عندما تقرّر المرأة الصّمت.. هل تبحثُ عمّا "يريح رأسها"؟

عندما تقرّر المرأة الصّمت.. هل تبحثُ عمّا "يريح رأسها"؟

آدم وحواء

الأربعاء، ١٦ يناير ٢٠١٩

في الوقت الذي يعلم فيه الجميع، أنّ المرأة تهوى الكلام حدّ الثرثرة، والتدخّل في كلّ صغيرة وكبيرة، ولا يمكنها الصّمت، إلا ما ندَر، يهابُ كثيرون من صمتها حدّ الخوف، لاعتقادهم بأنّه صفة دخيلة وغريبة عليها.
لماذا تصمت؟
وهي تستعرض أهمية الصّمت، كفنّ في التعامل مع الآخرين، لا يتقنه الكثيرون، ويحتاج إلى جهد ووقت لتعلّمه، أشارتْ الدكتورة في هندسة الخدمة البشرية الدولية، رولا عواد بزادوغ، إلى أنّه يحدث كنتاج، وردّة فعل لصدمات متتالية، تمرّ بها المرأة في حياتها، كفقدان عزيز عليها، أو عيشها ضمن إطار أسرة مفكّكة، أو زوج يعنّفها، وأمور متشابهة، تجعلها تلجأ للصّمت، الذي تجد خلاله ضالّتها.
كما تجد فيه السبيل، لإراحة دماغها، وتحقيق سعادتها، وتجنبًا لمشاكل قد تقع إذا قرّرت الكلام، انطلاقًا من المثل القائل: "إذا كان الكلام من فضّة، فالسّكوت من ذهب".
هل لصمتها إيجابيّة وسلبيّة؟
عن هذا التساؤل، أجابتْ بزادوغ، بالتأكيد على أنّ صمت المرأة يكون سلبيًا، في حال كانت من نوعية الشخصيات الهادئة، أي تسمع أكثر ممّا تتكلّم، وإذا رغبتْ بالكلام، فيكون عند الضرورة فقط، من جهة، أو في حالة فقدها لعزيز، أو ظروفها صعبة، مع أسرتها، وزوجها، وبالتّالي، فإنّ صمتها غير صحيّ.
وأحيانًا، يتّسم صمتها بالإيجابية، خصوصًا أثناء مواجهتها نوبات الغضب الشّديدة الصّادرة من زوجها، فتفضّل الصمت لامتصاص غضبه، وانفعاله، وخشية زيادة الطين بلّة، إذا تكلّمتْ.
وهذه الحالة، لها جوانب إيجابية كثيرة، مقارنة بالجوانب السّلبيّة؛ تقول بزادوغ؛ إذْ تمنحها طاقة إيجابية، وقوة عقلية، وكذلك الاحترام، والمودّة، ومحو الكراهية عندها، كما يعلّمها فنّ الاستماع، والإصغاء، ويقلّل من حدّة المشاكل بينهما.
كيف يتعامل زوجها مع صمتها؟
باعتقاد بزادوغ، وفي حال صمت زوجته السلبيّ، عليه أنْ يتمتّع بالمهارة الكافية، لإعادة التّواصل معها، ومعرفة مفاتيحها، والتحدّث معها في الأمور، التي تحبُّها، وتستهويها، والتّدرّج في ذلك، حتى يحوّلها من امرأة صامتة، إلى متحدِّثة بطلاقة.
وإدراك أنّ صمتها المفاجئ، ما هو إلا صرخة تفرض عليه فهم أسبابها، وتداعياتها، لاحتوائها إلى حين علاجها.
وما انتهت إليه الدكتورة، هو ضرورة الاعتراف بخشية الرّجل من صمت المرأة الذّكية المفاجئ، تلك التي تظهر عليها علامات الذّكاء، في الحديث والحوار، وتتمتّع بسلوكيات اجتماعية راقية، بخلاف التي لا تظهر عليها أيّ علامات مبادرة في التّواصل، إذْ لا يخشاها الرّجل فقط، بل يسعد بصمتها، ويتمناه، لتعطيه فرصة التّواصل الفعّال مع الآخرين، بصورة أوسع.