إطلاق التهديدات بين الزوجين.. أمر إيجابي أم له عواقب وخيمة؟

إطلاق التهديدات بين الزوجين.. أمر إيجابي أم له عواقب وخيمة؟

آدم وحواء

الاثنين، ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢

من النادر جداً أن نجد علاقة مثالية تماماً تجمع بين زوجين، ولا بد أن كلاً منهما غير راضٍ عن بعض تصرفات الطرف الآخر، ويميل أحدهما في بعض الأحيان إلى توجيه إنذار نهائي بعدم تكرار هذه التصرفات. فعلى سبيل المثال، قد يرفض زوجك مساعدتك في أعمال المنزل، فتقومين بتهديده بترك العلاقة وبيت الزوجية في حال لم يمتثل للأمر. في بعض الأحيان، يعتبر هذا التهديد بمثابة جرس إنذار يدفع الطرف الآخر للتغير الإيجابي، لكن لا يكون الأمر كذلك دائماً، فغالباً يؤدي التهديد إلى نتائج سلبية تظهر أضرارها على المدى الطويل.
 
متى يكون التهديد ضرورياً؟
رغم أن التهديدات والإنذارات بمجملها ضارة، فإنها قد تكون ضرورية في بعض الحالات، منها وصول العلاقة بين الزوجين إلى الحضيض.
ومن الأمثلة على ذلك، أن يكون الزوجان متباعدين جسدياً لوقت طويل، ويمكن لهذا الإنذار أن يغير العلاقة ويعيدها لمسارها الصحيح.
ومن الضروري معرفة أن الإنذارات النهائية في العلاقات الزوجية يجب أن تحدث فقط عندما تصل العلاقة إلى طريق مسدود، ولا يمكنك مواصلتها في حال عدم حدوث تغيير، ولا ينبغي استخدامها كتهديدات خاملة أو كأداة للتلاعب بشريكك. في حين أنه يجب أن تعطي إنذاراً نهائياً لزوجك فقط، إذا كنت على قناعة مطلقة بأنه لا يمكنك البقاء في الزواج في ظل الظروف الحالية، وأنك على استعداد للمغادرة إذا لم يغير شريكك سلوكه.
كما تعتبر هذه التهديدات ضرورية إذا كان زوجك مسيئاً، وإذا كنت قد تعرضت لإساءة جسدية أو جنسية ونفسية، فالإساءة لا يمكن تبريرها واستمرار الزواج بوجودها.
لذلك، قد يكون إصدار إنذار نهائي لوضع حد للسلوكيات المسيئة هو خيارك الوحيد، وإذا كنت قد أطلقت إنذاراً نهائياً بالفعل، فيتوجب عليك أن تلتزمي باختيارك للمغادرة، إذا لم يتحسن السلوك. 
 
المخاطر الناجمة عن إرسال التهديدات
كما ذكرنا، التهديد والإنذار ضروريان في بعض الحالات النادرة، لذلك يجب عدم استخدام هذا الأسلوب إلا في تلك الحالات، لكن إذا بات التهديد عادة، فعليك العلم بأنك تدخلين علاقتك في دائرة الخطر.
التهديد يثير الاستياء في العلاقة بشكل عام، وينزع الرغبة من الشريك بإحداث التغيير الذي تطلبينه، وربما سيقوم بخداعك بسبب حصارك المستمر له. كما أن هذه التهديدات تجعل زوجك يدخل في نوبة صراع، لأنه قد يكون غير قادر على فعل كل ما تطلبينه. وعادة يدفع الإجبار والتهديد الطرف المقابل إلى الكذب في تصرفاته، حتى لو قام فعلاً بالتغيير المطلوب، فالأمر سيسبب له الاستياء الكبير من هذا الأسلوب.
وعليك أن تعي جيداً أن ثمة مشكلة كبيرة بسبب هذه الإنذارات، وهي أن شريكك لن يأخذ كلامك على محمل الجد بعد اليوم، إلا في حال وجود تهديد حقيقي من قبلك، ما يدفع علاقتكما لتوتر كبير قد ينتهي بالانفصال.
والأهم من ذلك كله، أنك تفقدين احترامك تماماً أمامه، ويقرر عدم الاستماع لطلباتك بعد اليوم إلا بوجود هذا التهديد، ولا نعتقد أن أحداً يرغب في علاقة كهذه، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الطريقة يمكن أن تخلق الغضب والاستياء، حتى إنها تقود شريكك إلى اعتقاد أن طلباتك ليست جادة دائماً.
 
توقفي وخذي موقفاً جاداً 
إذا كنت قد أطلقت هذه الإنذارات فعلاً وهددت من دون فائدة، فعليك التوقف واتخاذ موقف جاد، فقد حان الوقت للتوقف عن استخدام هذه الطريقة، وعليك طرح السؤالين التاليين على نفسك:
- هل تشعرين بالانفصال عن شريك حياتك؟
- هل شريكك لا يلبي احتياجاتك العاطفية؟
إذن.. ابتعدي عن التهديد واجلسي معه، وأجري حواراً صريحاً ومفتوحاً، مع التأكد من إعطاء شريك حياتك فرصة للتعبير عن أفكاره. بهذه الطريقة، يمكنك الوصول إلى حل وسط، أو وضع حدود من دون جعل شريكك يشعر بالتهديد أو التلاعب به، ولا ضير من الحديث مع خبير علاقات زوجية أو خبير اجتماعي، فقد يساعدك على اتباع أفضل الطرق المجدية من دون إصدار هذه الإنذارات النهائية.