هل اقترب “يوم القيامة”؟

هل اقترب “يوم القيامة”؟

حوادث وكوارث طبيعية

الاثنين، ٣٠ يوليو ٢٠١٨

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن تسارع استهلاك موارد الأرض بشكل خطير مما يهدد استمرا الحياة على الكوكب في المستقبل. والآتي ترجمة نص التقرير:

تلتهم البشرية موارد كوكبنا في أحجام تدميرية متزايدة، وفقاً لدراسة جديدة تكشف أننا استهلكنا ما قيمته سنة من الكربون والطعام والماء والألياف والأراضي والأخشاب في سجل قياسي يبلغ 212 يوماً.
ونتيجة لذلك، فإن يوم تجاوز الكرة الأرضية – الذي يمثل النقطة التي يتجاوز فيها الاستهلاك قدرة الطاقة على التجدد – انتقل إلى الأمام يومين إلى الأول من آب / أغسطس، وهو أقرب تاريخ مسجل على الإطلاق.
للحفاظ على شهيتنا الحالية للموارد، سوف نحتاج إلى ما يعادل نسبة 1.7 من “الكرة الأرضية”، وفقًا لشبكة غلوبال فوتبرينت نتوورك Global Footprint Network، وهي منظمة أبحاث دولية تقوم بإجراء تقييم سنوي لمدى تعرض البشرية للديون البيئية.

بدأ التجاوز في سبعينيات القرن العشرين، عندما أدى ارتفاع عدد السكان وزيادة الطلب المتوسط إلى دفع الاستهلاك إلى ما هو أبعد من المستوى المستدام. ومنذ ذلك الحين، تحركت الأيام التي قطعت فيها البشرية موازنتها الكوكبية السنوية.
قبل ثلاثين عاماً، كان التجاوز في 15 تشرين الأول – أكتوبر. وقبل عشرين عاماً، كان في 30 أيلول – سبتمبر. وقبل عشر سنوات، أضحى في 15 آب – أغسطس. كان هناك تباطؤ وجيز، ولكن وتيرة التسارع في استهلاك الموارد استعيدت مرة أخرى في العامين الماضيين. وبالنسبة للاتجاهات الحالية، قد يكون العام المقبل هو أول مرة يتم فيها ضبط موازانة الكوكب في تموز – يوليو.
وفي حين أن زيادة إنتاج الأغذية، واستخراج المعادن، وإزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري تؤدي إلى مكاسب قصيرة الأجل (وموزعة بشكل غير متساوٍ)، فإن النتائج طويلة الأجل تظهر بشكل متزايد من حيث تآكل التربة ونقص المياه والاضطرابات المناخية.
وقال ماثيس فاكرناغيل، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشبكة “غلوبال فوتبرينت نتوورك” Global Footprint Network، “إن يوم الحساب يقترب. اقتصاداتنا الحالية تدير مخطط بونزي Ponzi مع كوكبنا. نحن نقترض موارد مستقبل الأرض لتشغيل اقتصاداتنا في الوقت الحاضر. مثل أي مخطط بونزي، هذا يعمل لبعض الوقت. لكن عندما تحفر الدول أو الشركات أو الأسر نفسها أعمق وأعمق في الديون، فإنها تنهار في نهاية المطاف”.
الوضع قابل للعكس. يشير البحث التي أجرتها المجموعة إلى أن العمل السياسي أكثر فعالية من الخيارات الفردية. ويلاحظ البحث، على سبيل المثال، أن استبدال 50٪ من استهلاك اللحوم بنظام غذائي نباتي من شأنه أن يدفع تاريخ التجاوز بمقدار خمسة أيام. يمكن لإدخال تحسينات الكفاءة في البناء والصناعة أن يحدث فارقًا بمعدل ثلاثة أسابيع، ومن شأن تخفيض نسبة بصمة الكربون بنسبة 50٪ أن يمنح مساحة إضافية لمدة ثلاثة أشهر للتنفس.
في الماضي، أدى التباطؤ الاقتصادي – الذي يميل إلى تقليل استهلاك الطاقة – إلى تحويل الموازنة الإيكولوجية في اتجاه إيجابي. وشهدت الأزمة المالية في الفترة من 2007 إلى 2008 أن التاريخ قد عاد خمسة أيام. كما رفعت حالات الركود في التسعينيات والثمانينيات من القرن العشرين بعض الضغوط، وكذلك فعلت صدمة النفط في منتصف السبعينيات.
لكن الاتجاه العام يتمثل في التكاليف المتزايدة التي تدفعها نظم دعم الكواكب.
وكشفت دراسات علمية منفصلة خلال العام الماضي أن ثلث الأراضي قد تدهورت الآن بشكل حاد، في حين أن الغابات المدارية قد أصبحت لابنعاث الكربون أكثر من كونها بالوعة لتصريفه. كما أثار العلماء الإنذار بشأن الطقس المتقلب على نحو متزايد، ولا سيما في القطب الشمالي، وأثاروا القلق من الانخفاضات المقلقة في أعداد النحل وغيرها من الملقحات الحشرية، التي تعتبر ضرورية للمحاصيل.