صوفيا كوبولا في شباك الحبّ والعلاقات الصعبة

صوفيا كوبولا في شباك الحبّ والعلاقات الصعبة

سينما

الاثنين، ٩ نوفمبر ٢٠٢٠

تلعب صوفيا كوبولا بما يميزها، وتتوازن بشكل صادق في فيلم حول التحديات الرئيسية في الحياة الزوجية. تثير بعض التساؤلات والأفكار حول نماذج الحب المختلفة، ونقص التواصل وخصوصية الأشخاص العاطفية. بعبارات صغيرة، صنعت كوبولا فيلمها الجديد On The Rocks. ابنة وزوجة وكاتبة، يجب عليها إعادة اكتشاف نفسها ومكانتها في العالم. فيلم يحتوي على الكثير من الخفة والليونة الكوميدية الجيدة والتحريات البوليسية اللطيفة. ببساطة قصص نيويورك؛ قدمت كوبولا شريطاً يدفئ القلب، تكسوه الرقة والحلاوة، يخاطب روح المشاهد، لكن يُنسى بعد دقائق من لانتهاء منه.
تحاول لورا (رشيدة جونز) البدء بكتابها أثناء تربية أطفالها، مع القلق بشأن العديد من العلامات المشبوهة التي تشير إلى أنّ زوجها دين (مارلون وايانز) يخونها. وبسبب عدم وجود فكرة أفضل؛ تسعى للحصول على رأي والدها فيليكس (بيل موراي) المتأكّد تماماً من خيانة زوج ابنته ويقنع ابنته بالبدء بملاحقة «بوليسية» معاً. تبدأ المغامرة المشتركة، ومعها يبدأ فحص العلاقات والخلافات بين الأجيال والجنسين في شكل من الحوارات المضحكة والذكية.
«أون ذَ روكس» عن أزمة العلاقات والغيرة والزواج المتأرجح. مواضيع عَشق وودي ألن تقديمها، ودائماً في نيويورك («مانهاتن»، «آني هول»، «لغز جريمة قتل في مانهاتن»...). السنة الفائتة قدم نواه بومباك «قصة زواج» الذي يلعب بنفس الخيوط. وقبل الاثنين، قدم الإيطالي مايكل أنجلو انطونيوني ثلاثية عن الموضوع (ثلاثية عن الحداثة ومساوئها). وقبل 17 عاماً، قدمت صوفيا كوبولا فيلم «ضائع في الترجمة» عن روحين وحيدين في مدينة غريبة، يفشلان في التواصل مع أي شخص، حتى نفسيهما. وعندما يلتقيان بالصدفة، يتمكنان من التواصل بطريقة عميقة ورقيقة تتجاوز الانجذاب الجنسي البسيط. هذه السنة وبعد أفلام عدة لها، عادت إلى ما يشبه ما قدمته قبل 17 عاماً، وربحت وقتها جائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو أصلي، ودائماً مع بيل موراي.
يدور «أون ذَ روكس» حول العلاقة بين الأب والابنة اللذين يخوضان طريقتين مختلفتين في إدارة حياتهما، ولكنهما يتفقان بطريقة ما ويتقبلان بعضهما. فيليكس، هو الدون جوان النيويوركي النموذجي الذي يتمتع بمهارات بشرية كاريزماتية وبلاغية رائعة، متعجرف وساخر، وقح واستفزازي، شخصية تناسب بالتأكيد بيل موراي. يعتقد فيليكس أنه يعرف كل شيء عن السلوكيات الذكورية وما يبحث عنه الرجال في المرأة. شخصية ليست ذكورية بل تظهر دائماً احتراماً عميقاً للجنس الآخر، لكنه يدافع عن مواقف معينة قابلة للنقاش إلى حدّ ما. لورا أكثر رصانة واستبطاناً إلى حد ما. تحافظ الشخصية على نبرة العزلة والوحدة، يقمعها باستمرار انعدام الأمان الزوجي بسبب الأب الذي هجر والدتها، ويريد أن تصبح ابنته متحررة من العوائق وتعيد الاتصال بالجزء الطفولي من حياتها. الخوف من فقدان الحبيب، وخاصة الذات، هو ما يشلّها ويعيقها في جميع جوانب حياتها. يساعدها والدها في فهم خلفية شخصيتها وسبب تصرفها بطريقة معينة. هل يمكن أن يكون الأب المحبّ لابنته هو الذي يشرح بالنظريات التطورية لماذا الرجال غير قادرين على الإخلاص؟ هل يمكن للمرأة التي من الواضح أن والدها خدع أمها أن تثق بالرجال؟ إلى أي مدى يمكن أن تكون العلاقة وثيقة، حيث يولي الأب اهتماماً متزايداً بابنته في فترات معينة، وفي أوقات أخرى يغرق في الملذات في قارة أخرى؟ تدرك صوفيا كوبولا أن تصوراتنا حول الحب والتعايش تولد منذ سن مبكرة. شيء يظهر بدقة وأناقة تامة. من خلال رؤيتها المتطورة والحميمة كمخرجة، تقوم ببناء حبكة بسيطة على الشاشة. وهذا ما يجعل الفيلم ممتعاً.
كثير من الخفة والليونة الكوميدية والتحريات البوليسية اللطيفة
 
كوبولا سيدة الهجاء، مولعة بالفكاهة وتعرف كيف تكتب النكات. ولكن في جديدها، بدت بعض الحوارات إجبارية وسهلة، والنهاية كريمة يمكن التنبؤ بها. هناك تحقيق بلا إثارة، صراع بلا دراما، وبلا شخصيات معقدة. لا يزال ممكناً القول إن صوفيا كوبولا لم تصنع فيلماً سيئاً أو غير مثير للاهتمام ولكنه ضعيف. وإذا كان هناك شيء ما يربطنا بهذا الفيلم، فهو الشخصية الجذابة لبيل موراي، ولرشيدة جونز، التي ليست رائعة فقط، بل إنّ كيمياءها مع موراي تتجاوز الشاشة.