هل لديك مهارات التفاوض مع شخص غاضب؟

هل لديك مهارات التفاوض مع شخص غاضب؟

آدم وحواء

الاثنين، ٢٧ يونيو ٢٠٢٢

الحياة كلها مفاوضات، فهي مهارة حياتية ضرورية، نادراً ما يتم تدريسها للأسف. ويمكن استخدام علم النفس لفهم ديناميكيات المفاوضات، التي من المرجح أن يواجهها المرء يومياً، ويواجه الجميع في وقت ما شخصاً غاضباً أثناء المفاوضات. ومع ذلك، فإن قلة من الناس لديهم استراتيجيات يمكنهم تطبيقها، لإدارة التعامل مع هذه المواقف. 
وينصح موقع Psychologytoday بضرورة التفكير في كيفية رد فعل المرء عند مواجهة شخص غاضب. وبعض الناس ينكمشون أو يخجلون، متجنبين الصراع، أو يخوضون الصراع ويهاجمون من أجل المكسب. 
 
ثلاثة أسباب رئيسية لظهور الغضب
- الطرف الآخر يستخدم الغضب كتكتيك تفاوضي: 
أحياناً، يتظاهر الناس بالغضب كأسلوب تفاوضي، فهم يستخدمون الغضب لجعل الطرف الآخر يرضخ، أو يجعلهم يشعرون بالذنب للحصول على النتيجة المرجوة. ومن المفيد توخي الحذر من هذا التكتيك. ويمكن أن تساعد مراقبة الإشارات اللفظية وغير اللفظية، في الكشف عما إذا كان الغضب حقيقياً أم تكتيكياً. إن طرح الأسئلة والثقة بحدس المرء مفيد أيضاً، فقد يتساءل الكثيرون من الناس عن سبب لجوء شخص ما إلى هذا التكتيك. للأسف، تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يستخدمون الغضب في المفاوضات يحصلون على نتائج تفاوضية أفضل، وهذا لا يعني أنه يجب على المرء استخدام هذا كاستراتيجية. ومن المهم أن تكون مدركاً، حتى يتمكن المرء من حماية نفسه من الوقوع ضحية له. 
 
- الطرف الآخر يعتبر التفاوض معركة للمكسب أو الخسارة: 
يتصور الكثيرون من الناس أن المفاوضات هي تدريبات تنافسية، حيث يكون الفوز هو الهدف. وعندما يظهر هذا أثناء التفاوض، فمن المرجح أن يظهر الغضب في عملية التفاوض، فالنظر إلى التفاوض على أنه معركة ربح أو خسارة يعني، عادةً، تفويت فرص ثمينة لإيجاد حلول أفضل للجميع، وإذا واجهت شخصاً بهذا التوجه، فيمكن أن تدفعه لنهج تعاوني أكثر، من خلال استخدام بعض الأساليب التي سيتم اقتراحها لاحقاً. 
 
- الطرف الآخر يسيء الفهم: 
غالباً يؤدي سوء الفهم إلى ردود فعل غاضبة، إذ تظهر الدراسات أن البشر سيئون في تبني وجهات النظر. ويمكن أن يتسبب إرفاق معانٍ غير دقيقة بالتفاعلات في ردود أفعال غاضبة غير مبررة، تتداخل مع أفضل النتائج التي تم التفاوض عليها. 
والغضب ليس دائماً أمراً شخصياً، فغالباً يكون الطرف الآخر غاضباً من الظروف التي قد لا تكون لها علاقة بالمفاوضات المطروحة أو بالشخص. وغالباً يعمل الأشخاص الغاضبون بدافع الخوف، ويمكن أن يكون التعاطف والفضول ترياقاً قوياً لذلك. إن السماح لنفسك بالظهور بأن تكون متعاطفاً، وأن تسعى حقاً لفهم الطرف الآخر، سيساعد في إفساح المجال لاستجابات أفضل. 
مهام سريعة عند التعامل مع شخص غاضب: 
- كن مستعداً: قم بواجبك، بما في ذلك توقع كيفية الرد على نظيرك الغاضب، واستكشاف مسبباته مسبقاً، كلما أمكن ذلك. 
- اعرف السبب: يمكن أن تساعد معرفة السبب العميق (أي ما الذي يدفع المشكلة) في تجنب التفاعل، ومواصلة التركيز على النتيجة. 
- التنظيم الذاتي: تجنب الاستجابة غير المحسوبة، وخذ نفساً، وضع في اعتبارك ما الذي يولد الغضب من أجل الاستجابة الأنسب والإنتاجية. 
- كن مهذباً ومحترماً: بدلاً من التصرف بردود الفعل، تعامل مع الطرف الآخر بكرامة واحترام، وبذلك كن نموذجاً لأفضل سلوك. 
- ابقَ مركزاً وهادئاً: لا تسمح لغضب شخص آخر بأن يفقدك الوضوح المطلوب لتأمين أفضل النتائج. 
- مارس التعاطف: اسع لفهم موقف الشخص الآخر، واحتياجاته (المعلنة وغير المعلنة)، وما الذي يدفعه للغضب. 
- افصل الشخص عن المشكلة: استمر في التركيز على القضايا المطروحة في التفاوض، وحاول إعادة المناقشة إلى أفضل الطرق للحصول على أفضل النتائج. 
- تعرف على "BATNA" (أفضل بديل لاتفاقية تفاوضية): إن معرفة البدائل الخاصة بك لأي اتفاق تفاوضي أمر أساسي، ويوفر قدرًا أكبر من التأثير والوضوح. 
 
من الضروري أن تدع الطرف الآخر يظهر أفضل نسخة من نفسه (أي عند مواجهة نوبة غضب، قل شيئًا مثل: "أعلم أن معاملة الناس بكرامة واحترام أمر مهم بالنسبة لك..."). 
قم بذكر سلوك غير لائق، لكن ليس بطريقة تؤدي إلى تحفيز الرد الدفاعي من الآخر، واسمح بحفظ ماء وجه الطرف الآخر (على سبيل المثال قل له: "يبدو أنك منزعج.. هل هناك شيء قلته أو فعلته تسبب في رد الفعل هذا؟ ما الذي يمكننا فعله للعودة إلى المسار الصحيح؟"). 
ضع في اعتبارك تغيير المكان، أي أعد التجمع على الغداء، أو اذهب في نزهة معه لمناقشة الأمر.