الأعمال المنزلية على قائمة التشاركيـة بين الذكور والإناث

الأعمال المنزلية على قائمة التشاركيـة بين الذكور والإناث

شعوب وعادات

السبت، ٨ يونيو ٢٠١٩

لمى علي
قبل أكثر من ثلاثين عاماً عندما كانت معلمة الصفوف الابتدائية تسأل طلابها الجدد عن عمل والديهما، كانت إجابة الكثير من الطلاب عن عمل الأم؛ «ست بيت»، وترافقت هذه الصفة للأمهات بابتعاد الآباء عن أي عمل يخص البيت بشكل واضح وصريح داخل وخارج أسرته، وتعلم الأبناء منهما أن مسؤوليات عمل المنزل على الأخت حتى تصبح مثل والدتها «ست بيت»، بينما يحاول الأخ التنصل من أي عمل منزلي اقتداءً بوالده الذي كان يعدّ مساعدة زوجته في أعمال المنزل انتقاصاً من رجولته.. أما اليوم بعد أصبحت أغلب الأمهات عاملات وفاعلات في المجتمع وقادرات على المطالبة بحقوقهن، فتغيرت صورة العلاقة بين الرجل والمرأة في الكثير من التفاصيل، منها تقاسم الأدوار في المنزل وخارجه، واعترف الكثير من الذكور بضرورة مشاركة المرأة (الأم– الزوجة– الأخت) بمهام أعمال المنزل وخاصة العاملة منهن، أما التطبيق على الأرض فكان أقل من ذلك، حيث لم يصل الرجل حتى اليوم إلى تقديم المشاركة للمرأة في هذه المهمة، وإنما المساعدة في أحسن الأحوال.
«تشرين» أجرت استطلاعاً إلكترونياً بسيطاً، على عينة من الجمهور السوري، ضمت 168 ذكراً من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وكانت النتائج بأن 77% من عينة الاستطلاع يعترفون بأن الأعمال المنزلية هي مسؤولية مشتركة بينهم وبين المرأة، بينما 23% يجدون أن تلك الأعمال ليست من مهامهم أبداً. مع العلم أن المصوتين على إجابة نعم لمشاركة المرأة في الأعمال المنزلية، عدّوا أن تقديم مساعدة ولو بسيطة هي مشاركة!
 
وجهات نظر متعددة
«تشرين» اطلعت على آراء بعض المشاركين في استطلاع الرأي من ذكور، وكان أغلبهم ممن صوتوا بالموافقة على ضرورة مشاركة الرجل المرأة في الأعمال المنزلية، حيث يؤكد سامي حسن (مدرس) أن طبيعة عمله التي تقتضي السفر كثيراً، تجعله يتخلف عن مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية بسبب الغياب عن المنزل، أما في حال وجوده فهو يقدم المساعدة في كل شيء، لأنه حسب وجهة نظره، فإن مسؤولية المنزل مشتركة بين الزوج والزوجة، بحكم أن أغلبية الزوجات عاملات خارج المنزل أيضاً، ومن حقهن أن تُقدم لهن المساعدة، أما فكرة أن العمل المنزلي من اختصاص الزوجة فقط، فهي فكرة غير صحيحة أبداً، وهذه المساعدة لا تنتقص من رجولة الزوج كما يبرر البعض، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الرجال الذين يساعدون زوجاتهم في المنزل، لكنهم يفضلون عدم ذكر ذلك.
وأيد حسن في ما ذهب إليه ماجد خباز (إعلامي) وعصام حمدي (مهندس)، فقال خباز: في زمن غدت فيه المرأة إلى جانب الرجل في العمل والبناء وتأمين لقمة العيش، كان لزاماً علينا المشاركة في الأعمال المنزلية بدافع الواجب أولاً، وعرفاناً بالجميل تجاه من نذرت نفسها لخدمة أهلها ومحيطها ثانياً. وأكد حمدي أن المشاركة في الأعمال المنزلية لا تنتقص من الرجولة بالتأكيد، بل هي دليل على إمكانات الرجل المتنوعة.
محمد فياض (باحث تاريخي) استفاض في الإجابة وقال: مساعدة المرأة في أعمالها جزء من الأخلاق والعدالة الاجتماعية وليس عيباً على مجتمع الرجال، دائماً مجتمعنا ينظر إلى المرأة على أنها هي العقل المدبر في المنزل بل هي صاحبة المملكة والرجل هو الأمير في هذه المملكة الذي يريد كل شيء من دون أن يقدم شيئاً، طبعاً لا نعمم هذا على مجتمع الرجال، ولكن أثبتت الدراسات التربوية كلها وفي كل المجتمعات بأن التعاون بين الرجل والمرأة ولد منذ بداية الخليقة وتوزعت الأدوار فيما بينهما، ولكن هذه المجتمعات تختلف من زمن لآخر وفق الحاجات وتتماشى مع قيم الأخلاق، وإذا دققنا وتعمقنا في دراسة واقع كل مجتمع وجدنا أن المرأة دائماً هي التي تتقدم على المجتمع الذكوري في الجهد المبذول، والمجتمع الذكوري مع الأسف ينتقص من مكانة المرأة في بعض المجتمعات وما تقدمه من إنجازات، وتصل أحياناً لدرجة الظلم، لذا علينا ألّا ننسى أن المرأة هي الأخت والزوجة والأم الرحوم، وعدم مساعدة المرأة في أعمالها، ما هو إلا نوع من الذكورية والتسلط والظلم.
كذلك ضياء صحناوي (صحفي)، أوضح أنه يشارك زوجته العمل بكل محبة على الرغم من وقته الضيق، مشيراً إلى أن الكثير من الرجال يعدّون العمل المنزلي مهمة منوطة بالنساء، وهذا إجحاف كبير بحقها. ويتابع: للأمانة كلما حاولت تقديم المساعدة لزوجتي ترفض ذلك بشدة لعلمها أنني أعمل أو لدي مشاغل، ولكوني كنت أغافلها دائماً لتخفيف الأعباء الكبيرة عنها، فقد اكتشفت صعوبة مهمتها عندما جربت القيام بعملها أثناء مرضها واكتشفت كم هن النساء مظلومات، فلتسقط الأقنعة الذكورية المزيفة ولنرتقِ بعقولنا، فنحن شركاء في منزل أساسه التعاون والمحبة.
من جهته، قال محمد النجم (موظف): إن مشاركة (الأب- الزوج- الأخ- الابن) في الأعمال المنزلية للمرأة أمر مستحب ويقوي العلاقة الأسرية، وهذا الأمر لا يعيب هؤلاء جميعاً، بل يعمق مفهوم وقيمة التشارك، وينعكس إيجاباً على أنماط العلاقات الاجتماعية، وحين تتراكم وتعمم هذه الحالة يكون المجتمع متعاوناً ومتآزراً، ولو حدث العكس لكانت العلاقات الأسرية أقل حميمية وترابطاً، ولكان المجتمع أقل تماسكاً، وإن من شأن هذا التشارك أن ينسحب على قضايا أخرى في الأسرة والمجتمع عموماً، ما يشكل قيمة مضافة مستمرة ومتجددة وبأشكال متنوعة.
أما علي درويش (متقاعد)، فقد خالف من قبله ويرى أنه ليس مطلوباً من المرأة العمل خارج المنزل، ومن يطالبها بذلك فهو شخص كسول ويريد سرقة تعبها، وأضاف بأنه لا يصدق ما وصفه بالرومنسيات وبأن هناك من يساعد زوجته في الأعمال المنزلية، وقال: كل من تطلب منه زوجته المساعدة سيقول لها: أنا أتعب طوال النهار خارج المنزل، بينما أغلب وقتك تقضينه في الحديث فقط.
عمر طبوش (محامٍ) أوضح أن بعض الأعمال المنزلية أساساً هي من واجبات الرجل، مثل شراء احتياجات المنزل، وتصليح الأدوات المعطلة، ومتابعة شؤون الأبناء من تربية وتعليم، وكل عمل يحتاج جهداً عضلياً كبيراً مثل (تبديل أسطوانة الغاز – رفع أو تنزيل السجاد – تركيب وفك الستائر – تركيب المدفأة وفكها) وغيرها من الأمور أيضاً، لذا فإن هذه المساعدة هي لزاماً مفروضة على الرجل ولا تعدّ من باب المساعدة.
رهام حمزة (طالبة) ومادلين ديوب (ربة منزل) اخترقتا الاستطلاع المخصص للرجال، رهام لم تنكر أن هناك أزواجاً يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية، وأكدت أنهم كثيرون، وأضافت: إن الرسول عليه السلام كان يساعد زوجاته في الأعمال المنزلية قدر المستطاع، ألا يشكل هذا قدوة للرجل زوجاً كان أو أباً أو أخاً أو ابناً؟
أما مادلين فرأت أنه من المفروض أن يتساعد الزوج والزوجة في كل الأعمال، وألّا تكون هذه مشكلة بالنسبة للأزواج، وخاصة إذا كانت تساعده في تأمين مصروف المنزل عبر عملها.
أدوار نمطية
المحامية صفاء عيسى (عضو في مبادرة نسويات سوريات) تشير إلى أن مسؤولية أي منزل يجب أن تكون موزعة على جميع أفراده، وهذا ينطبق على العمل في الخارج لبناء الأسرة أو الأعمال المنزلية الداخلية، سواء بين الزوج والزوجة أو بين الأم والأب وأولادهما، إلا أن اتجاه النساء لإثبات ذاتهن في العمل خارج المنزل جعلهن يتغاضين عن تقاسم مسؤولية العمل في المنزل بينهن وبين الذكور، فاستطاعت المرأة أن تشارك الرجل المسؤولية في العمل الخارجي وبناء الأسرة لكن لم تتمكن من جعله يشاركها العمل في المنزل، ما حمل المرأة (الأم – الزوجة – الأخت) أعباء جسدية ونفسية كبيرة. وتوضح أن العمل على تغيير نمطية التفكير فيما يخص هذا الموضوع ليس بالسهولة، لأن المجتمع بعاداته وتقاليده ورواسبه الاجتماعية هو من ألبس كلاً من الرجل والمرأة الأدوار النمطية لكل منهما، فصور الرجل دائماً بصورة الشخص الذي يعمل في الخارج، والمرأة بصورة الشخص الذي يعمل داخل المنزل سواء كانت تعمل في الخارج أم لا، وتغيير ذلك يحتاج كماً كبيراً من التوعية عبر وقت طويل، لإعادة توزيع الأدوار في المنزل بين الذكور والإناث، والتخلص من الأدوار القديمة التي ألبسنا إياها المجتمع وأقنعنا بأنها الأدوار الصحيحة.
وتضيف: هذا التغيير يحتاج أيضاً لغة حوار بين الطرفين (الرجل والمرأة) حتى تتمكن المرأة من إقناع الرجل بأن المسؤولية التي تتحملها بين عملها خارج المنزل وداخله؛ كبيرة وقاسية ومجحفة بحقها، وأن إلقاء كل هذه الأعباء عليها مجرد عادات متوارثة كانت في ظروف قديمة لا تشبه الظروف الحالية لمكانة ووضع المرأة خارج وداخل المنزل، وأن توزيع المسؤولية والشراكة في كل شيء بين أفراد الأسرة الواحدة هما اللذان يجعلان الأسرة متماسكة وقوية، ويمكن تعزيز ذلك في الجيل الجديد وتوريثه له ونقله للأجيال القادمة.
خطوات أولى
وتوضح المحامية صفاء أن التغيير يبدأ من خطوات بسيطة تسهم في إشراك الرجل في بعض الأعمال المنزلية البسيطة، وتعزيز فكرة أن مساعدته المرأة في المنزل لا تنتقص من رجولته، وأن هذا دور طبيعي يقوم به خلال حياته اليومية، ويكون ذلك من خلال توعية جميع فئات المجتمع، سواء الأمهات اللواتي يربين أولادهن ويزرعن قيماً جديدة فيهم، أو لفئة الشباب القادرين على تحقيق تغيير في المجتمع. وتقول: يجب على الأمهات التركيز أثناء تربية أولادهن على المساواة بين البنت والصبي وخاصة في توزيع مهام الأعمال المنزلية، وأن تحاول الزوجة تعويد زوجها على مشاركتها في الأعمال المنزلية من خلال تعزيز أسلوب التعاون دائماً في جميع الأعمال، وأن تسعى الأخت لتفعيل دور أخيها في أعمال المنزل وتشعره بأن مساعدته لها دليل على رجولته وليس العكس.
وتبين أن مبادرة «نسويات سوريات» أطلقت العديد من الحملات التي تسعى لتغيير نمطية دور المرأة في المجتمع ومساعدتها في الحصول على حقوقها، فكانت مؤخراً حملة في بداية شهر رمضان بعنوان «البيت للكل والشغل عالكل» التي تهدف إلى تعزيز فكرة توزيع مسؤولية الأعمال المنزلية، وواجهت الحملة عقبات كثيرة، ولاسيما من الذين أنكروا الفكرة من أساسها، بينما تأثر البعض وسعى لتغيير المعاملة مع أخته أو زوجته أو أمه في المنزل، على أمل أن يستمر في هذا التعامل مستقبلاً.
صورة «ست البيت»
أماني قبيطري (اختصاصية في الصحة النفسية) تبدأ حديثها بالقول: «شغل البيت عليك!» الكسرة تحت الكاف أو الفتحة فوقها موضوع نقاش طويل يعكس توزيع الأدوار الاجتماعية المتوقعة من كلا الجنسين في تفاصيل الحياة الأسرية، بما فيها القيام بالأعمال المنزلية، ويمكن فهم تلك الأدوار في إطار اتفاق ضمني أو عقد خفي بين أفراد الأسرة، وخاصّة الزوجين، على أن يقوم كلٌ منهما بواجبات تقع في حدود استطاعته، ويتلقى حقوقاً من الآخر تتكامل مع ما يقوم به، وغاية هذا الاتفاق إشباع الحاجات الجسدية والنفسية، وعادة لا يأخذ هذا الاتفاق صيغةً لفظيةً مباشرة تفصّل تلك الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، لكن هناك توقعات لما يجب القيام به حسب الأعراف والعادات وأصول المجاملة والأدب، فإذا ما تصرف أيّ من الطرفين على عكس المتوقع بشكل متكرر فإن ذلك يشكّل خللاً ضمنياً في علاقة الإشباع المتبادل بين الطرفين، الذي يأخذ شكل الشعور بالإحباط والغضب وأحياناً بعض السلوكيّات العدوانية كالإساءة اللفظية أو الإهمال كردّ على التقصير.
وتضيف: ينيط مجتمعنا السوري كمجتمع شرقي دور الرعاية المنزلية بالمرأة، كانعكاس غير مباشر للمجتمع الأمومي، وفي إطار التربية الوالدية يتم إدخال سلوكيات الرعاية تلك إلى نظام الشخصية للبنت ضمن ما يسمى بـ «الأنا الأعلى» حسب فرويد، كنوع من السلوكيات الأنموذجية المرتبطة بالمتعة، والجاذبة للتقدير الاجتماعي، وتالياً فالعلاقة بين القيام بالأعمال المنزلية وتلقي المكافأة والشعور بالتقدير والمتعة هي علاقة نفسية شرطية بحتة تترسخ من خلال تكرار عناصرها الثلاثة معاً، وعادة ما تجد المرأة السورية قدراً كبيراً من المتعة والشعور بالتميّز فيما تنجزه عندما تهتم بديكور البيت ونظافته، وبأصناف الطبخ، وبهندام الزوج والأولاد، ويأتي ذلك نوعاً من التعزيز الذاتي للصورة الاجتماعية المرغوبة للمرأة اللائقة «ست البيت»، التي تنتظر بشكلٍ لا واعٍ التقدير (المكافأة) لقاء ما تقوم به، وسواءً أكان هذا التقدير مادياً أم معنوياً فهو يفي بالغرض ويعمل معزّزاً قوياً لتعود دورة سلوكيات الرعاية تلك من جديد.
توقعات ضمنية مختلفة
وتوضح الاختصاصية قبيطري أن التكيف مع متطلبات العصر الحالي واتساع وعي المرأة بدورها الاجتماعي كشريك للرجل في العمل والتعلّم ومختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية فرضا شكلاً جديداً لتوزيع الأدوار الاجتماعية بينهما وبشكل خاص في سلوكيات الرعاية المنزلية، فالمرأة السورية اليوم تعمل وتنفق على بيتها وأسرتها وليست فقط «ست البيت»، لذا فهي تستمد شعورها بالتقدير الذاتي من عملها ومكانتها الاجتماعية خارج حدود البيت، وهذا الإشباع النفسي يشكل انزياحاً – بحسب عالم النفس كيرت ليفين – في الاهتمامات الشخصية، ويعطي شعوراً أكبر من ذلك الشعور الذي يولده القيام بسلوكيات الرعاية المنزلية. وتتابع: يشكل ذلك تحدياً للتوقعات الاجتماعية المرتبطة بأعمال «ست البيت»، فهل يجب أن يساعدها الرجل في الأعمال البيتية؟ وهل سيساعدها لو طلبت منه ذلك؟ وهل ذلك واجب أم تفضّل أم شيء مخجل؟
وتتباين التوقعات الضمنية لدور كلا الجنسين حسب نوع العلاقات الأسرية، فالأسر التي تمثل نسقاً منغلقاً على نفسه قد تكون أي أفكار جديدة مرفوضة في هذا الإطار، وتالياً فإن مساعدة الرجل للمرأة ستعني في حال من الأحوال أنها مقصّرة في أعمالها أو أنه من المعيب عليه أن يجرّب الرجل دور «ست البيت»، فالرجولة تعني اقتصار دوره على عمله خارج البيت كسائر الرجال، وفي هذه الحالات ترتبط مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية بمشاعر غير مريحة تتراوح بين الغرابة والاستهجان، لكن هذا الوضع يختلف لدى الأسر التي تمثل نسقاً منفتحاً، حيث يسود الحوار بين أفراد الأسرة، ويتم توزيع الأدوار على أساس عقلاني يؤدي إلى تكيّف أسري جيد ومشاعر إيجابية لكل فرد في الأسرة.
وتضيف: من هنا كان تغيير التوقعات الضمنية النمطية مرتبط بنوع العلاقات ضمن الأسرة، فكلما كانت أكثر عقلانية وأكثر انفتاحاً، وكلما زاد احترام الزوجين لبعضهما وكانت الحدود الشخصية فيما بينهما مرنة لكنها غير مائعة أو مختلطة، تم توزيع الأعمال المنزلية بالقدر المناسب من دون أن يشكل ذلك ضغطاً نفسياً أو عاملاً للإحباط بين الطرفين، وهنا نشير إلى إحدى المقولات الهامة في الصحة النفسية الأسرية التي تقول: (لا توجد طريقة واحدة تميز الأسر السعيدة، وإنما لكل أسرة طريقتها الخاصة في تكوين سعادتها).
آثار صحية
الطبيب أحمد محمد (جراح عصبية) يتحدث عن أهم التأثيرات الطبية للعمل المنزلي على صحة ربة المنزل، وخاصة إذا كانت تعمل خارج وداخل المنزل ما يزيد عليها التعب الجسدي، موضحاً أن أهم تلك الأمراض وأولها (متلازمة نفق الرسغ) حيث إن العصب الناصف الذي يمر باليد يتم انضغاطه من قبل العضلات التي تحيط به، الأمر الذي يؤدي إلى ألم في اليد مع خدر ونمل، وهذا الألم ينتشر إلى الكتف، الأمر الذي يؤدي إلى أوجاع كبيرة قد تمنع المرأة من النوم حتى، ويتم العلاج في الحالات الخفيفة والمتوسطة بالمحافظة على الراحة وتجنب الأعمال التي تشكل ضغطاً على المعصم وتثبيته أثناء الليل لمدة 3 أسابيع على الأقل، وفي الحالات الشديدة يكون العلاج بالعمل الجراحي، تضاف إلى ذلك آلام الرقبة والتشنجات الرقبية العضلية التي تؤدي إلى آلام كبيرة تحتاج المسكنات والعلاج الفيزيائي وتغيير نمط الحياة الصعب أي التخفيف من القيام بالأعمال المنزلية.
ويوضح الدكتور أحمد وجود مرض جلدي شائع لدى الكثير من السيدات ألا وهو الأكزيما أو التهاب الجلد، وهو أكثر أمراض الجلد شيوعاً، حيث يحدث فيه رد فعل التهابي غير خمجي (أي ليس بسبب جرثومي أو فيروسي) وإنما نتيجة عوامل داخلية أو خارجية، ومنها الأكزيما التخريشية التي يعد سببها الأساسي استخدام المنظفات أثناء الأعمال المنزلية.. وغير ذلك من الآثار السلبية على صحة المرأة التي تتعرض لضغط عمل كبير.
تشرين