عندما تكون الزوجة زميلة عمل …منافسة دائمة وخلافات تعكر الأجواء الأسرية ؟!

عندما تكون الزوجة زميلة عمل …منافسة دائمة وخلافات تعكر الأجواء الأسرية ؟!

آدم وحواء

الخميس، ١٦ يونيو ٢٠٢٢

لم تهدأ وتيرة حياته بعد أن استطاع تامين فرصة عمل لزوجته في مكان عمله وبدلاً من أن يضيف ذلك السعادة والراحة لأسرته بات مصدر قلق وإزعاج دائم نظراً لمحاولات كل منهما إثبات تفوقه في العمل على الأخر كونهما يحملان ذات الشهادة هذا عدا عن الكثير من القضايا الأخرى المتعلقة بعلاقات العمل وملاحظات كل منهما على علاقات الاخر.
ولايختلف الحال مع منير المصطفى الذي كان اشتراكه في مهنة واحدة مع رولا في مقدمة الأسباب لاستمرار خلافاتهم بعد الزواج ، حيث بدأت الغيرة تأكل الحياة الأسرية  فالزوج يتحسب من نجاح زوجته وتفوقها، ولا يتوانى بدوره في كل مناسبة بالتلميح إلى تقصيرها في البيت، وضجره من البيت الذي تحول إلى مكانا أخر للعمل يسوده النقاش العملي عن القضايا والقصص والمحاكم بالرغم من ايجابياته، إلا انه يثقل جو العائلة و البيت ليحل محل الأحاديث الحياتية والعاطفية، كما انه لا يفوت فرصة دون التلميح  إلى إهمالها لأولادها لصالح عملها ونجاحها، فهل يندرج  زواج المهنة الواحدة ضمن قائمة الزواج الناجح أم انه فاشل بامتياز؟
تحقيق الذات
حسب معظم الدراسات الحديثة و أراء الذين التقيناهم، أن زواج المهنة الواحدة  فاشل بنسبة عالية جداً، لعدة أسباب اجمعوا عليها مثل الغيرة والتنافس والشهرة على حساب الحياة الزوجية، وتقارب السن بين الأزواج ، فكافة المهن تخلق نوعا من التحدي بين الأزواج، لان لكل منهم طموح يريد أن يحققه، وهذا يعني وجود تنافس بينهما وإن حاولا إخفاؤه، لكنه سيظهر بصورة واضحة عليهما بلا شك، وحسب الدراسات النفسية للرجل الشرقي فهو دائما يريد تحقيق ذاته من خلال نزعته الذكورية التي تعطيه حق القوامة على المرأة، وإذا ما رأى أن زوجته ناجحة يسعى لتضييق الخناق عليها، ويعمل على إفشال مشاريعها، ويبدأ بمطالبتها بالاهتمام بالأطفال وبالبيت.
طموح مشروع
منير أبو حمرة وكميليا محمود أكدا إن اشتراك الزوجين في مهنة واحدة أو مكان عمل واحد، سيصب في ميزان التوافق بين الزوجين، لاشتراكهما في نمط وظروف العمل وسيتفهم كل منها ظروف عمل الأخر، وهذا من شانه أن يحد من الخلافات الزوجية التي تنشا بين أي زوجين نتيجة عدم تقدير الظروف، وأن التقارب الفكري والثقافي ضروري لنجاح الحياة الزوجية، وعملهما متكامل كتعويض نقص معين من احد أنواع الأدوية في إحدى الصيدليتان أو المناوبة في أيام العطل، ولا مجال للغيرة والتنافس لقناعتهما ان لكل مجتهد نصيب، ويؤكد منير  انه لا يمكن أن نحد من طموح المرأة، لأن ذلك سينعكس سلباً على أجواء المنزل، لذا يجب إفساح المجال أمامها لتحقيق طموحها إثباتاً لذاتها.
المرونة المطلوبة
و أكدت لينا عبد الباقي “محامية” على أنها تحترم عمل زوجها المهندس وتراعي ظروفه عمله الذي يتطلب بقاؤه خارج المنزل كثيراً، موضحة أن زوجها هو الآخر يتفهم طبيعة عملها ووجودها خارج البيت في العمل فضلاً عن تبادلهما الخبرات فيما بينها وبين زوجها، لافتةً أن ظروف الحياة الصعبة تتطلب أن يكون كلا الطرفين متمسكا بمبدأ المرونة حتى تسير دفة الحياة بهدوء، مبينةً أن زواج المهنة الواحدة قد يكون عاملا للنجاح في حياة الزوجين.
ضريبة النجاح
و اجتمعت الآراء على أن شهرة الزوجة ونجاحها وتفوقها، إحدى أهم المشاكل التي تواجه كل الأزواج بغض النظر عن المهنة الواحدة، إلا أنها تتضاعف في الأسر التي تجمعهم مهنة مشتركة أو متماثلة، فالرجل الشرقي يرفض أن يبقى في الظل وزوجته في الأضواء، حسب رأي جمانة الحلبي  التي تحدثت عن أسباب فشل علاقتها بزوجها الذي تزوجته عن حب، وهو زميل لها يعمل بنفس الاختصاص “الطب” ، فقالت كانت حياتنا الزوجية تسير بشكل طبيعي، وكان هناك دائما تبادل للأفكار ونقاشات جميلة في صميم عملنا، إلى أن أصبحت رئيسة القسم ، فخلق منصبي الجديد لديه  نوعا من الغضب غير المبرر، ولم يلتزم بأي أمر إداري اقره لدرجة أصبحنا نتشاجر أمام الزملاء، وتكررت المواقف حتى أخذت قرار الانفصال وانتقلت من عملي.
طبيعة العمل
تتحمل العلاقة الزوجية النجاح أو الفشل  حسب رأي العديد من الاختصاصين الاجتماعيين الذين  أكدوا على  أنه يعود  لطبيعة المجتمع وطبيعة الأفراد أنفسهم، فالعمل بنفس المهنة والاختصاص يخلق نوع من التفاهم والتفهم لطبيعة العمل من قبل الزوجين، بحيث يختلف معظم الأزواج نتيجة لجهل طبيعة عمل الآخر، ففي أصحاب المهنة الواحدة تكون هناك مراعاة والدعم بدلا من المحاسبة والشجار، وتستطيع المرأة مراعاة ظروف عمل زوجها،  كما يستطيع الزوج تفهم الضغوطات والالتزامات المترتبة على زوجته في عملها،. ولكن هناك الكثير من الآثار السلبية للمهنة الواحدة وأهمها التنافس والعمل على إحراز التقدم والنجاح والشهرة بين الزوجين، مما يولد جو اسري مشحون بالغيرة والتنافر نتيجة  لإحساس الآخر بالعطاء دون مقابل، والغيرة بسبب نجاح احد الزوجين.
بالمحصلة
يبدو أن الموضوع يعود إلى قدرة الشركاء على استيعاب وتفهم ظروف عملهم في مهنة واحدة والالتقاء في نقطة  تقديم التنازلات للطرف الأخر من اجل تحصين حياتهم الأسرية وتدعيم مقومات سعادتها كما يجب على الطرفين التخلص من الأنانية والغيرة ودعم النجاح والتفوق الذي يحققه كلاهما .