أحلى الأعياد عيدك… الأم من تربي!..أمهات بديلات يساعدن على تخطي مرارة ظـروف أطفالهن

أحلى الأعياد عيدك… الأم من تربي!..أمهات بديلات يساعدن على تخطي مرارة ظـروف أطفالهن

شعوب وعادات

الخميس، ٢١ مارس ٢٠١٩

ألين هلال:
مهما قلنا من الكلمات في عيدهن، لن نجزي الأمهات فضلهن في رعاية وتربية أبنائهن، فكيف إذا كن سوريات وضحين بأبنائهن، بأغلى مالديهن فداءً للوطن وذوداً عن كرامته، وتحمّلن ما لم تتحمله الجبال، وواظبن في خدمة أسرهن بلا كللٍ أو ملل، وقد حرمت هذه الحرب الظالمة عدداً كبيراً من الأطفال من أمهاتهن وآبائهن، فكانت قرى الأطفال((sos هي البديل للبعض منهم.
وها هو الطفل أحمد يدخل إلى منزله بلهفة وكالعادة ينادي أمي, ومن بعده إخوته، وإذا هي جميلة بطيبتها، حنونة بصوتها ولمستها, أطلت عليهم من الغرفة، وهاهي «سارة» تسارع لتطبع قبلة صغيرة على خدها، وبعطفها وحنانها تكمل معهم النهار من تدريس وتربية وسماع مشكلاتهم والبحث عن الحلول الصحيحة، كما تشاركهم ببعض الواجبات المنزلية، حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم.
وفي منزل آخر نلمس الدفء والحنان اللذين أضفتهما «رنا» على منزلها وأطفالها، فهي تمسح دمعة «أية» التي أحزنها أمر صادفها في يومها، وتدعم «وائل» الذي تفوق في إحدى مواده في المدرسة، ففي هذا المكان نرى حياة أسرية كاملة، لأطفال أيتام أو من قسى على طفولتهم الزمان، تعمل الأمهات البديلات في قرى الأطفال sos، على مساعدتهم لتخطي ما مروا به، والعيش في كنف أسرة وبحنان أمّ تبني مجتمعاً، فالأم هي التي تربي.
من هنا أوضحت مديرة قسم التواصل والتمويل في sos لور قات، أن «الأم» هنا تبني علاقة وثيقة مع كل أطفالها، فتوفر لهم الحماية والأمان والحب التي يحتاج إليها كل طفل، كمتخصصة في رعاية الأطفال، وتعيش معهم تحت سقف واحد حيث تدير هذا المنزل وترعاهم وترشد من فيه من أطفال وتقوي فيهم الشعور بالاستقرار الذي يحتاجه كل واحد منهم، مع تقديرها للخلفية العائلية لكل طفل وجذور ثقافته وإقليم منشئه.
وأضافت مديرة القسم أن الأم في قرى الأطفال هي التي تدير الأسرة، حيث تشارك الأطفال في حياتهم، مانحة إياهم الشعور العاطفي بالأمان وهي كذلك توفر لهم فرصة إقامة العلاقات الأسرية الدائمة وتنميتها ضمن أسرتها, حيث ينمو الحب ويزداد، وفي الوقت ذاته فإن الأم خبيرة في مهنة العناية بالطفل، وهي تتعاون مع زملاء العمل الآخرين في القرية من أجل تلبية احتياجات الأطفال فهي قائد الأسرة ومرشدها، إضافة لكونها المسؤولة عن تنمية كل طفل من أطفالها، وهي من يتخذ القرارات اليومية لأطفالها، كما تبقى هذه الروابط الأسرية مستمرة عند نمو الطفل ووصوله سن البلوغ، حتى عندما يترك رعاية أمه في قرية الأطفال.
كما أوضحت قات، أن للأم في القرية مساراً مهنياً واضحاً يبدأ قبل الاختيار، فمن الممكن أن تعيش المتقدمة داخل قرية الأطفال كي تتفهم المهنة تماماً، وبعد قبولها تمنح عقد عمل وتبدأ وظيفتها كأمّ متدربة
وفي العامين الأولين من الخبرة تمضيهما في التدريب المهني: ثلاثة شهور تدريب نظري في موضوع العناية بالطفل، ثم واحد وعشرون شهراً تدريب عملي في مكان العمل.
أما عن تقاعد الأمهات البديلات في سن الخمسين، فبينت قات أنه قبل التقاعد بمدة طويلة يجري إعدادها عن طريق الحوار الشخصي وحلقات الدراسة، وتبدأ الاستعداد للتقاعد قبل ثلاث أو أربع سنوات على الأقل، كما يتم تخطيط لأسرة SOS، على نحو مثالي بحيث لا يكون في عنايتها أطفال دون الرابعة عشرة من العمر عند تقاعدها، وذلك لحاجة الطفل الشديدة لأمه قبل هذا العمر. وأهم الصعوبات التي واجهت الأمهات البديلات في SOS، هي زيادة عدد الأطفال في البيت الواحد، إذ يمكن للأم أن تربي عشرة أطفال بمسوؤلية صعبة، ولكن 13 طفلاً يشكلون عبئاً كبيراً على الأم.
إضافة لوضع الأطفال خلال الأزمة، فمنهم المتسربون من المدارس، أو من كانوا في مناطق محاصرة.
والجدير ذكره أنه تفخر جمعية SOS قرى الأطفال بأن واحدة من أمهاتها في سورية قد رُشحت لجائزة «هيلموت كوتين» لأفضل مقدم رعاية التي تقدمها منظمة SOS قرى الأطفال الدولية في النمسا وهي واحدة من 8 مرشحات للجائزة.
تشرين