الإجازة الزوجية.. مراجعة للذات وتجديد للعلاقة

الإجازة الزوجية.. مراجعة للذات وتجديد للعلاقة

آدم وحواء

السبت، ١٦ يوليو ٢٠٢٢

وقت مستقطع نمضيه خارج حدود الحياة الزوجية بعيداً عن الشريك، إنه الوقت المناسب ربما لتجديد العلاقة وأخذ هذه المساحة الخاصة بعيداً عن كل ما هو معتاد، فالجميع يتحدث عن إيجابيات الإجازة الزوجية كوصفة مجربة في تجديد العلاقة، لكنها ليست سحرية للأسف، فهي قد تكون ثقيلة وصعبة تبعاً لمدى تعلقنا بالشريك، وقد تأتي بأثر سلبي عندما تكون على حساب راحة ومشاعر الشريك والأسرة، لكنها يمكن أن تتمتع بالكثير من الإيجابيات عندما تحقق شروطها.
«فكرة السفر من دون الشريك ثقيلة، لا يفضلها الأزواج الجدد»، حسب خالد الصالح، مدير محل مبيعات، مفسراً ذلك بقوله: «أعتقد أن فكرة الإجازة الزوجية لا تحمل الوقع ذاته لدى الجميع، فهناك فروقات تحكم الموضوع مثل تعلق الشريكين ببعضهما، وعمر الزواج، وطبيعة كل منهما، فهناك رجال معتادون على الاعتماد على الزوجة في أدق تفاصيل حياتهم، ولهذا لا يتقبلون فكرة أن تسافر، فيجدوا المنزل خاوياً بدونها، ويذكر أن تجربة سفر زوجته وحدها لحضور مناسبة عائلية، لم تكن سهلة بالنسبة له»، موضحاً أنه كان يعتقد أنه سيتعامل مع الموضوع بمرح، لكنه سرعان ما بدأ يشعر بالضيق وطغيان حالة الانتظار.
ولا يعتقد أحمد جعفر، صاحب محل ألبسة، أن التعلق بالشريك له علاقة بعمر العلاقة، بل على العكس قد يزيد هذا التعلق مع التقدم بالعمر عندما يكبر الأبناء وينشغلون بحيواتهم، وعن ذلك يقول: «عندما يكبر الأبناء تصفو العلاقة بين الزوجين في كثير من الحالات، ويصبح تعلق كل منهما بالطرف الآخر عائداً لأسباب متفاوتة، إلا أنها أكثر عمقاً». ويذكر أنه شعر بالضياع والتشتت عند ذهاب زوجته لزيارة ابنتها في أبوظبي، وكانت تنوي البقاء أسبوعاً، إلا أنه لم يستطع التحمل، فطلب منها العودة في اليوم التالي. توافقه الرأي جميلة أبو إبراهيم، ربة منزل، مشيرة إلى أن زوجها كان كثير السفر فترة شبابه، ولأنها كانت تملك طبعاً مختلفاً واهتمامات مختلفة مرت سنوات طويلة وهما يشعران بالتباعد فيما بينهما، فقد كانت لا تحب السفر ولا تولي أي اهتمام للسهر والخروج مع الأصدقاء عكسه تماماً، وتقول: «بطبيعتي كنت امرأة تفضل الهدوء، وكان صاخباً يحب الحياة، لكنه كان يتغير مع السنين ويميل للراحة والاسترخاء والاستمتاع بهدوء الحياة، وتلك التفاصيل الصغيرة الخاصة بالعائلة والمنزل».
وتوضح أن هذا بالطبع لا ينطبق بالضرورة على الجميع، فقد لاحظت أن معظم الأزواج يشعرون بالرغبة بالخصوصية مع التقدم بالعمر.
وتوضح هند خوام، ربة منزل، أن الإنسان عندما يتقدم في العمر، يشعر برغبة أن يعيش حياته على الطريقة التي تريحه، ويفقد قدرته على مسايرة الآخرين وتقبل النقد والاختلاف كما كان في السابق، لهذا يميل الكثير من الأزواج إلى وضع حدود لراحتهم، وتقول: «من الطبيعي أن الإنسان عندما يكبر يفضل أن يحظى بشيء من الحرية، خصوصاً إذا كان أحد الطرفين أكثر تشبثاً برأيه، بحيث يفرض طريقته وخياراته بالحياة على الآخر، ولهذا يحصل هذا الابتعاد عند التقدم بالسن؛ لأن الآخر يفضل العودة إلى خياراته هو، والاستمتاع بالحياة على طريقته، واحترام هذه المساحة من الأمور المهمة والصحية بين الزوجين».
ويرى علاء صباغ، موظف بنك، أن من فوائد الإجازة الزوجية أنها تجدد العلاقة بين الزوجين، فهي فرصة للابتعاد عن روتين الحياة اليومية المعتادة والاستمتاع بالمساحة الخاصة، بحيث نترك مجالاً لافتقاد الشريك الذي نراه يومياً.
ويقول: «الإجازة الزوجية فرصة للتخلص من الشوائب التي تسببها ضغوط الحياة، والتي قد تؤثر على العلاقة، فيتجدد الشوق وافتقاد الشريك عندما نتأمل في أثر غيابه عنا».
وتعتبر راميا سلطان، ربة منزل، الإجازة الزوجية، ضرورة لاستمرار المشاعر بين الزوجين، وتقول: «الزوجة الذكية تعرف كيف تهندس المسافة بينها وبين زوجها، فلا تتنازل عن الحدود الخاصة لكل منهما، فهي المساحة الآمنة للحفاظ على المشاعر، أمّا مشاعر الامتلاك والرغبة بالالتصاق بالآخر، فقد تولد رغبة بالابتعاد والتخلص من أسر الشريك والتوتر الذي تسبّبه العلاقة، وترى أن الحصول على إجازة خاصة مع الأصدقاء أو الأهل من الأمور الجميلة التي تجدّد الاشتياق إلى الشريك، بشرط ألّا تطول المدة».
وقت مستقطع
يوضح د. شافع النيادي، مدرب تنمية بشرية وعلاقات أسرية، أن الإجازة الزوجية تعني الوقت المستــقطع، بعيــداً من شــــريك الحياة، وهو نوع من الخصوصية. ويقول: «هذا الوقت يتمتع بالكثير من الإيجابيات، نظراً لحاجة كل من الزوجين إلى شيء من الخصوصية، لكن يجب أن تحقق بعض الشروط وأولها أن تكون الأولوية للشريك وللأسرة، أي أن الحصول على هذه الإجازة لا يكون علـــى حـساب الأســرة، وأفضلية الخروج مع الشريك، لأن أخذ القرار بالحصول على الإجازة والخروج من دون احترام لشريك الحياة، سوف يتسبب في نمو الجفاف العاطفي، أيضاً تكرار الأمر بكثرة سوف يتسبب بالفرقة، أما إذا طبقت بالتراضي مع الشريك، فهي ضرورية لتجديد المشاعر بقيمة الطرف الآخر».