استمرار التصعيد بين كوسوفو وصربيا... وتحذيرات روسية من «تفجير جديد»

استمرار التصعيد بين كوسوفو وصربيا... وتحذيرات روسية من «تفجير جديد»

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١ يونيو ٢٠٢٣

 

تستمرّ المواجهة بين السكّان الصرب في مدن شمال كوسوفو، وشرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي» (كفور). وجاء الارتفاع الجديد في منسوب التوتّر بين الطرفَين هذه المرّة، بسبب موافقة كوسوفو على وضع ألبانٍ على رأس بلديات في مدن الشمال، على الرغم من مقاطعة الصرب، الذين يشكّلون أغلبية في تلك المنطقة، الانتخابات البلدية التي بلغت نسبة المشاركة فيها أقلّ من 3.5 في المئة.
 
أوّل «عقوبة» أميركية
ودفعت هذه الممارسات الولايات المتّحدة إلى انتقاد رئيس الوزراء الكوسوفي، ألبين كورتي، على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، الذي اعتبر أن قراره بشأن رؤساء البلديات «أدّى إلى تفاقم التوتر غير الضروري بشدة».
وكأول إجراء «عقابي»، أعلن السفير الأميركي في بريشتينا، جيفري هوفينير، استبعاد كوسوفو من «ديفندر 23»، وهو برنامج لتدريبات عسكرية مشتركة بين أكثر من عشرين 20 دولة، بدأ في نيسان ويفترض أن يستمرّ حتى نهاية حزيران، في أوروبا، قائلاً للصحافيين إنه «بالنسبة لكوسوفو، فإن هذا التدريب انتهى».
 
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي الصرب والكوسوفيين على حدّ سواء إلى «نزع فتيل التوتّر على الفور ومن دون قيد أو شرط».
وحتى الآن، أسفرت الاحتجاجات المتركّزة بشكل خاص أمام بلدية زفيكان، والتي يطالب الصرب فيها «بسحب رؤساء البلديات الألبان وقوات شرطة كوسوفو»، عن إصابة «19 مجرياً و11 إيطالياً من جنود قوات حفظ السلام التابعة لـ(الناتو)». وأشارت هذه الأخيرة إلى أن المصابين يعانون من «كسور وحروق ناجمة عن عبوات يدوية حارقة»، مضيفةً أن «ثلاثة جنود مجريين أصيبوا بأسلحة نارية».
أمّا الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، فأعلن، في وقت سابق، إصابة 52 متظاهراً صربياً، من بينهم ثلاثة جروحهم خطيرة.
 
موسكو تحذّر من «التوتير»
وعلى رغم دعوة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا، في بيان سابق، سلطات كوسوفو إلى «التراجع الفوري عن قرارها» بنشر القوات الخاصة، إلّا أن روسيا ترى أنه يتمّ العمل على تصعيد الخلاف بهدف الدفع نحو «تفجير جديد» في أوروبا.
في الإطار، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تحذيره من أن «تفجيراً كبيراً يتمّ الإعداد له في قلب أوروبا، وتحديداً في المكان الذي شنّ فيه (حلف الأطلسي) عدواناً على يوغوسلافيا في عام 1999»، معتبراً أن الحالة «مقلقة»، فيما يتّبع الغرب مساراً يقضي بـ«قهر جميع الذين يعبّرون عن رأيهم بأيّ شكل من الأشكال عن رأيهم».
 
من جهته، اتّهم بيان صدر عقب اجتماع لمجلس الأمن الصربي، كوسوفو بتجاهل «عدوان قوات أمن كوسوفو في البلديات الصربية، وعدم اتّخاذ خطوات لصدّ محاولات السلطات التي نصبت نفسها بنفسها في بريشتينا للسيطرة على المباني في عدة بلديات».
 
زيادة قوات «الناتو»
وعقب وقوع إصابات من الطرفين، دان الأمين العام لـ«الناتو»، ينس ستولتنبرغ، الاعتداءات «غير المقبولة» على قوة حفظ السلام التابعة للحلف في كوسوفو، داعياً بريشتينا وبلغراد إلى العمل من أجل «التهدئة». وكان ستولتنبرغ أعلن، في وقت سابق، أن الحلف سينشر 700 جندي إضافي في كوسوفو، لضمان حفظ «الأمن»، علماً أن صربيا وضعت منذ أيام جيشها في «حالة تأهّب قصوى» قرب الحدود مع كوسوفو، لمنع «مزيد من الاعتداءات على السكّان الصرب».