثات من أجل السلام، ومساعدة أطراف النزاع على فتح الباب أمام تسوية سياسية في أسرع وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات».
كذلك، نبذت الوثيقة التهديد باستخدام أسلحة نووية، مشيرةً إلى أنه «يجب منع الانتشار النووي وتجنّب حدوث أزمة نووية».
وقالت الوثيقة أيضاً إن الصين «تعارض البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف»، مشيرةً إلى أنّه يتعيّن على الجانبين «الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، وتجنّب مهاجمة المدنيين أو المنشآت المدنية».
كما أكدت الوثيقة أنه يتعيّن على جميع الأطراف «التخلي عن عقلية الحرب الباردة»، وهو موقف ثابت تكرره الديبلوماسية الصينية.
وفي انتقاد مبطّن لحلف شمال الأطلسي، شدّدت الوثيقة على أن «أمن المنطقة لا ينبغي أن يتحقق من خلال تعزيز أو توسيع الكتل العسكرية»، وأنه «يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد».
وتتعلق بعض النقاط بحماية الاقتصاد العالمي من التداعيات الواسعة للحرب.