الأسـماء والصور المستعارة عبر مواقع التواصل ظاهرة مـزعجة

الأسـماء والصور المستعارة عبر مواقع التواصل ظاهرة مـزعجة

شعوب وعادات

الثلاثاء، ١٠ يوليو ٢٠١٨

دينا عبد:
للحرية التي تمنحها وسائل التواصل الاجتماعي ثمنها أيضاً، فالمواقع الإلكترونية تمنح مستخدميها حرية التخفي بكل سهولة ويسر عبر اتخاذ أسماء وصور وهمية ومستعارة تحجب الهوية الحقيقية للمستخدم ما يمكنه من التنقل بين صفحات أعضاء تلك المواقع والتعليق أو إرسال طلبات الصداقة وأحياناً القيام بأمور كالنصب والاحتيال وغيرها من «الميزات» و«التسهيلات» التي يمنحها الاسم الإلكتروني المزور في الأفق الافتراضي رغم تنبه الكثيرين لخطورة هذه الظاهرة.
لهم أرشيفهم الخاص
لأصحاب الاستعارات ولاسيما في الفيسبوك قائمة عبارات خاصة بهم غنية ومتنوعة منها ما هو رومانسي يجذب المراهقين والمراهقات، ومنها ما هو مفزع وكئيب، فقد يصلك صباحاً طلب صداقة مثلاً من حساب بعنوان «عاشق الورد»، وظهراً قد يصلك طلب صداقة من شخص باسم (تعبت من الحياة) وألبوماتهم الإلكترونية التي يسرقون منها صوراً بشتى أنواع الورود وقلوب الحب وصور المدن والأطفال والمأكولات والحيوانات البرية وأحياناً صور رموز شيطانية وأسلحة وأجساداً موشومة أو مجرحة بالسكاكين…الخ. وهنا توجهنا بالسؤال لبعض مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، هل تقبل صداقة شخص يحمل اسماً أو صورة مستعارة!
جاءت الإجابات طبعاً رافضة لمثل تلك السلوكيات، وأكد الكثيرون أنهم كانوا في السابق يقبلونها إلا أنهم يخافون منها حالياً فيرفضونها فوراً.
يقول حيدر كنت في البداية أقبل ومنذ سنة تقريباً لم أعد أقبلها إطلاقاً، والسبب كما يؤكد أن اتخاذ اسم مستعار أو سرقة صورة فنان ووضعها على غلاف الصفحة الشخصية أمر غير أخلاقي إطلاقاً، فهؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي ثقه بأنفسهم، ويشدد عبد الله على الرفض التام ويقول: لا أقبل إلا من له اسم وصورة وهوية معروفة.
أما فادي فيقبل تلك الحسابات ولكن بشرط، يفصح عنه بالقول: صعب إلا إذا كنت أعرفه شخصياً ولا يوجد عنده الرغبة بالإعلان عن نفسه لسبب ما.
ويقول باسم لا.. أبداً لا صور مستعارة ولا أسماء وهمية حتى أعرف من بروفايلهم توجههم أو شخصيتهم.. فالكتاب يقرأ من عنوانه كما يقال..
عادات وتقاليد وأسباب أخرى
يقول المرشد النفسي محمد بكير: كثير من الأشخاص الذين يستخدمون أسماءهم وصورهم الحقيقية في الفيس بوك كنوع من التعريف هم يستخدمونه بالطريقة الصحيحة والأخلاقية مع وجود البعض منهم يستخدمونه تحت أسماء مستعارة تخوفاً من بعض الأهالي أو من بعض العادات والتقاليد في المجتمع وخاصة إن كان المستخدمون من الفتيات. وبالرغم من تلك الأسماء المستعارة لهم إلا إنهم يمارسون أفعالهم وأعمالهم بمشاعر حقيقية على الفيس بكل أدب وأخلاق واحترام حقيقية واضحة مع الآخرين، مع كل احترامي لهؤلاء الأشخاص بأسمائهم وصورهم الحقيقية والمستعارة.
مضيفاً: هناك مستخدمون لمواقع التواصل وخاصة الفيس بوك يحملون أسماء وهمية مستعارة يمارسون تحت غطائها أقوالاً وأفعالاً غير أخلاقية مثل «إرسال إزعاجات ومعاكسات، ونشر معلومات تشوه بعض الأشخاص وخاصة «الفتيات»؛ ما يسبب بعض المشكلات الشخصية والخلافات العائلية التي قد تؤدي إلي الضرب وربما القتل في أسوأ الحالات؛ ما يجعل بعض المستخدمين من الشباب والفتيات يتركون أو يغلقون حساباتهم وصفحاتهم الشخصية تجنباً لتلك المشكلات ومن باب الحفاظ على أنفسهم، أو ربما قد يلجأ البعض إلى استخدام أسماء مستعارة تجنباً لهذه المعاكسات.
تشرين