كيف تحمي نفسك من الابتزاز العاطفي؟

كيف تحمي نفسك من الابتزاز العاطفي؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ٧ يونيو ٢٠٢٢

قد يقع الكثير منا ضحية لما يسمى "الابتزاز العاطفي" دون شعور أو دراية منه، وربما يستنزفه هذا الابتزاز إلى حد كبير ويذهب به لمواضع غير محمودة، عدا الأضرار النفسية التي يمكن أن تلحق به جراء تتابع تعرضه لهذا النوع من الابتزاز، الذي يعتبره الكثيرون من الخبراء كالإساءة الجسدية تماماً يترك آثاراً كبيرة، ويلحق الأذى بصاحبه.
فهل تساءلت يوماً: ما الابتزاز العاطفي، وماذا يعني هذا المصطلح؟ 
يجيب المستشار التربوي الأسري الفائز بجائزة الأوسكار العربي لأفضل متحدث فاعل في الاستطلاع الذي أجراه مركز تنمية الموارد البشرية بدبي، الدكتور خليل الزيود، في حديثه لـ"زهرة الخليج" عن هذا الأمر، ويوضح أن الابتزاز العاطفي هو: "محاولة استخدام وتوظيف مشاعر الحب أو الكره التي يكنها الطرف الآخر، لأهداف سيئة، أو محاولة ابتزاز أو استثمار هذه المشاعر لأهداف غير جيدة وغير مقبولة عند أحد الطرفين، وهو أيضاً استخدام المشاعر للحصور على فوائد غير متبادلة".
ويشير الزيود لوجود علامات واضحة لتعرض الشخص لهذا الابتزاز ومن أهم هذه العلامات:
1. عدم تقديم الحب عندما يحتاجه الطرف الأول إلا من خلال مقابل. 
2. المن بهذا الحب أو العاطفة وحتى العلاقة الجنسية، بحيث لا يقدم الطرف الآخر أياً من هذه الأمور إلا ويقوم بالتمنن بها. 
3. التعامل مع العاطفة بعدم إشباعها حتى يبقى الطرف المقابل محتاجاً لها، ويسعى للحصول على المزيد منها، وهي النقطة التي يحذر الزيود منها بشكل كبير. 
4. التعامل مع العواطف بالحساب، بأن يقوم أحد الطرفين بحساب الفائدة التي سيجنيها من خلال تقديم عواطفه، وأنه لن يقدم أي مشاعر أو عواطف في حال عدم جني فوائد مقابلة، وهذا أمر خطير جداً، وفق ما يراه الخبير التربوي والأسري الزيود. 
5. الاستمتاع بتعذيب الطرف الآخر. 
يؤكد الزيود، أن وجود هذه العناصر أو أي منها في العلاقة بين طرفين يكون شاهداً حقيقياً وإثباتاً مباشراً على تعرض أحدهما للابتزاز العاطفي، وليس شرطاً أن تكون بين حبيبين، بل تنطبق على جميع أنواع العلاقات بين البشر مثل العلاقة بين صديقتين، وكذلك العلاقة بين الأم وأولادهاـ وغيرهما من العلاقات.
 
ويبين أن الإرادة الحقيقية والتصرف الصحيح للشخص هو العلاج الحقيقي والضامن لخروجه من حالة الابتزاز، التي يتعرض لها، ويكون ذلك من خلال الانتباه للمواقف التالية:
 
· عدم قبول أي نوع من أنواع العواطف إذا كانت بمقابل مادي بحت. 
· عدم تقديم العواطف إذا كانت تقدم بشكل دائم دون أي مقابل تبادلي، بأن يقدم أحد الطرفين مشاعره وعاطفته دون أن يجد مشاعر حقيقية مقابلة، على سبيل المثال. 
· مواجهة الطرف المبتز عاطفياً ومواجهته بحقيقته، دون أي مجاملة، وعدم التعامل معه أبداً.
 
ويختم الزيود حديثه بالتأكيد على أن الابتزاز العاطفي لا يمكن أن يكون صحياً أو مفيداً، وإنما هو فعل سيئ بكل تفاصيله مهما كانت أسبابه وذرائعه.