الصندوق الأسوَد في السيّارات قريباً

الصندوق الأسوَد في السيّارات قريباً

اكسسوارات

الاثنين، ١٢ مايو ٢٠١٤

يبدو أنّ الصندوق الأسود وجَدَ طريقهُ الى السيّارات، حيث يقف مُحلِّلو الحوادث في صفوف المطالبين بوَضع صندوق أسوَد في الآليّات، ليُمكّنهم من تحديد سبب وقوع الحوادث.
يخزِّن الصندوق الأسود في السيارة على غرار الصندوق الاسود داخل الطائرات، كل المعلومات المتعلقة بالقيادة. ففي الماضي كان يسهل قياس طول العلامات التي تتركها الكوابح على الإسفلت. ولكن اليوم، أنظمة الكوابح الجديدة في السيارات تجعل من قياس علامات الكوابح أمراً صعباً جداً نظراً لنظام منع غلق المكابح الذي لا يترك أثراً على الطريق. من هنا، طوَّرت بعض الشركات الصندوق الأسود المستخدم في الطائرات، لوضعه على السيارات لتسجيل البيانات في الحوادث. إلّا أنّ الفكرة قد أثارت المخاوف من إمكان استغلال الصناديق السوداء للتجسس على الأفراد.

طريقة العمل
يُثبَّت الصندوق الأسود على الزجاج الأمامي للسيارة أو في مكان مخفي ومحمي ضمن علبة فولاذية أو بلاستيكية صلبة مقاومة للحريق والماء، وهو مزوّد بكاميرا ووحدة «GPS» ووحدة استشعار ضد الصدمات لتوثيق الحوادث، حيث يمكن الرجوع إليها عند الحاجة لمعرفة مَن المتسبّب في الحادث. ويعمل الصندوق الأسود على تسجيل كل البيانات الخاصة بالسيارة، مثل سرعتها وعدد الركاب داخلها وموقعها على الخريطة. كذلك، يعمل على تسجيل 30 ثانية من بدء الأحداث التي قد تؤدي الى حادث، كالتوقف المفاجئ أو زيادة السرعة أو الجنوح أو أي نوع من القيادة غير الطبيعية، وذلك للمساعدة في تحديد أسباب الحادث والمساهمة في زيادة كفاية أنظمة الأمان المختلفة. وتُحفَظ المعلومات والفيديوهات على ذاكرة مماثلة لتلك الموجودة في الكاميرات. وتُسجِّل وحدة الـ»GPS» وقت الحادث ومكانه، فضلاً عَن سرعة السيّارة واتّجاهها، ما يُشكِّل دليلاً قويّاً يُثبِت هل كانت الإشارة حمراء وقت تحرُّك السيارة أم لا، وأيضاً كدليل للتأكد من سرعة السيارة وهل أن السائق قد اجتاز السرعة المقررة أم لا.

كشف ألغاز الحوادث
يُذكر أنَّ بعض الاختصاصيين والمواطنين في دول عدة، طالبوا بضرورة وجود الصندوق الأسود داخل المركبات ليكون جزءاً مهماً من السيارة، يسجّل كل المعلومات المتعلقة بالسيارة وقائدها وقت الحادث، ما يساعد في كشف ألغاز الحوادث تماماً مثلما يحدث في الطائرات، حيث يؤدي «الصندوق الأسود» دوراً مهماً في كشف معلومات اللحظة الأخيرة. وفي محاولة للحد من حوادث الطرق التي تمثل نسبة مرتفعة في أسباب الوفيات، أقرّت الولايات المتحدة الأميركية بضرورة وضع صناديق سود في كل السيارات التي ستُصنَّع عام 2014، من أجل تسجيل تفاصيل سرعة ما قبل الاصطدام وسرعة المحرك وأيّ تغييرات مفاجئة في اتجاه السيارة وعمل وسادات الهواء، وإذا استخدم السائق نظام الفرامل أم لا، أو إذا كان يربط الحزام، ما يجعل السيارة شاهداً حيّاً على طريقة حصول الحادث. لكن من جهة ثانية ولحماية خصوصية السائق، وُضع قانون ينص على أن المعلومات التي يحملها الصندوق الأسود هي ملكٌ للسائق وحده ولا يمكن استخدامها إلّا بموافقة مسبقة منه.