هل يتوجب علينا إجبار الأطفال الصغار على الاعتذار؟

هل يتوجب علينا إجبار الأطفال الصغار على الاعتذار؟

شعوب وعادات

الأحد، ١٣ نوفمبر ٢٠٢٢

من الطبيعي أن يخطئ الأطفال الصغار، الذين لايزالون في مقتبل العمر بتصرفاتهم، وقد يتكرر الخطأ ذاته أكثر من مرة بسبب عدم معرفتهم وإدراكهم لما يقومون به، أو حبهم لهذا العمل الذي يراه الأهل خاطئاً، وغير مقبول من أبنائهم.
وعلى سبيل المثال، قد يعمد الطفل إلى ضرب شقيقه أو شقيقته أو يقوم بتخريب شيء ما في المنزل، وربما يحاول أخذ لعبة طفل آخر، ويتسبب بإيذائه.. فهل يتوجب على الأهل إجبار ابنهم، الذي لم يتجاوز خمس سنوات، أو أربعاً، من العمر على الاعتذار عما بدر منه من تصرفات سيئة وغير مقبولة لدى الآخرين؟
تقول الأخصائية النفسية المهتمة بالعلاقات الأسرية والأمومة، سهير هاشم، من خلال فيديوهات توعوية، تقوم ببثها عبر منصاتها المختلفة في "السوشيال ميديا"، إن أغلب الأطفال بعمر الأربع سنوات، فما فوق، يدركون خطأهم، لكنَّ كثيرين منهم يرفضون الاعتذار عما يقومون به.
وتبين أن بعض هؤلاء الأطفال لا يعرفون كيف يعتذرون، ولا يدركون معاني الاعتذار أصلاً، كقول كلمة "آسف"، وبالتالي فإنه ليس من الصواب أن يقوم والداه بإجباره على النطق بهذه الكلمة، التي لم يدركها أصلاً.
والأهم، دائماً، هو أن يدرك الطفل أنه قام بتصرف خطأ، وأن نقوم بتعليمه أنه قام بإيذاء الآخرين وتسبب بإزعاجهم، وأن نبحث عن طرق نعلمه بها كيف لا يكرر هذا الأمر، ويحسن تصرفاته بشكل عام، وليس أن نركز على قضية الاعتذار، وفق الدكتورة هاشم.
وفي معظم الحالات، إن الأطفال يرفضون مبدأ الإجبار، ويلجأ كثيرون منهم للمقاومة والرفض، بينما يرضخ آخرون وينطقون بالكلمة التي نريد أن نسمعها منهم "آسف.. أعتذر"، لكن هذا الأمر يصنف بأنه قبول غير واعٍ، فالطفل ينطق بهذه الكلمات دون إدراك أو قناعة منه، بهدف التخلص من ضغط الوالدين.
ومع كل ذلك، تؤكد الأخصائية أهمية تعليم الطفل ثقافة الاعتذار، لكن الأمر لن يكون بالطرق التقليدية التي تدفعنا لإجباره على الأمر، وإنما من خلال تعاملنا معه، ومشاهداته، وهو أمر علينا أن نجعله يكتسبه مع الأيام، فتصرفات والديه وعلاقته بهم، هي الأساس الذي قد يجعله يعتذر عن طيب خاطر.
وضمن ذات السياق، سبق أن نصحت مجلة "ميريل بالمر لعلم النفس التنموي"، في تقرير نشرته عام 2019، بضرورة أن يكون الاعتذار نابعاً من رغبة الطفل نفسه، دون أي إرغام من قبل الوالدين، مع أهمية أن يكون الطفل مستعداً نفسياً لهذه الخطوة.