مشاكل البنات والشباب

مشاكل البنات والشباب

آدم وحواء

الخميس، ١ أغسطس ٢٠١٩

الأزمة بين جيل الآباء والأبناء هي الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا العربية، حيث يعاني الكثير من الشباب والفتيات في مختلف العائلات والبيئات والأوساط الاجتماعية من مشاكل مع الأسرة والمجتمع، وعلى الرغم من سعي الجيل الجديد من الشباب لتفهُّم وجهات نظر أولياء أمورهم، والاقتناع بأسباب منعهم عن شيء ما أو سلوك معين، فإن الفجوة بين عقلية الآباء وأبنائهم متسعة، فالجيل الشاب يعاني من عدم اقتناع الأهل بما يراوه منطقيًا ولا غبار عليه، في حين يبقى أولياء الأمور الطرف الأقوى المتحكم صاحب الكلمة الأخيرة، وذلك في البيئات العربية عامةً والسعودية بشكلٍ خاص.
"سيدتي" التقت ب الدكنورة لمياء البراهيم ، استشارية طب الأسرة والمجتمع، للحديث عن أبرز المشاكل التي تقع بين الآباء والأبناء وحلولها .. فلتتابعوا.
بدأت لمياء حديثها قائلة: من المقولات المأثورة "لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم"، وهذا ما نقترحه لمحاولة التقريب بين الأجيال، وتفهُّم الاختلافات الطبيعية في التفكير والاختيارات، فإن أبرز المشاكل التي يواجهها الشباب انعدام حرية الاختيار؛ إذ تواجه اختياراتهم عادةً برفض الأسرة والمحيطين والمجتمع عمومًا، ولا يخلو الأمر من تبريرات يحملها الطرفان بين الحرية والتمرُّد، وتتعدد أسباب المشاكل بين الجنسين، كلٌّ حسب أولوياته، وقد تكون مشاكل الفتيات أصعب فيما يخص الاختيار ونمط التفكير، لخضوع الفتاة لاعتبارات العُرف الاجتماعي والتقاليد التي تمنح الرجل قدرًا أكبر من الحرية وأقل من القيود.
أبرز المشاكل التي تواجه الشباب والبنات:
الملابس
اهتمام الأنثى بأناقتها ومظهرها الخارجي يعد أحدَ الأمور الفطرية فيها، ولكنها تواجه مشاكل مع الأسرة في اختيار ملابسها، وخاصة في مجتمعنا السعودي، إذ تعاني الفتاة من ضيق المساحة المتاحة أمامها في اختيار لون عباءتها وطريقة لبسها، وكذلك كشف وجهها أو ارتداء النقاب.
الدراسة والعمل
يعاني الجنسان -الشاب والفتاة- من التحكُّم في مستقبلهما، من دراسة وعمل، ولكن الرجل بنسبة أقل؛ إذ إن اختيار الأنثى لتخصُّص دراستها ومستقبلها المهني أو طموحها التعليمي تتدخل فيه عوامل عدة، وهذا من واقع قصص كثيرة وردت عليّ، وأخرى واجهتها، منها تدخُّل الأسرة أو المحيطين في توجُّه الفتاة وميولها الخاصة، كأن يقولوا لها مثلًا: "دراستك هذه طويلة"، أو "هذه بها اختلاط"، أو "هذه تبعاتها سوف تؤثر عليك وعلى حياتك الأسرية والزوجية مستقبلًا"، وقد تُمنع الفتاة من مواصلة تعليمها وتُجبر على التوقف عند حدٍ معين، وقد لا يُسمح لها بالدراسة أو العمل.
الزواج
أرى أن حق اختيار شريك الحياة صعب جدًا للكثير من الفتيات، حيث لا توجد لديهن خيارات، فالفتاة هي مَنْ يستقبل الخاطب، فلا تَخطب بل تُخطب، وتنتظر أن يأتي فارس الأحلام الذي لا يُشتَرَط أن يكون وفق مواصفاتها الخاصة، فليست كل الأسر تسمح لبناتها أن تقع في الحب مع شخص ما حتى وإن تقدَّم لخطبتها، ولو اضطرت لأن تختار رجلًا خارجًا عن حدود القبول في مجتمعها، سواء خارج عائلتها أو قبيلتها أو منطقتها أو دولتها، فعليها تحمُّل نتيجة هذا الاختيار، وبالطبع تكون النتائج صعبة وتتعرَّض الفتاة للمشاكل، خصوصًا إن تخلى الزوج عنها.
ولكن الرجل إذا كان مقتدرًا وتقبَّله أهل الفتاة ووافقوا عليه، فبإمكانه حسم الأمر وإتمام الزواج وإن كان لهذا الأمر تبعات.
العنف
إذا اختارت الفتاة أمرًا ما وأصرَّت عليه إلى درجة التحدي، فمن المحتمل بنسبة كبيرة أن تتعرَّض للعنف بشتى أنواعه، بدايةً بالعنف النفسي متمثلًا في الابتزاز العاطفي، مرورًا بالعنف اللفظي، كأن تُجرَح بكلام يصل إلى إهانتها وشرفها، وصولًا إلى العنف الجسدي الفعلي وخطر تهديد حياتها.
وفي الختام أشارت البراهيم إلى الحل الأمثل للمشكلة بقولها: الحوار هو الوسيلة الأفضل للتفاهم، مع مراعاة جميع الأطراف، بلا ضرر ولا ضرار، وكذلك تقدير فارق العمر بين الآباء وأبنائهم.