"العراب".. 50 عاماً على قصة لن تتكرر

سينما

الاثنين، ٢٨ مارس ٢٠٢٢

تحل في هذا الأسبوع الذكرى الخمسون لإطلاق الأيقونة السينمائية "العرّاب"، الفيلم الذي حطم كل الأرقام القياسية للإيرادات، وفاز بجائزة أوسكار وجعل العالم بأسره يتعرف إلى المافيا وتقاليدها القاسية وفسادها.
 
قلة يعلمون أن المخرج فرنسيس فورد كوبولا (82 عاماً) والذي أضيفت قبل يومين نجمة باسمه على رصيف المشاهير في هوليوود، كاد يرفض المهمة عندما عرضت عليه فكرة الاقتباس السينمائي لرواية ماريو بوزو التي حققت نجاحاً كبيراً.
 
إلا أن أحد شركائه الشباب ويدعى جورج لوكاس، أصرّ عليه لحسن حظه، وشرح له أنه لا يستطيع رفض هذا العرض لأنه كان سيمكّنهما من إنقاذ شركتهما المستقلة الصغيرة للإنتاج American Zoetrope من الإفلاس.
 
وروى كوبولا أن لوكاس الذي أوجد بعد سنوات ظاهرة "حرب النجوم" قال له يومها: "فرانسيس، نحن بحاجة إلى هذه الأموال! فالمراقبون الضريبيون سيأتون ويضعون قفلاً على مدخل (الشركة)... عليك أن تقبل بعمل كهذا".
 
انطلق "العرّاب" في 24 مارس 1972 في عدد كبير من دور السينما، وأصبح بعد ستة أشهر الفيلم الذي حصد أعلى الإيرادات في تاريخ الفن السابع، منتزعاً الرقم القياسي من فيلم "ذهب مع الريح" الذي أنتج عام 1939.
 
ويرى الخبراء أن "العرّاب" دشّن نوعاً ما عصر الإنتاجات الضخمة، وهو ما أكده بعد ثلاث سنوات رقم قياسي جديد سجله على شباك التذاكر فيلم "جوز" لستيفن سبيلبرغ.
 
كسب فرانسيس فورد كوبولا رهانه مع استوديوهات "باراماونت" التي وعدته بأن تشتري له سيارة ليموزين طويلة إذا وصلت إيرادات "العراب" إلى 50 مليون دولار، فكان أن تجاوزت 130 مليون دولار في ذلك الوقت، أي ما يعادل 880 مليون دولار في الوقت الراهن.
 
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أدى الفيلم كذلك إلى ارتقاء كوبولا إلى مصاف مخرجي الصف الأول، وبات أحد أبرز النجوم وراء الكاميرا، وأتاحت له صدقيته الإخراجية وسمعته الفنية الحصول على تمويل لكل مشاريعه.
 
المفارقة أن "العراب" لم يكن يحمل في جعبته الكثير من الأوراق التي تنبئ بنجاحه. فأفلام العصابات كانت تعتبر عام 1972 نوعاً تخطاه الزمن.
 
ومع أن فرانسيس فورد كوبولا كان في مقدّم ما سُميّ حركة "هوليوود الجديدة" التي اندرجت ضمن الثقافة المضادة وهدفت إلى تحديث المفاهيم والقواعد السينمائية، إلا أنه كان لا يزال أقل شهرة بكثير من هؤلاء المخرجين المرموقين. ولم يكن في رصيده سوى أصوله الإيطالية.
 
وافق كوبولا، لكنّه طلب موازنة كبيرة، وأصرّ على أن تجري أحداث الفيلم في أجواء نيويورك خلال أربعينيات القرن العشرين.
 
لم تتوقف الصعوبات عند ذلك بل امتدت إلى اختيار النجوم، حيث شعبية نجم الفيلم الأول مارلون براندو كانت بدأت بالأفول. أما آل باتشينو فلم يكن بعد معروفاً نسبياً.
 
في نهاية المطاف، فاز "العراب" بجائزة الأوسكار الرئيسية كأفضل فيلم روائي طويل، فيما نال براندو جائزة أفضل ممثل في ذلك العام ، وكان آل باتشينو من بين النجوم الثلاثة للفيلم الذين رشحوا في فئة أفضل ممثل مساعد.