الكيان الصهيوني في مأزق.. غضب شعبي عارم ضد نتنياهو

الكيان الصهيوني في مأزق.. غضب شعبي عارم ضد نتنياهو

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٦ أبريل ٢٠٢٣

لا يخفى على أحد أن جميع الشواهد والأحداث الاخيرة تدل وبشكل قاطع أنّ المُقاومة في الأراضي المُحتلّة عائدة بقوة، فالحراك الفلسطيني الذي تشهده الضفة الغربية هو حراك مقاوم، شبه دائم وليس مرتبطاً بحالة معينة، وهذا يدل على أن الفلسطيني لا يقبل بالاحتلال بأي شكل من الأشكال.ويُستدل على ذلك بالتقارير التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية سنوياً.
 
وفي هذا السياق يتضح أن المقاومة في الضفة هي الآن على أشد ما يكون حيث سبق وأن اعترف الجِنرال غانتس في تصريحاتٍ صِحفيّة سابقة أن مدينتيّ نابلس وجنين تُشَكِّلان تحدّيًا خطيرًا مُعقّدًا "للجيش الإسرائيلي"، بسبب الدّعم الشّعبي الكبير الذي يحظى به الشّباب النّشطاء فيهما في إشارةٍ إلى الخلايا المُسلّحة في المدينتين، وخاصَّةً مجموعة “عرين الأسود”.
 
التصريحات التي تصدر من ممثلي حركات المقاومة هي ايضاً تصريحات داعمة للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، فجميع التصريحات تؤكد أن ما يجري بالضفة يتطلب من حركات المقاومة استثمار هذه العمليات وتوظيفها بشكل مناسب يسهم باسترجاع دورها إلى صدارة العمل المقاوم والبناء عليها وتشييد كيان مقاوم يقف على أسس صلبةٍ لا تهتز ولا تتزعزع لو أحسنا أفراداً وتنظيمات فهمه والتعامل معه، لقد فتحت تضحيات هؤلاء الفدائيين الشجعان الباب أمام مرحلة جديدة في الكفاح الفلسطيني المهم، لذلك فإن تراكم هذه العمليات، سيقود إلى ثورة وليس إلى انتفاضة لو تم تحصينها وأحسن البناء عليها، والانتقال بها إلى مرحلة قادمة نحو الخلاص من الاحتلال.
 
الكيان الصهيوني في مأزق
 
إن التصريحات الاخيرة التي تظهر في وسائل الإعلام الصهيونية تثبت خوف الكيان الصهيوني من ان المقاومين قادرون على فرض معادلاتهم على العدو الصهيوني وأن العدو فشل في احتواء الوضع في الأرضي المحتلة حيث ان  الضفة الغربية  أصبحت عنوان المرحلة القادمة والتي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة حيث أعادت  العمليات الاخيرة للمقاومة تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من  القيام بعلميات منسقة و تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها.
 
وفي هذا السياق تصعيد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه يؤكد أن المقاومة لا تموت ولهذا من الواضح أن الكيان الصهيوني سوف يفشل في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين بل ستزداد الأمور سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فمن خلال العمليات الاستشهادية أصبحت المقاومة قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق.
 
المقاومة الفلسطينية تفشل المشروع الصهيوني..خوف وقلق صهيوني
 
من الواضح أن وجود (مجموعات مقاومة في نابلس شمال الضفة) مؤشر على حيوية الشعب الفلسطيني في إنتاج تشكيلات ووسائل لمقاومة الاحتلال والتصدي لإرهابه. حيث إن ظهور مجموعات فلسطينية مقاومة جديدة تعتبر إنجازا وطنيا فلسطينيا ينطلق من هوية وتاريخ الشعب الفلسطيني، ويكمل مشروع مقاومة الاحتلال، وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل وضوح أن هذه المجموعات المقاومة تمثل اليوم نموذجاً للوحدة الوطنية على قاعدة الصمود والمقاومة.حيث إنه وخلال الايام الاخيرة برز بشكل واضح الدور الكبير للشباب الفلسطييين في إفشال المشروع الصهيوني، فمقاومة الشباب الفلسطنيين استطاعت ضرب الاحتلال، وإحداث أزمة سياسية وعسكرية داخل الكيان وبالتالي فإن وجود مقاومة فلسطينية في كل المناطق الفلسطينية ، وإطلاق مقاومة شاملة ضد الاحتلال تدل بشكل قاطع على روح التضحية التي تتمتع بها هذه المجموعات المقاومة الفلسطينية، فنشاط الشباب الفلسطنيين في مدينة نابلس ومحيطها، يعتبر رداً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
 
من جهةٍ اخرى عبر كاتب صهيوني عن انزعاجه الكبير من "الدولة الخربة"، كما وصفها، والتي بات العيش فيها أمرا متعبا للغاية، كما أن التفكير بالهجرة منها وتركها أيضا أمر متعب.وقال الكاتب  الصهيوني، روغل ألفر، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية: "العمليات متعبة وتثير الرعب، نحن تعبنا من الخوف، الجمهور يركض بذهول في الشوارع، "توجد عملية"، ما يجري أمر مقلق بشكل فظيع"، مضيفا: "الأمر سيكون على ما يرام"، نحن نبرر الامر بشكل أوتوماتيكي، هل سيكون الأمر على ما يرام؟".وأوضح أن العمليات الفلسطينية التي تستهدف المستوطنين وجنود جيش الاحتلال "متعبة بشكل خاص، ومثيرة لليأس بشكل خاص أيضا، بالنسبة لمن يعارضون الاحتلال وغاضبون منه ويخجلون منه وعاجزون أمامه"، معتبرا "دولة الاحتلال" بانها "دولة خربة، عنيفة، تأكل وتعذب سكانها".وأضاف: "العداء متعب، بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة) متعب، نحو 30 سنة وهو يتعبنا وينهكنا، وهو الآلة التي لا تتوقف، هذا تعذيب وبشكل خاص لمعارضيه، لقد أصبحنا متعبين من رؤيته ومن سماعه، كم من الطاقة نحتاج كي نجتاز يوما آخر معه، نحن متعبون من مأساته، أصبحنا متعبين جدا من تغريداته ومن مخاوفه ومن جنونه، يبدو أنه توجد لديه دائما القوة لمواصلة هذا الأمر لسنوات كثيرة، نحن متعبون من الانقلاب النظامي ومن الجنون اليومي، متعبون من العمل بشكل قاس من أجل توفير رزق الحريديم، هم يزدادون في الوقت الذي فيه نحن نتناقص، هم ينبشون في محفظتنا ويرفضون التوقف عن القول لنا كيف ندير حياتنا، نحن طوال الوقت بالمرصاد في الحفاظ على الحد الأدنى من حقوقنا، العيش بهذه الصورة متعب".ولفتت "هآرتس" إلى أن "حركة حماس متعبة، حماستها الدينية تتعبنا، صواريخها، صافرات الإنذار متعبة، الانفجارات متعبة، يتعبونا في السماء وفي الشوارع، حسن نصر الله متعب مع التهديدات والاستفزازات، حسابات نهايتنا، مئات آلاف الصواريخ التي تبحث عن الفرصة لإنزالها على رؤوسنا، هؤلاء يتعبوننا: درعي، غولدكنوف، بن غفير، سموتريتش، السنوار ونصر الله".
 
وتابعت: "نحن متعبون من غلاء المعيشة، متعبون من العمل الشاق، الذي في نهايته يبقى في يدنا القليل جدا من المال، متعبون لأن الدولة لا تخدمنا، بل تخيفنا، متعبون من أن نكون مستغلين، متعبون من الازدحامات، متعبون من ضجة البناء ومن وباء المخطط الهيكلي القطري ومن عمليات الحفر للقطار الخفيف، متعبون من الأعياد، التي تسبب الازدحامات المتواترة، الاعياد المعدية والقومية المتطرفة؛،منذ الصغر ونحن متعبون منها".ورأت الصحيفة أنه "من المتعب أن تكون يهوديا، القدس تتعبنا مع عدم العقلانية، المسجد الأقصى يتعبنا، المسيحانية تتعبنا، نحن متعبون جدا من الغباء الكامن فيه، الدمار يتعبنا ونحن محاطون به، التفكير بالهجرة متعب، التفكير بالبقاء متعب، والتبصر متعب، متعب أن تكون ذكيا، ومن الأفضل أن تكون ثملا أو مجنونا، الشر الإسرائيلي سينتهي".
 
في حال اندلاع مواجهات..ما الذي ينتظر الكيان الصهيوني ؟
 
من الواضح أن الاعمال الإجرامية للكيان الصهيوني لن تمر مرور الكرام فالفصائل الفلسطينية في غزة  سبق و أن أعلنت موقفاً واضحاً من التصرفات الصهيونية الاخيرة  وقالت "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى. من جهةٍ اخرى إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.في السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم يمض وقت طويل على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرمية بحق المقدسات وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.
 
وفي هذا الصدد إن المقاومة الفلسطينية المسلحة قد أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبرت جميع الاحداث عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها. و من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فالمجموعات الصاعدة الجديدة تشكل معادلة قوية في الصراع مع الكيان الصهيوني وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق. بكل وضوح إن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم.
 
في النهاية من الطبيعي ان نتحدث عن عقدة العقد الثامن في كيان الاحتلال "الاسرائيلي" والتي تحدث عنها اكثر من مفكر وقيادي "اسرائيلي" سابق وحالي ومن بين هؤلاء ايهود باراك ونفتالي بينت وعاموس يلدن وحتى بنيامين نتنياهو وتامير باردو، هذه العقدة تقوم على اساس ان كل الممالك التي اقامها اليهود بدات في العقد الثامن بتدمير نفسها ذاتيا من خلال الصراعات الداخلية. ولهذا يقوم كيان الاحتلال بتنفيذ خطّته القاضية بتشديد التعامل مع الأسرى الفلسطينيين السياسيين، ومصادرة الإنجازات التي حققوها على مدار سنواتٍ من النضال ضدّ سلطات السجن بالكيان، الأمر الذي من شأنه تفجير الأوضاع داخل السجون، وهو الذي سينعكِس على الشارع الفلسطينيّ برمّته وسيكون له تبعات خطرة للغاية على مستقبل الكيان الصهيوني اللقيط.في السياق نفسه وكالعادة دائماً من كل عام فإن شهر رمضان المبارك من الواضح هذا العام أنه سيكون الأصعب على الكيان الصهيوني، حيث إن التهديد الذي أطلقه الأسرى الفلسطنيون يحمل نبرة شديدة اللهجة ضد سلطات الكيان الصهيوني إضافة إلى ذلك فإنه من الواضح أن العمليات ضد جنود الاحتلال خلال المرحلة القادمة سوف تزداد وهذا يشكل تحدياً لسلطات الكيان الصهيوني.