الـزواج الثاني في حياة الأسرة.. لماذا يرفض الأبناء زواج ذويهم للمرة الثانية.. وما الآثار النفسية التي يتركها؟

الـزواج الثاني في حياة الأسرة.. لماذا يرفض الأبناء زواج ذويهم للمرة الثانية.. وما الآثار النفسية التي يتركها؟

شعوب وعادات

السبت، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٩

يبقى الرفض هو الجواب الرئيسي في كثير من الحالات التي يستشير فيها كلا الوالدين أولادهما كباراً كانوا أم صغاراً حول الرغبة في الزواج ثانية وبالطبع الأمر يكون أصعب في حالة زواج الأم وذلك لما تمثله الأم في ذهنية أولادها من مثال للتضحية والإيثار ودخول رجل غريب إلى حياتهم كبديل لوالدهم سواء أكان قد مات أو طلقها فهو أمر غير مقبول بالنسبة لهم، ووفقاً للعديد من الاختصاصيين الذين حلوا ضيوفاً على ملفنا هذا فإن هناك من الأولاد يتعرضون لصدمة نفسية عنيفة تصل إلى حد التهديد بالانتحار أو قتل الدخيل الجديد على الأسرة.
«تشرين» ومن خلالها رصد حالات مختلفة، حاولت الإجابة عن العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان أطراف العملية مجتمعة حول: عمر الأطفال وطريقة إعلامهم عن المرحلة الجديدة التي ستكون عليها حياتهم، ما هي الظروف النفسية التي سيمر فيها الأب أو الأم ومدى تفهم الأبناء لها، كيفية تقديم الدعم النفسي أو الاجتماعي من قبل المحيط بالطفل وكذلك بالأم أو الأب، إضافة إلى البيئة الجديدة وموقع الطفل فيها، والموضوع الأهم هو موقف (الزوج/الزوجة) وقدرته على التعامل مع الأطفال وتكوين الألفة والثقة معهم.
 
حالات من أرض الواقع
حنان سيدة استشهد زوجها تاركاً لها ثلاثة أولاد أكبرهم في عمر 15 عاماً ونظراً لقسوة الحياة وصعوبة العيش قررت الارتباط مرة ثانية برجل عرض عليها الزواج، إلا أن أبناءها رفضوا رفضاً قاطعاً الموافقة على زواج والدتهم مرة أخرى، وتشرح زينة ابنة حنان التي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً بأن زواج الأم بعد وفاة زوجها له إيجابياته وسلبياته.. فمن إيجابيات هذا الزواج أنه قد يحقق للأم السعادة ويخفف عنها متاعب الحياة، أما سلبياته فتظهر في غيرة الأولاد تجاه الرجل الذي حل مكان والدهم وخوفهم من أن تهملهم الأم بعد تكوين حياتها الجديدة.
أما يونس فهو الآخر ارتبط بسيدة مطلقة ولديها ولدان بعد أن توفيت زوجته و تركت له أربع بنات، يقول: إن الزواج يلم شمل العائلة فأولاده في سن صغيرة وهم بحاجة إلى من يرعاهم ويقدم لهم الحنان، وأكبرهم في السابعة من عمره ربما لا يعرف معنى الزواج مرة ثانية، ولكن محاولة يونس, كما يقول الزواج مبكراً حتى يكبر أولاده ويصبحوا متعلقين بالسيدة التي حلت مكان والدتهم.
أحد جوانب الضعف والأذى التنموي للأطفال
الدكتورة فريـال حمود- اختصاصية علم نفس وقسم أصول التربية في جامعة دمشق أوضحت: أن مسألة الزواج الثاني لكل من المرأة والرجل ليست جديدة، ولكن نلاحظ أنها أصبحت أكثر انتشاراً كنتيجة من نتائج الارتدادات الديموغرافية للظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع، وعدم وجود الأم أو الأب في الأسرة يعّد من أحد جوانب الضعف والأذى التنموي الذي يصيب الأطفال بسبب تناقص قوة وتماسك شبكة الأمان الضرورية للأطفال ونقصد بشبكة الأمان (النفسي، الاقتصادي، الاجتماعي وأيضاً المتعلق بالسكن، ومع من يكون؟) فمرافقة الأطفال لأمهم حين تنتقل إلى زوج ثان هي احتمال ضعيف وغالباً لا يكون ذلك حيث تضطر لتركهم لدى أبيهم أو في حال وفاته يُتركون لأحد الأقارب، بينما قد تنتقل المرأة إلى بيت الزوج الثاني الذي يكون لديه أولاد صغار أو كبار وبذلك يكون حظ أولاد الرجل أفضل من حظ أولاد المرأة.
وبينت د. حمود أن هناك حالات (قليلة) قد تصطحب الأم أطفالها الصغار لكي تعيش مع الزوج الثاني، ويكون الرجل إما منفصلاً عن زوجته ويترك أطفاله برعايتها أو إنه بلا أطفال، وهذه الحالة يفترض أن تكون جيدة من حيث الفرص المتاحة لتربية الأطفال، إذ إن الرجل يمكنه التعايش مع الصغار الجدد والإشراف على أطفاله الأصل الذين يعيشون مع أمهم، حيث إن هناك حالات كثيرة يمكننا التعرف عليها في المجتمع تختلف فيها ظروف المرأة أو الرجل في حالة الزواج الثاني بوجود الأولاد لدى الطرفين.
وعن طريقة التعامل بينت أنه رغم التعهدات التي يسعى كل واحد من الآباء إلى الالتزام بها بأن يكون رؤوفاً ورحيماً بالأبناء من الطرف الآخر قد تتبدد مع الوقت، وذلك يعود إلى الأغراض التي يسعى الزواج الجديد إلى تحقيقها والتي قد يعوقها وجود الأبناء لدى الزوج أو الزوجة. ولكن الأكثر شيوعاً وملاحظة أن المرأة قادرة على احتمال وجود أولاد الزوج الثاني أكثر من احتمال الزوج الثاني لأولاد المرأة، وعلى سبيل الافتراض الإيجابي فإن التوافق الزواجي والاهتمام بالأطفال وتقليل آثار الخلافات التي قد تحصل بين وقت وآخر، والظروف الاقتصادية والاجتماعية المناسبة قد تجعل الأطفال يتربون بمستوى مقبول من العافية النمائية, وهذا يرتبط بشكل كبير بطبيعة البيئة المحيطة واستمرارها في تفهم الحالة الأسرية للطفل ولأمه أو أبيه (الزوج أو الزوجة الثانية)، ونوهت بأنه لا يمكننا أن نتوقف هنا، فالمجتمع بخصائصه وأنماطه الثقافية وطريقته الحياتية وإن كان يقبل كرهاً أو طواعية مسألة الزواج الثاني، فإن هناك سيلاً من المشكلات لا تلبث أن تظهر وتبدأ في نخر الاستقرار الأسري الذي كان الهدف من الزواج للمرة الثانية، ويعود لأسباب ذاتية شخصية تتعلق بالمرأة أو الرجل أو كليهما، كما قد تكون نتيجة بعض ردات فعل الأطفال على الأب الثاني أو الأم الثانية لسبب أو لأسباب مختلفة.
قد يبدأ الإهمال، على أساس أن البيت والأسرة الجديدة كفيلة بالنمو السوي للطفل، ويلتفت الزوج أو الزوجة (الجديد) إلى الاهتمام بالشريك على حساب الأطفال، ويشمل الإهمال ضعف الاهتمام العاطفي بالطفل، وربما ينتج أيضاً عن عدم قبول الطفل لطفل آخر شريك له في أمه أو أبيه، فإذا كان الطفل في الروضة أو المدرسة قد يبدأ ظهور التأخر الدراسي وضعف الأداء المدرسي، مثل كتابة الوظائف وحفظ الدروس والاهتمام بالكتب والدفاتر وربما انطواء الطفل أو ظهور أنماط سلوكية عدوانية أو قلق، خوف، تشتت انتباه وعدم تركيز، وغيره من المشكلات النفسية التي قلما يستطيع الطفل السيطرة عليها، عبارات لخصت من خلالها الدكتورة منى كشيك- من كلية التربية في جامعة دمشق الآثار السلبية للزواج الثاني على الأطفال، مشيرة إلى أنه قد تنشأ مشكلات بين الزوجين كأن يضرب الزوج زوجته أمام الأطفال, ما يؤدي إلى الخوف والقلق والتوتر، وإذا كان الأولاد في سن متقدمة كالمراهقة، فإن مشكلات عديدة تظهر مثل ضرب الولد لزوج أمه أو أمه نفسها، أو زوجة أبيه، وقد تعاني البنت عنفاً متعدد الأطراف من الأم/الأب، الإخوة، ومن الممكن أن تحدث مشكلة التحرش الجنسي من قبل الراشدين بالصغار أو الأولاد الكبار بالصغار، نتيجة غياب المراقبة والانتقام من الراشدين، أو تراخي القدوة السليمة من أحد الأبوين أو كليهما, وربما يكون هناك حالات اغتصاب، وهي كذلك قد تكون من قبل الراشدين أو من قبل الأولاد في أعمار المراهقة المتوسطة والمتقدمة.
وهناك احتمال بنسبة ما أن تحدث حالات انتحار بين المراهقين نتيجة وجودهم مع أب ثانٍ أو أم ثانية نتيجة رفض المراهق وجود بديل عن الأب أو الأم، أو نتيجة ضغوط نفسية أو إهمال مقصود، أو انتقام من الأسرة، أو وجود مشكلات يعدها المراهق سبباً لإنهاء حياته والابتعاد عن دنيا المشكلات والآلام، ويلاحظ بعض المختصين أن هناك حالات لمشكلات النطق وبطء النمو العاطفي والاجتماعي وربما النمو العام للطفل، وسوء الصحة الجسدية. هنا قد يلجأ الأولاد للعيش مع أحد الأقارب للهروب من حالة الأزمة التي يجدها في الأسرة الجديدة.
وفي السياق ذاته تعود د.حمود للإشارة أيضاً إلى أنماط أخرى تظهر في أسلوب الأسرة الجديدة للتعامل مع الأبناء، حيث هناك بعض الأسر المقتدرة اقتصادياً والتي تعتقد أن الإسراف في توفير متطلبات الأطفال هو طريقة لإرضاء الأولاد، لكن ذلك قد يتسبب في انتهاز الأولاد ظروف الأسرة ونشوء سلوكيات سيئة ومنافية لمتطلبات عمرهم وخصوصاً في مراحل المراهقة المتوسطة والمتأخرة، و بينت أن هناك أخطاراً تتعلق بضعف الرابطة الزوجية مع الوقت، وكذلك ضعف الترابط بين الآباء والأبناء, ما يتسبب في الغربة النفسية وإنكار أهمية وجود الأسرة, ويؤثر في رؤية الشباب المستقبلية للزواج والتوالد وتكوين المؤسسة الأسرية.
وختمت د.حمود بأننا نستطيع القول بالإجمال، ورغم اعترافنا بأهمية الزواج وضرورته، وخاصة في ظروف فقدان/ وفاة الزوج الأول -الزوجة الأولى/ فإن الكثير من الجهود الإرشادية والدعم الأسري يتبنى رؤية تعزيز أساليب وخلق مقومات تشكيل أسرة جديدة بمواصفات مستدامة توفر الأمن والسلام للراشدين، كما توفر الأمان والتنمية التربوية الصحية للأطفال.
أين يلجأ الأبناء وما مصيرهم؟
وبالنسبة لمصير الأبناء بعد زواج الأب أو الأم تقول المحامية جولييت ضائع- المختصة بالدراسات والأبحاث القانونية والناشطة في حقوق المرأة : كثيرة هي الحكايا التي تروى عن نساء تطلّقن بكلمة، وأصبحن بين ليلة وضحاها في الشارع، القانون يحمي الطلاق الذي يتم بـ «إرادة منفردة» ومن دون أي وجه حق. هكذا البيوت في سورية، وفي الكثير من البلدان العربية تُهدم بلحظة في ظل قوانين تحمي إرادة الزوج بفك عُرى الزوجية، فقد نص قانون الأحوال الشخصية السوري على عدّة أنواع للطلاق، منها الطلاق بـ«الإرادة المنفردة» وبـ«التفريق» أمام القاضي ويتمّ بناءً على طلب أحد الزوجين، وتقام دعوى يبت فيها القاضي ولها أسباب ومنها الغيبة، الشقاق والضرر، عدم النفقة.. الخ, أما النوع الثالث من الطلاق فهو «المخالعة» وتتم بناءً على إرادة الزوجين معاً أمام القاضي، إذ يتفقان على الطلاق، وبالحصيلة أسرة تتفكك عراها ويضيع أبناؤها بين أبٍ يحتاج كنفه الأبناء وأمٍّ يحتاج الطفل دفء حضنها.. هكذا يضرب الوالدان بعرض الحائط حقوق أطفالهم بأسرة مستقرة، ثم يتخذ الطليقان قرارهما باستمرار الحياة فيتزوج كل منهما بشريك آخر، فأين يلجأ الأبناء وما مصيرهم؟
وتتابع: الحضانة من حق الأم أولاً إلى حين بلوغ المحضون ١٥ سنة ومن بعدها ينتقل إلى الأب ويخير الولد بين أبويه بحسب قانون الأحوال الشخصية الجديد المادة ١٤٦ الفقرة ٢ وإذا تنازلت الأم عن المحضون في سن الحضانة لها التراجع، وأن تطلب من القاضي استلام المحضون لأنه من النظام العام، إذا تم الطلاق بين الزوجين وكانت الحضانة للأم، فإن للزوج رؤية المحضون متى شاء، وإذا امتنعت الزوجة عن رؤية المحضون، فيحق للزوج مراجعة المحكمة وتطبق على من يخالف أمر القاضي أحكام قانون العقوبات.
وتستفيض المحامية بالقول: سقوط الحضانة عن الأم بزواجها بغير محرم من المحضون بحسب نص المادة ١٣٨ من قانون الأحوال الشخصية المعدل، فالأم هي الأحق بحضانة الأطفال عند قيام الحياة الزوجية أو بعد الفرقة ولكن بشروط البلوغ والعقل والأمانة وقادرة على تربية المحضون، فبالتأكيد الأم ستكون هي الحاضنة والأب يبقى هو الولي الجبري على الأطفال والمسؤول عن رعايتهم والإنفاق عليهم وتربيتهم لكن في حال سقوط أحد شروط الحضانة فمن حق الأب أن يلجأ للقضاء وأن يطلب إسقاط الحضانة عن الأم ونقلها إليه، وهناك أسباب لسقوط الحضانة عن الأم كأن تكون الأم مريضة بمرض عقلي أو نفسي أو عصبي أو مرض معدٍ، ويتم إثبات المرض بتقارير طبية، أو تكون الأم غير أمينة على تربيه الطفل وامتناع الأم عن تنفيذ قرار الحكم بمشاهده الأطفال (٥) مرات. وفي حالة زواج الأم من رجل آخر بعد الطلاق ولم يتعهد زوجها بتربية الطفل، وهناك حالة وهي سفر الأم بطفل من دون علم الأب وبلوغ المحضون عمر ١٥ سنة عندها يخير أمام القاضي بين أمه وأبيه أو شخص آخر، وإذا كان دار الأم مشبوهاً بأعمال لا أخلاقية أو بيئة الدار غير أمينة، إذا كانت الأم محكومة بقضية تمس الشرف وتم تنفيذ الحكم القضائي بحقها.
ماذا يسبب الزواج للأبناء؟
ورداً على سؤال عما يسبب الزواج الثاني من مشكلات للأبناء أفادت: يعاني بعض الأبناء من مشكلات اجتماعية ونفسية لما خلفه زواج والديهما، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضياع وتشتت الأبناء في بعض الأحيان، فكلا الوالدين وجدا طريقهما في الزواج من غير مراعاة للظروف التي سيعيشها أطفالهما من بعد زواجهما، فهناك من يتربى في أحضان الجدة، والبعض الأخر يتشتت من مكان إلى مكان، فيشعر بعدم الاستقرار وأكثر الجوانب التي تؤثر في الأطفال في مثل هذا الوضع، الاختلاف في أساليب التربية وزرع مفاهيم قد تكون متناقضة، فيتيه الطفل ويصبح سلوكه مضطرباً وربما عدوانياً، فهناك من أصبح مصيره في السجن لارتكابه جرائم وسلوكيات غير أخلاقية، لغياب من يهتم به ويرشده إلى الطريق الصحيح، فالأم عندما تتزوج ويرفض زوجها احتضان أبنائها، وكذلك الأب الذي يستغني عن أولاده لعدم تحمل زوجته الجديدة أي مسؤولية، كل ذلك يؤدي إلى حرمان الأبناء من حنان الأم والأب وهما مازالا على قيد الحياة. وقد تقبل الأم بالزواج بزوج لا يريد أن يتحمل أي مسؤولية، مقابل الاستغناء عن أطفالها الذين تكفل الجد والجدة بتربيتهم وهما في سن كبيرة وقد لا يقويان على تربيتهما، وهناك من تشتتَ وتاهَ لعدم وجود أي مأوى يأوي إليه أو عين تراقبه فقد وصل بها لعمر السادسة عشرة وهو لا يعرف طريقاً واضحاً لحياته، فأمه وأبوه لا يعلمان به، فكلاهما مشغول بحياته، وكثيراً ما يراه الآخرون يوجد في الأماكن المشبوهة وينام مع أصدقائه، ويشعر البعض بسلوكه غير السوي ونفسيته غير المستقرة، ومراراً تم حبسه في السجون لارتكابه جرائم مثل السرقة وغيرها. إن هناك عدة عواقب يخلفها زواج الوالدين على تربية الأبناء، فيتشتت الطفل بين أمه وأبيه، وقد نجد ذلك في موقف إحدى الأمهات مع طفلها فبعد أن تزوجت برجل آخر وتزوج طليقها بامرأة أخرى، أصبحت تلقي عليه عدة تعاليم وسلوكيات غير جيدة، كأن تشير عليه بإلقاء القمامة والأوساخ على الأرض، والتبول في الفراش، وحرصها على غرس مفهوم زوجة الأب تختلف عن الأم ،فتربيه تربية شيطانية وعدوانية لدرجة أنه يتلفظ بحقوقه في البيت وأحقيته في ملكه.
أثر زواج (الأب والأم) وخاصة إذا كان لدى الطرفين أولاد
تختتم المحامية حديثها باستعراض الآثار الناجمة في حال وجود أطفال لدى الطرفين قائلة: يعد الانفصال أو الطلاق صدمة نفسية بالنسبة للبالغين، وقد يتم تضخيم الأمر بسبب أمور الحضانة والملكية والمسائل المادية التي بدورها تجعل الأمور أسوأ ما يكون، وينسحب الأثر النفسي غالباً ليطول الطليقين بعد زواجهما الجديد خاصة بوجود أطفال من الشريك الجديد تتراوح ما بين الحزن لفقدان الأبناء وبعدهم والحذر من أولاد الشريك والغيرة منهم والسقوط في فخ الكيد لهم وهذا ما يقود إلى المشكلات والتوترات والإجهاد النفسي، لذا فإن إيجاد السبل للتحكم بالتوتر والإجهاد أمر ضروري للوالدين والعائلة بأكملها, وكذلك المحافظة على نفسيهما جسدياً وعاطفياً للتخلص مما قد تسببه تجربة الطلاق، مع مواجهة الظروف الطارئة بنجاح وبقوة، وتلبية الاحتياجات الخاصة للتمكن من رعاية الأطفال على أكمل وجه بعد الانفصال، وتنوه بأنه من الخطأ الانفراد أو العزلة بعد حدوث الطلاق, فلابد من طلب المساعدة من الآخرين، وطلب الدعم النفسي بصورة غير مباشرة، كـالتحدث إلى أصدقاء أو أشخاص مقربين سبق وأن مروا بتجربة الانفصال، أو الاطلاع على تجارب الناس عبر الإنترنت، أو الذهاب إلى الطبيب النفسي واستشارته، أو المرشد الديني لتقديم النصح والإرشاد، وإعطاء الكتب أو المصادر التي قد تفيد في التخلص من الإحباط والتوتر؛ لذا فمساعدة الشخص لنفسه على مواجهة الظروف القاسية تقدم مثالاً رائعاً لأطفاله على كيفية التحكم بطريقة سليمة ومواجهة التغير الجذري الذي طرأ على الحياة، كما أن تلقي المساعدة من مستشار أو معالج أو صديق طريقة جيدة لتخطي الأزمة أمام الأطفال، و الحذر من طلب المساعدة أو الدعم النفسي من أطفالك الصغار! فالأطفال الأكبر سناً يتوقون لإرضائك ويحاولون أن يجعلوا الأم و الأب يشعران بشعور أفضل، إلا أنه مهما كان فالأفضل عدم إعطاء الأطفال فرصة للمواساة، ولكن لابد من أن يعرفوا ماذا يعني لك اهتمامهم وقربهم منك, ولكن ليكن الأصدقاء أو الأطباء من ذوي الاختصاص متنفساً لك بعيداً عن المشكلات.
لا توجد بيانات
رئيس الهيئة السورية للأسرة والسكان د. محمد أكرم القش بيّن أنه لا يوجد حالياً لدى الهيئة أي بيانات عن هذا الموضوع، مضيفاً: لكننا سنتأكد من مدى وجوده من خلال الدراسة التي تتم حول المرأة المعيلة، وسيتم الاطلاع على نتائج المسح الديموغرافي الذي نفذه المكتب المركزي للإحصاء إذا كان يتضمن معلومات عن هذا الموضوع ليتم تقييم الحالة.
تشرين