في تفاضلية العلمي أو الأدبي.. مواجهة بين قدرات الطلاب ورغبات الأهل

في تفاضلية العلمي أو الأدبي.. مواجهة بين قدرات الطلاب ورغبات الأهل

شعوب وعادات

الجمعة، ١٩ أكتوبر ٢٠١٨

مضى أكثر من شهر على العام الدراسي، ومازال عدد لابأس به من طلاب الصف العاشر في حيرة من أمرهم أمام اختيار التخصص العلمي أو الأدبي لاستكمال دراستهم، وغالباً ما يكون الاختيار صعباً بين مؤهلات الطالب وأحلام المستقبل بسبب تأثير الأهل والأصدقاء من جهة، ومعدل القبول الجامعي، وعدم قدرة الطالب على حصر إمكانياته من جهة أخرى، فالتخصص العلمي لايزال في نظر الأغلبية هو الاختصاص المميز والأفضل، والتخصص الأدبي يعتمد على الحفظ، ولكنه أصبح فرصة لتحصيل معدل يسمح بالتسجيل المباشر في الجامعة.
 
آراء طلاب
أمام مدرسة الشهيد سميع كوسا التقينا عدداً من طلاب الصف العاشر لاستبيان آرائهم حول هذا الموضوع الهام، فكان رأي الطالبة راميا: لا أميل للمواد الأدبية، وأحب المواد العلمية: العلوم، والفيزياء، والكيمياء، ما عدا مادة الرياضيات، ورغم محاولاتي لتحصيل درجات أفضل، لكني أشعر أن هذه المادة ستكون عائقاً أمامي لتحصيل علامات جيدة في “البكالوريا” التي ستكون مفتاح مهنتي المستقبلية وهي الصيدلة.
وأضافت زينة بالقول: اخترت الفرع العلمي متأثرة بقرار جميع صديقاتي، لأنني أريد البقاء معهن داخل الصف، على الرغم من أنني خائفة من هذا القرار لضعفي في مادة الرياضيات، وطلبت من أهلي تقويتي، والخضوع للدروس الخصوصية.
ورأي الطالب محمد: أعلم قدراتي جيداً، فأنا أجيد الحفظ كثيراً، واخترت الفرع الأدبي لأنني أرغب دراسة الحقوق، والتسجيل في الجامعة مباشر فقط للفرع الأدبي.
والطالبة لينا تقول: أحب دراسة اللغة الانكليزية، ولكني أكره المواد الحفظية، لذلك اخترت التخصص العلمي، وسأجتهد لأحصل على معدل جيد، وخاصة في مادة اللغة الانكليزية.
وأكدت الطالبة رهف ترددها بين العلمي والأدبي متأثرة بصديقتها ألما التي اختارت الفرع الأدبي، لأن والدها مدرّس وسيساعدهما في فهم وحفظ المواد الأدبية، ولكن استطاعت أسرتها إقناعها بقدرتها على تحصيل أعلى العلامات بالاجتهاد والمثابرة ومساعدة أساتذة متخصصين.
 
آراء إدارة المدرسة
قالت مديرة المدرسة هيام معروف: إن الاهتمامات والميول الدراسية من أهم مقومات الإبداع لدى الطالب، ومن البديهي أن من يدرس التخصص الذي يرغبه ويحبه، ويكون غير مجبر عليه، سيبدع فيه، ويحصل على أعلى الدرجات بالمثابرة والدراسة، ولكن من يجبر منذ البداية على اختيار تخصص لا يرغب به سيسبب له كرهاً لهذا التخصص، وقد يفشل فيه عدة مرات، ومن تجربتنا في إدارة المدرسة شهدنا حالات عديدة تدل على أن الأهل هم من يقررون خيار الطالب، والدليل على ذلك ميل معظم الطلاب للفرع العلمي، ونقل عدد منهم من العلمي للأدبي في الشهادة الثانوية.
وأوضحت المدرّسة هناء رفاعي، موجهة اختصاصية لمادة اللغة الفرنسية: نلاحظ أن معظم الطلاب اختاروا الفرع العلمي بناء على رغبة الأهل في دراسة طب الأسنان، أوالطب البشري، أوالصيدلة، أو فروع الهندسات، وبرأيي يجب عدم التدخل بقرار الطالب، وهذا هو السبيل إلى نجاحه، وقد نوّهنا إلى هذا الموضوع الهام في أول درس باللغة الفرنسية للصف العاشر لتذكير الطالب بأهمية اختياره للفرع الذي يحبه.
وأضاف مدرّس مادة الرياضيات أيمن شلحة: يخطئ الأهل حين يجبرون ابنهم على التخصص العلمي ليصبح طبيباً أسوة بالأقارب والمعارف، ويتوجب عليهم مراعاة شخصيته وميوله، ووضعه على المسار الصحيح، وهذا ما لمسناه خلال تجربة التعليم، فهناك طلاب مبدعون في المواد الحفظية، وغير متميزين في المواد العلمية، والمعلم في المدرسة يستطيع حصر مستوى الطالب، ومعرفة قدراته.
 
خطوات إيجابية
يجب عدم الاستهانة بهذا الموضوع، فقدرات دون ميول تؤدي إلى الفشل، وميول دون قدرات أيضاً تشكّل فشلاً ذريعاً، ولتحديد الخيار الدراسي الصحيح ينبغي أن يكون الطالب سعيداً في دراسته، وفي خياراته العلمية، لأنها تحدد مهنته المستقبلية، وعليه الجمع بين هواياته والتعرف على مواهبه، وألا يقتصر تفكيره على اتجاه دراسي واحد، وإنما يجب أن يضع نصب عينيه خيارات من الممكن له أن ينجح فيها.
 
عائدة أسعد