لماذا تمضي بعض العلاقات الزوجية إلى الطلاق السريع؟

لماذا تمضي بعض العلاقات الزوجية إلى الطلاق السريع؟

آدم وحواء

الخميس، ٢ مايو ٢٠١٩

في القيم الاجتماعية، لم يكن الزواج إلا نوعًا من أنواع السكينة، ولم يكن الطلاق إلا الحل الأخير، كما أنه يُعدّ دائمًا من القرارات الصعبة التي يمكن اتخاذها من قبل أي طرف من أطراف المعادلة الزوجية.
الزواج في الوقت الحاضر
اليوم وبعد حدوث التغيُّر على القيم والتمازج الاجتماعي، يوضح المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات كيف تأثر الزواج بهذا التغيُّر، وأصبح "سائلاً" جراء ما أصابه من سرعة كبيرة في تغوّل الثورة المعلوماتية التي أدت إلى تلاشي القيم، ونقلت الأفراد من الشعور بالمسؤولية إلى الانسلاخ عنها.
وهناك أيضًا ضعف العلاقات الزوجية التي تُبرَم على عجل، دون تفكير منطقي، بحيث ينظر كل طرف إلى ما يمكن تحصيله من منفعة أو فائدة قد يجنيها إذا ما تم الارتباط بالطرف الآخر، إلى أن يتفاجأ كلٌّ منهما بسلوكيات الآخر جراء ما اكتنف العلاقة من سرعة شكلت خطرًا قويًا على استمرار العلاقة بينهما.
صدمات متلاحقة
وباعتقاد العمارات، فإن أكثر ما يتفاجأ به الأزواج هذه الأيام، هو عدم تفهُّم كل طرف ما يريده الآخر؛ فما رسمته الزوجة في خيالها، بات حلمًا ورقيًا، خصوصًا عندما تكتشف منذ ليلة الزفاف الأولى فشل تخطي تلك الليلة بنجاح، جراء ضعف زوجها الجنسي أولاً، ومع مرور الوقت، اكتشافها عدم قدرته على القيام بواجباته والتزاماته الزوجية التي عليه الإيفاء بها بأكمل صورة.
لذلك أصبح الزواج "سائلاً"، كما يصفه العمارات، وأصبح مشكلة حقيقية يعاني منها المجتمع والأسرة والزوجان؛ إذ بدأت الانعكاسات النفسية وتوتر العلاقات بين الزوجين تزداد يومًا بعد يوم جراء ما مُنيت به الزوجة على الأصعدة الاجتماعية أو الحياتية أو الجنسية من فشل، شكل عندها حالة من الصدمة غير المتوقعة، انعكست على حياتهما وأنهتها بالطلاق.
زواج سريع فطلاق أسرع
لأن "ما يأتي سريعًا يذهب سريعًا"، نلاحظ الازدياد المضطرد في حالات الطلاق التي أصبحت معضلة أخرى يتحملها المجتمع والأسرة، ومحطة لا بد من التوقف عندها وتحليلها، من خلال دعم الركائز وتقوية العلاقات بين الزوجين خلال فترة الخطوبة أو بعد الزواج.
ويترتب على ذلك، حسب العمارات، ضرورة إجراء فحوصات طبية سريرية تُظهر الحالة الجنسية للزوج، ولا ضير من إجراء فحوصات طبية سريرية لتبيان حالة الزوجة الصحية ومدى قدرتها على تحمل مسؤولية الأسرة والإنجاب وغيرها من الأمور قبل الزواج، كي لا يكون أيٌّ منهما محطّ ملامة تُفضي إلى الطلاق.