انتقاد سمنة المرأة أو الطفل.. سلوك سلبي لا يجب القبول به!

انتقاد سمنة المرأة أو الطفل.. سلوك سلبي لا يجب القبول به!

شعوب وعادات

السبت، ٢٥ يناير ٢٠٢٠

يعتبر انتقاد من يعانين من السمنة أكثر أنواع انتقاد الجسم شيوعا وهو أمر شائع لدرجة أن البعض يجادل بأنه نقد لا يؤذي، وأنه "من أجل مصلحتك الشخصية"، ويطلق عليه تعبير "عار الجسد" هو شعور الناس بالعار بسبب حجم الجسم وشكله، وهو أمر يقلق الكثيرين إلى حد الهوس.
 
فكرة النحافة تهيمن على الجميع وخاصة الفتيات والنساء، حيث تشعر نسبة كبيرة منهن أنهن يجب أن يفقدن الوزن.
 
وأفادت الكثيرات أنهن يشعرن بالخجل الشديد إلى حد يدفعهن للكذب حتى بشأن مقاس ثيابهن، لكن المطلوب حسب دراسة لمجلة "سايكولوجي توداي" ليس النحافة في المطلق، بل نوع معين من النحافة، هي تلك النحافة المترافقة بمنحنيات واضحة للجسد.
 
لكن المفارقة أيضا هي أن الكثير ممن يتحلون بالنحافة غير راضين أيضا، إذ يبدو أن مفهومي السمنة والنحافة هما مفهومان لا يزالان موضع خلاف إلا أن الخجل من السمنة والتنمر يشكلان جزءا من هذا المفهوم، والعبارات التالية التي تسمعها الكثيرات من ذوات الوزن الزائد تؤكد هذا المفهوم.
 
لم لا تذهبين إلى النادي الرياضي مثل باقي الفتيات في المدرسة؟ ربما لن تظلي سمينة كما أنت الآن.
 
الفتيات السمينات مثلك يجب ألا يلبسن بلوزات ضيقة.
 
أنظروا إلى هذا الجبل المتحرك.
 
كان يمكن أن تكوني جميلة لو لم تكوني سمينة.
 
هذا الفستان سيبدو رائعا عليك... فقط إذا خسرت بضعة كيلو غرامات من وزنك.
 
عليك التفكير جديا بخسارة بضعة كيلوغرامات... عندها ستصبحين جذابة جدا.
 
لكن المشكلة أيضا أن "عار الجسد" لا يقتصر على ذوات الوزن الزائد، ففي عالم تهيمن فيه مواصفات محددة للنحافة، تصبح النحافة الخارجة عن إطار هذه المواصفات هي أيضا أمرا خاضعا للتعليقات الجارحة والمؤذية، والنصائح التي لا تتوقف مثل الآتية:
 
أنت نحيفة جدا، وشكلك يوحي بالغباء.
 
أنت نحيفة جدا، هل أنت متأكدة أنك غير مصابة بفقدان الشهية؟
 
نحافتك زائدة إلى حد أنه يمكن روية أضلاعك.
 
والمؤسف أكثر أن هذه الانتقادات تبدأ في عمر مبكر جدا، إذ تظهر إحدى الدراسات أن الفتيات بشكل خاص يبدأن في التعبير عن مخاوفهن بشأن وزنهن أو شكلهن في سن السادسة، إذا إن نسبة كبيرة من فتيات المدارس الابتدائية يشعرن بالقلق إزاء وزنهن أو الخوف من أن يصبحن سمينات جدا، وهذا القلق يدوم مدى الحياة.
 
هذه العبارات التي نسمعها يوميا، وتتكرر بصورة أو بأخرى، حتى من أقرب المقربين منا، تظهر مدى شيوع "عار الجسد". فالتعليق على الحجم والشكل وما يتعلق به هي أكثر العبارات التي نتلقاها شيوعا. وهي عبارات لا تجعلنا نشعر بالخجل فحسب، بل هي عبارات جارحة في الصميم. فالإحساس بـ"عار الجسد" ليس أمرا تافها أو غير مهم أو مزاح أو متعة، إنه إحساس محزن للغاية. وفي عصر تعتبر فيه أجسادنا هي أنفسنا، فإن "عار الجسد" يعني شعورنا بالخجل من أنفسنا.
 
لذا من المهم جدا التوقف عن إبداء تلك التعليقات السلبية على الشكل، خصوصا لدى الأطفال، فشعور الطفل بالخجل بسبب سمنته أو نحوله الزائد سوف يؤثر على تقديره لنفسه، وهو أمر قد ينعكس على نجاحه في المستقبل.