عودة الضغوط على أنقرة لقبول السويد: هل يستجيب إدوغان؟

عودة الضغوط على أنقرة لقبول السويد: هل يستجيب إدوغان؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١ يونيو ٢٠٢٣

عودة الضغوط على أنقرة لقبول السويد: هل يستجيب إدوغان؟

فور انتهاء الانتخابات التركية، عادت القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة و«الناتو» إلى الضغط في ملفّ انضمام السويد إلى «الحلف الأطلسي». وأخيراً، أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، اليوم، أنه سيزور أنقرة «في المستقبل القريب» للدفع قدماً بطلب انضمام السويد، بينما أعلنت هذه الأخيرة استيفاءها شروط الانضمام إلى الحلف بشكل «كامل».
في السياق، قال ستولتنبرغ، في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في «الحلف الأطلسي» في أوسلو: «تحدّثت مع الرئيس إردوغان مطلع الأسبوع، وسأزور أنقرة في المستقبل القريب، للمطالبة بانضمام السويد حتى تصبح عضواً في الحلف في أسرع وقت ممكن»، من دون أن يحدّد موعد الزيارة. كما حثّ المجر على اتّخاذ خطوات في هذا الاتجاه.
يُشار إلى أن الرئيس التركي يُعرقل الترشّح السويدي على خلفية اتّهامه استوكهولم بإيواء «إرهابيين» ينتمون إلى «حزب العمال الكردستاني». وردّاً على اعتراضات أنقرة، أصدر البرلمان السويدي، أخيراً، قانوناً جديداً يحظر النشاطات المرتبطة بمجموعات متطرّفة، معزّزاً تشريعاته المتعلّقة بالإرهاب، على أن يدخل النص حيّز التنفيذ اليوم. وعلى إثر ذلك، قال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستورم، اليوم، إن بلاده «أوفت بكلّ شروط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي»، داعياً تركيا والمجر إلى التراجع عن معارضتهما من دون تأخير.
وممّا قاله بيلستروم في بداية اجتماع وزراء خارجية الحلف: «وفت السويد بكلّ الالتزامات التي تعهّدنا بها في قمّة مدريد العام الماضي، بما فيها التشريع الجديد حول الإرهاب»، مضيفاً: «حان الوقت لتبدأ تركيا والمجر التصديق على عضوية السويد في (الناتو)».
العضوية مقابل الـ«أف-16»
في اتّصال بايدن الأخير بالرئيس التركي المُنتخب، رجب طيب أردوغان، والذي هنّأه فيه بفوزه، ربط الرئيس الأميركي، لأوّل مرّة بشكل علني، تحقيق رغبة أنقرة في تحديث أسطولها من مقاتلات «أف-16»، بمواقفة هذه الأخيرة على طلب انضمام السويد، قائلاً: «لا يزال إردوغان يريد العمل عل طائرات (F-16). أخبرته أننا نريد رؤية اتفاق مع السويد. لننجز ذلك أوّلاً، كي نستأنف التواصل في ما بيننا». ووسط هذه «الضغوط»، يبقى السؤال المطروح حول ما إذا كان إردوغان، الذي «حيّرت» مواقفه أخيراً القوى الغربية، لاسيما في ما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، بعدما عمد إلى اتّخاذ موقف «وسطي» في النزاع، مؤكداً خلال أكثر من مناسبة، أنه لن يُبدّي «طلبات الغرب على مصلحة بلاده»، سيستجيب لطلب انضمام السويد إثر خطواتها الأخيرة.
في السياق، نقلت صحيفة «نويورك تايمز» الأميركية عن بعض المحللين قولهم إنه مع تجدد الاعتراف بفعالية «القومية» التي ساعدت أردوغان في الوصول إلى سدّة الرئاسة، فمن المتوقع أن يشعر بأن لديه هامش حرية أوسع لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد انتهاء الانتخابات، وإنه «سيكون قادراً على الموافقة على عضوية السويد في (الناتو)، كما فعل تماماً مع فنلندا»، وقد يحصل ذلك «في الوقت المناسب»، أي بالتزامن مع قمّة «الناتو» في فيلنيوس (ليتوانيا) في تموز.
ونهاية الشهر الماضي، نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ميتشايل مكاول، قوله إنهم «تلقّوا تأكيدات أنه بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات التركية، فسيتمّ الاعتراف بالسويد كحليف لـ(الناتو)». وأضاف مكاول أنه سيتمّ نقل مقاتلات «أف-16» بمجرّد أن توافق أنقرة على انضمام السويد.
انضمام أوكرانيا
وفي ما يتعلّق بأوكرانيا، قال ستولتنبرغ، اليوم، إن جميع أعضاء الحلف يتّفقون على أن أوكرانيا ستحصل على عضويّته، معتبراً أن «جميع الحلفاء متّفقون على أن موسكو ليس لديها حق في الاعتراض على توسيع الحلف».