أحدث إنتاجات السينما العالمية بنسخته الثانية..اثنا عشر عاماً من العبودية... قهر يتكرر والألم ذاته

أحدث إنتاجات السينما العالمية بنسخته الثانية..اثنا عشر عاماً من العبودية... قهر يتكرر والألم ذاته

سينما

الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠١٤

 لأن السينما تبقى حية ما دام القلب ينبض، وإيماناً من المؤسسة العامة للسينما بالدور الحيوي الذي تبثه السينما وأفلامها في قلوب عشاقها، واستمراراً لمسيرة المؤسسة في مهرجاناتها وتظاهراتها السينمائية التي تبقي رواد الفن السابع على اتصال دائم مع الحياة السينمائية، أعلنت المؤسسة العامة للسينما وتحت رعاية وزارة الثقافة عن انطلاق مهرجان «أحدث إنتاجات السينما العالمية» الجزء الثاني، يوم الإثنين 1/9/2014 في دار الأسد للثقافة والفنون، المهرجان الذي يأتي استمراراً للجزء الأول الذي انطلقت عروضه في شهر آذار الماضي ونال نجاحاً كبيراً ورضاً واسعاً من شرائح الجمهور المتعطش لأجواء المهرجانات والأفلام الحديثة العهد.
وبحضور الأستاذ محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما وعدد من المديرين الإداريين في المؤسسة والصحفيين والمهتمين بالشأن السينمائي، احتفت قاعة الدراما تمام الساعة الخامسة مساء بالشباب ونبضه، مع عرض فيلم الافتتاح الرائع «اثنا عشر عاماً من العبودية» الحائز جائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 2014.
 
عبودية وتحرر
مئة وأربعة وثلاثون دقيقة نقلت المشاهد إلى عالم الحرب الأهلية الأميركية، ومن قصة للكاتب السينمائي جون ريدلي إلى السيرة الذاتية التي تحمل الاسم نفسه لسولومون نورثوب نشرت في عام 1853، أبحرت عدسة الكاميرا في رؤية درامية وتاريخية لتلقي بنا في شمالي نيويورك، حيث يعيش سولومون نورثوب مع زوجته وطفليهما، ذلك الرجل الذي عانى من العبودية ورحلة من الشقاء والظلم المنقطع النظير لتستمر رحلة المعاناة اثني عشر عاماً نال في نهايتها حريته فكانت بمنزلة حياة جديدة وهبت له ولعائلته من الله، والتي كان مبعداً عنها قصراً. هي تجربة إنسانية مؤلمة للغاية كما كانت المشاهدة أكثر إيلاماً، وبدموع الفرح الممزوجة بآلام الذكرى القاسية التي عاشها البطل ينتهي الفيلم الذي يكشف عن الحالة الإخراجية الفذة لستيف مكوين، الذي استطاع من خلال كاميرته الخبيرة أن يتقن إقحام الُمشاهد في كل زاوية من الحدث، ويربط مشاعر المشاهدين بالأبطال، ليشعر الجميع بإنتمائه لعالم العبودية ويتحرر في النهاية من براثن العنصرية. ولابد من الإشادة بالسيناريو المتقن الحبكة للكاتب السينمائي جون ريدلي والذي نسج الأحداث كشبكة عنكبوت أوقعت المتابعين برغبتهم في مصيدتها، هذا ولا يمكننا تجاوز الأداء الرائع للممثل البريطاني شيويتيل إيجيوفور والذي أدى دور البطل المقهور سولومون نورثوب، بواقعية تجاوزت الواقع وبتمثيل رفيع المستوى، إلى جانب الممثل مايكل فاسبيندر في دور صاحب المزرعة ومالك العبيد الظالم، والممثلة لوبيتا نيونجو في دور العبدة باتسي التي يستغلها مالك العبيد كما يطل علينا النجم السينمائي الشهير براد بيت في الفيلم بدور قصير يجسد فيه شخصية الرجل المتدين الملتحي، وهو من دعاة إلغاء الرق. ولا يمكننا إلا القول إن فريق العمل بكامل أطيافه استطاعوا أن ينقلونا إلى تلك الفترة الزمنية الصعبة ويعودوا بنا في النهاية إلى عالم الحرية الذي نشتهيه ونتوق إليه جميعاً.
استحقاق سينمائي
الفيلم المحتفى به في مهرجان أحدث إنتاجات السينما العالمية نال العديد من الجوائز مستحقاً جائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 2014. أوسكار أفضل كتابة لسيناريو مقتبس عن رواية. جائزة (غولدن غلوبز) الأميركية لأفضل صورة متحركة - دراما. جائزة (بافتا) أفضل فيلم لعام 2014. جائزة (بافتا) لأفضل ممثل في دور رئيسي، شيويتل إجيوفور. إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى.
يذكر أن مهرجان أحدث إنتاجات السينما العالمية يضم في جزئه الثاني 88 فيلماً ويستمر لغاية 30/9/2014 بواقع 3 عروض سينمائية يومياً.