هل يستخدم الجنس للعقاب؟

هل يستخدم الجنس للعقاب؟

آدم وحواء

السبت، ٢٠ فبراير ٢٠٢١

يلجأ الكثير من الرجال والسيدات إلى هجر فراش الزوجية كنوع من العقاب للطرف الآخر، أو لعدم القدرة على الاستجابة الحسية له لكثرة المشاكل الزوجية والتراكمات التي تزيد يومًا بعد يوم، لهذا تقول مستشارة العلاقات الأسرية والزوجية أسماء حفظي إنّ اللجوء إلى الهجر الجنسي للعقاب.
 
واستخدام الجنس لحل المشكلات التي لا نستطيع أن نتناسى ما ارتبطت به مشاعرنا كلما تذكرناها، وأن نفرغ تلك الشحنات المكبوتة لدينا من غضب وألم ناتج عن تصرفات الطرف الآخر عن طريق حرمانه من الاقتراب من المتعة والقرب الحميمي، وتعبيرًا عما لا نستطيع البوح به بالصمت والابتعاد.. ومن المعروف أنّ الهدف من العلاقة الجنسية المعاشرة بالمعروف، وتبادل وجوه المحبة والتعبير عنها وعن الرغبة فى مشاركة المتعة، واقتسامها مع ذلك الحبيب.
 
تحذير من استخدام عقاب الهجر السريري:
وتحذر حفظي الطرفين من استخدام هذه الوسيلة، معللة ذلك بأنّ فترة الهجر من شأنها أن تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية فتتسبب في الفتور في المشاعر، وإطفاء توهج الإثارة بين الزوجين. وقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ الحرمان الجنسي يسبب اضطرابات صحية وعاطفية ونفسية، وعلى العكس فإنّ الممارسة الجنسية شرط أن تكون علاقة زوجية حلال لها العديد من الفوائد الصحية النفسية من غير الحكمة أن يحرم الأزواج أنفسهم من فوائدها.. وهذا حسب ما أكدته آخر الأبحاث الجنسية الأمريكية العالمية، حيث يقول مدير المعهد الصحي الجنسي بجامعة هارفارد إنّ العلاقة الجنسية المنتظمة تساعد على تحقيق العديد من الفوائد الصحية منها:
 
1- علاج الأرق ليلاً فالجماع أحسن قرص منوم.
2- تهدىء القلق وتشفي الإحباط.
3- النشوة الجنسية أحسن علاج للاكتئاب النفسي وأفضل وسيلة للاستمتاع بالحياة.
 
4- الجنس المنتظم يساعد على تألق البشرة ونضارتها.
5- الجماع المنتظم ينظم الدورة الشهرية، ويفرز هرمون البرومسترون الذي يزيد من خصوبة الزوجة العاقر.
6- يشفي الجنس الآلام العضلية لأنه يؤدي للاسترخاء العضلي العميق.
 
7- الممارسة الجنسية تساعد على إفراز هرمون الأندرفين القاتل للألم أفضل من الأسبرين، وسر الشفاء للآلام العضلية بعد ممارسة الجنس أنّ الأورجازم (النشوة) يساعد على الاسترخاء العضلي، النوم العميق، الشعور باللذة الفائقة، يحطم الشعور بالألم.
8-ممارسة الجنس أحسن من ممارسة الرياضة أو الحمية للرجيم، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات.
9- النشاط الجنسي يعزز وظائف جهاز المناعة مما يسرع بالشفاء من الأنفلونزا ونزلة البرد.
 
10- الجنس يقوي الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس لأنه يساعد على إفراز هرمون الأستروجين، والجنس أيضًا يؤخر الشيخوخة الشكلية لدى النساء في سن الأربعين.
11- الجنس يساعد الجسم في إفراز هرمونات ومواد كيماوية، ما يعزز خلايا مقاومة للسرطان الثدي والرحم.
 
أسباب أخرى للهجر:
وتلفت حفظي الانتباه إلى أنّ هناك أسباب أخرى غير العقاب قد تؤدي بأحد الأفراد إلى الهجر الحميمي ومحاولة التملص منه، أو عدم القدرة على التواصل بسبب المشكلات الآتية:
* يبحث الرجل دائمًا عن الأمر الغير متاح، وكما قيل كل ممنوع مرغوب فأحيانًا قد يصاب بالرتابة من التكرار بنفس الأسلوب فيتعمد الدلال بالامتناع أحيانًا .
* قد يبعد الزوج عن ممارسة العلاقة الخاصة انشغال ذهني ونفسي شديدين متعلقين بأمور معينة سواء مصيرية عمل أو صفقة أو تجارة أو بيت أو غير مصيرية كمشاكل مع الأهل أو الأصدقاء أو حتى مشاكل مع الزوجة ما يضعف قواه ورغبته في ممارسة العلاقة وهذا لا يعدّ هجرًا إذا كان في حدود المبرر والمعقول.
 
* الفتور الجنسي الناتج عن عدم الموازنة بمعنى أنه حين تشعر الزوجة بحاجته إليها جنسيًّا تلبي النداء دون فن أو تمنع أنثوي غير مبالغ فيه فيشعر هو بالملل وعدم وجود التحدي وكأنه طعام أو شراب لا جديد فيه. والعكس صحيح .
* الهجر لسبب آخر وهو ما قد لا يستطيع أي من الطرفين الإفصاح عنه وهي النظافة الشخصية فيجب الاهتمام بها جيدًا، والتركيز على أنّ الجنس ليس بممارسة فعل معين إنما هي عين تشتهي، وأذن تستمع، وأنف يتلذذ بالطيب من الرائحة ومن بعد كل ذلك هو فعل معين...
وأخيرًا تنصح المستشارة الزوجين باستخدام الأساليب الأخرى في العقاب ومحاولة استخدام الجنس في التخلص من المشاعر السلبية، وتفجير الكبت والطاقات بينهما بدلاً من الهجر والابتعاد، الذي يعد وسيلة لزيادة الفجوة بين الزوجين لأنّ النفس تأبى استخدام الجنس كوسيلة ضغط أو ابتزاز.