"آسيا تايمز": الجنوب العالمي يُحْيي سياسة "عدم الانحياز"

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٠ يونيو ٢٠٢٣

ذكرت مجموعة "آسيا تايمز" الإعلامية، في تقريرٍ نشرته، اليوم الاثنين، أنّ دول الجنوب العالمي تصُوغ سياسةً خارجية جديدة تقوم على مبدأ "عدم الانحياز النشط" إلى أيٍ من القوى المتصارعة عالمياً، مع ممارسة نفوذٍ دولي إيجابي، تمنحها إياه إمكاناتها ووضعها الدولي حالياً.
 
وأوضح التقرير أن دول الجنوب العالمي تتحرك على أساس "عدم الانحياز النشط" الجديد، وهو عكس النهج المماثل، الذي تم اعتماده في العقود الماضية، بحيث يكمن الفارق في أنّه يحدث في عصرٍ تكون الدول النامية في وضعٍ أقوى كثيراً مما كانت عليه من قبل، مع ظهور قوىً صاعدة بينها.
 
ويكتسب "عدم الانحياز النشط" زخماً حقيقياً اليوم، وخصوصاً في ملف الحرب في أوكرانيا وتفاعلاتها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة.
 
واستحضر التقرير عمل الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، على إيجاد سلامٍ للحرب في أوكرانيا، بحيث قام بمحادثاتٍ مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، كما عقد اجتماعاً عن بُعد مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي.
وقام كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس البرازيلي، ووزير الخارجية السابق، سيلسو أموريم، بزيارة موسكو ولقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
 
ويأتي أحد أهم الأسباب، التي جعلت البرازيل في وضعٍ يسمح لها بلقاء هذه المجموعة من الأطراف المنخرطة في الصراع، أنّها حرصت على "عدم الانحياز" إلى أي جانبٍ في الحرب. وبذلك، تشارك البرازيل فيما يسمى "عدم الانحياز النشط"، وتتحرك بأريحية أكبر بين القوى المتصارعة.
 
ويعني ذلك، بحسب تقرير "آسيا تايمز"، نهجاً جديداً للسياسة الخارجية، ترفض فيه بلدان الجنوب العالمي، في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، الانحياز إلى جانبٍ في الصراعات بين القوى العظمى، والتركيز بدقة على مصالحها الخاصة، وهو النهج الذي وصفته مجلّة "ذي إيكونوميست" البريطانية بأنّه "كيفية النجاة من انقسام القوى العظمى".
 
وتواصل دول الجنوب الانخراط والمشاركة في مسارات وتكتلات، تسمح لها بممارسة أدوار دولية أكثر إنجازاً.
 
وعلى سبيل المثال، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي فيما يتعلق بالقوة الشرائية لدول مجموعة "بريكس" الخمس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ناتج مجموعة الدول السبع الاقتصادية المتقدمة.
 
وتمنح هذه القوة الاقتصادية المتنامية دول الجنوب غير المنحازة، والمشاركة في مثل هذه التكتلات، النفوذَ الدولي، الأمر الذي يسمح لها بصوغ مبادرات جديدة، وبناء تحالفات دبلوماسية، بطريقة لم يكن من الممكن تصورها من قبل.