اليانصيب وبرامج المسابقات ...وحلم الفوز بالجوائز

اليانصيب وبرامج المسابقات ...وحلم الفوز بالجوائز

شعوب وعادات

الخميس، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨

ملايين ملايين ....اربح ١٥ أو ١٠ ملايين الجائزة الكبرى والسحب اليوم ...آخر ورقة كلها عبارات يرددها بائعو الأحلام بالفوز السريع والفوري في ظل هذه الظروف الصعبة بات حلم يسكن العقول والمخيلات.
  حلم للكثير من الشبان والشابات، وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة، طرق كثيرة توهم الشخص بأن بينه وبين الثراء خطوة واحدة ، والإقبال عليها منقطع النظير.
فاليانصيب أصبح الآن في كل مكان الطرقات والمقاهي وحتى في العمل وبشكل لافت، حيث يأتي  من يحمل قسيمة ويعرض عليك شراءها .
ويقول سمير موظف : من سنتين وأنا كل أسبوع تقريباً أشتري قسيمة، ولكن لم أكسب حتى الآن. ويضيف: أشعر بإحباط شديد عندما لاتربح البطاقة ، كما أنني أشتري في بعض الأحيان بطاقة امسح واربح ولكن لاأربح ويظهر لي: حاول مرة أخرى وشكراً لك.
وقال  بمبلغ قليل يمكن أن أربح الملايين فسعر البطاقة أحياناً لايتجاوز الـ ٦٠٠ ل.س  فقط ولا تعني لي الشيء الكثير، وأعتقد أنها تستحق المغامرة، فليس لدي شيء أخسره، ربما يأتي يوم وأكسب ملايين.
وعلى الجانب الآخر هناك برامج المسابقات والتي لاتبتعد عن اليانصيب كثيراً، إلا أنها أكثر تطوراً فقط، حيث من مكالمة هاتفية  ـ قد تربح ملايين .
ويقول سعد ( طالب جامعي): العروض التي نشاهدها في التلفزيون مغرية جداً، وأنا دائماً متفائل بالفوز، ولكن للأسف لم أفز أبداً، وسيظل هذا التفاؤل يلازمني ولايفتر، وهي طريقة سهلة جداً للثراء، فربما بسبب هذه المكالمة أستطيع أن أشتري بيتاً وسيارة آخر موديل. وعن الفتوى الشرعية لم يعلق. ويقول: في الحقيقة لم أعرف حتى الآن أياً من الذين يتصلون، اتصل واحصل على أي مبلغ.
أما صديقه رامي فيقول: أدفع نصف مرتبي في سداد فاتورة الجوال بسبب الاتصالات على البرامج والمسابقات ولم أنجح لكنني لم أيأس أبداً من الاتصال، بل إنه عندما أشاهد التلفزيون ويظهر الرقم للمسابقة أتصل فوراً بدون أن أعرف تفاصيلها أو قيمة جوائزها.
تتحدث سحر (عاطلة عن العمل)، وتقول: أقضي معظم وقتي أمام شاشة التلفزيون ولاأجد سوى هذه البرامج والمسابقات أشغل وقتي بها، وجميل الإحساس بأمل أن أصبح ثرياً فجأة، وعندها لن أحتاج لتلك الوظيفة التي أنتظرها من سنتين منذ تخرجي في الجامعة من قسم اللغة العربية. وتضيف: أعتقد أن أغلب المشاركين في هذه المسابقات من الفتيات، حيث إن جميع صديقاتي يشاركن فيها وبشكل مستمر.
وعند سؤالها عما إذا كانت تعرف أياً من صديقاتها فازت بمسابقة من هذه، قالت: لا، لم يفزن، ولكن من المؤكد أن الحظ لم يحالفهن، وهذا لايعني أنها وهمية، فنحن نشاهد الفائزين يأخذون جوائزهم مباشرة وفي التلفزيون.
موسى مهندس يقول أنا لا أشتري اليانصيب ولا أؤمن به ويقول: هذه الأساليب تتبعها العديد من الشركات والمؤسسات التجارية من أجل إغراء الناس ودفعهم للشراء منها.
 نادر علي اختصاصي بعلم الاجتماع يقول :إن هذه الظاهرة نتيجة تغير المجتمعات الحديثة حيث أصبحت استهلاكية. والأشخاص يحاولون كسب المال بالجهد القليل، وهو نوع من الكسل والاتكالية المنتشرة في مجتمعنا. لكن لايلام الشباب فقط، لأن هذا جزءاً من تركيبة المجتمع التي تدفعهم لعمل هذا الشيء في ظل عدم توفر الكثير من الظروف التي تساعد على تطوير إمكاناتهم، بالإضافة إلى تهميش دور الشباب في المجتمع، وهذا سبب رئيسي لا يتحمله الشباب.
في النهاية يبقى حلم الثراء هو الغالب على شريحة كبيرة من المواطنين الحالمين بأموال طائلة تنقذهم من الفقر والعازة وترفعهم إلى طبقة الأغنياء.
الفداء