الشاعر رضوان فلاحة: الخلفية الثقافية والمعرفية عند الشباب الموجه الأساسي لتعاطيهم مع الأدب والشعر

الشاعر رضوان فلاحة: الخلفية الثقافية والمعرفية عند الشباب الموجه الأساسي لتعاطيهم مع الأدب والشعر

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥

يحاول الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة أن يتجاوز معايير النقد الضيقة ويكتب بمنهج تطبيقي وعلمي في تناول القضايا الأدبية انطلاقا من أن النقد هو تفاعل الناقد مع النص الذي أمامه.

ويوضح فلاحة رؤيته للنقد في حديث لسانا أنه إبداع فني وتذوق يغذيه التراكم الفكري والثقافي الشمولي والخبراتي ليعبر عن رؤى محددة تتلازم مع ذائقته المعرفية والفكرية والفنية بإعطاء قيمة غير معروفة للمتلقي ورفد المادة الأدبية برؤى إبداعية متجددة وإغناء الإنتاجات الأدبية والشعرية.

والناقد كما يراه فلاحة يقوم بعملية تحليلية للكتلة الأدبية منطلقا من الكل إلى الجزء وبقدر الدهشة التي يحدثها النص الأدبي عند الناقد يتفاعل مخزونه الثقافي والمعرفي والفني إضافة إلى خبرته النقدية مشيرا الى انه تتشكل عند الناقد مساحة يتواصل خلالها ويتفاعل مع النص الذي يريد أن يفكك بنيته وينقده بعد أن يترسم الأدوات الفنية التي تمكنه من الولوج إلى مكنون الكتلة الأدبية أما الشعر فهو بمفهوم فلاحة تشظي الانفعال القائم على العاطفة وتماهيها مع خارج الذات مبينا أن هذا التشظي يتأثر باختلاف وتنوع المعمارية الفنية والإبداعية اللغوية للشاعر.

وعن اتجاه الشباب إلى كتابة النص النثري اعتبر فلاحة ان الخلفية الثقافية والمعرفية هي الموجه الأساسي لتعاطي الشباب مع الأدب والشعر تذوقا وكتابة وتأثرهم بالحالة الأدبية عموما وبمن يقرؤون لهم وهذا يسهم في توجهاتهم الثقافية وتكوين الشكل الفني.

وهناك أسباب أخرى وغالبا لها آثارها السلبية والمشوهة أيضا كغربة الشباب عن الأدب العربي القديم والمفاهيم المغلوطة عن بناء قصيدة النثر وما أسماها محاولات العبث بالتشكيل اللفظي والاستسهال الناجم عن القواعد الفنية للنص النثري.

وبين فلاحة أن خلو النص النثري من الوزن والقافية لا يعني عدم امتلاكه للموسيقا والتي تختلف عن موسيقا البحور فالشعر الحديث إيقاع داخلي يستند الى حركات تؤدي إلى بعض الأنغام الموسيقية المنوعة كما فعل مظفر النواب في بعض قصائده وصلاح عبد الصبور وممدوح عدوان فمن يقرا اغلب قصائدهم يجد أن هناك حركات موسيقية متنوعة ومختلفة جاءت بشكل عفوي دون قصد إضافة إلى العاطفة التي بدورها هي المفجر الأساسي لخبايا الذات الشاعرة.

وأوضح فلاحة أن هناك أدوات فنية أخرى ذات ضرورة وأهمية كالصورة البصرية والبنية الموضوعية المحملة بالخطاب الفكري والمعرفي كوحدة متكاملة ومتوازنة التي يدافع بها النص النثري عن وجوده الثقافي الأدبي الإبداعي بأنه الأقدر في إيصالها إلى الجمهور المتلقي تأثيرا وإشباعا لذائقته.

وأشار إلى وجود التباس في الحقل الأدبي الثقافي عند بعض النخب بين النثر العربي وقصيدة النثر الحداثوية فالنثر العربي سابق في حالته الإبداعية عن الشعر وله بنية موسيقية منضبطة ذات إيقاع متواتر أما النثر الحداثوي فهو ولادة خلفتها الترجمات والثقافات الغربية والتفاعل العربي معها.

ولفت فلاحة إلى أن هناك حالات مشوهة يعود سببها إلى الترهل والاستجرار الفكري عن الغرب وتعطل الإبداع وغياب المواهب الحقيقية كما أن سوء علاقة الشباب مع القراءة والثقافة سبب افتقار الكم المعرفي والثقافي بالإضافة إلى أن بعض الشباب يمارس الكتابة ويتعاطى مع الأدب ولا يمتلك وجهة نظر بالرغم من قراءته التي لا تعدو الاطلاع السطحي مبينا ان القراءة الحقيقية هي الإنجابية التي تؤدي الى افكار جديدة وتفاعلا مع المحيط والتي تعطي فكرا أو فلسفة.

وختم فلاحة وجدت في الشعر كل ما يشبع رغبتي في فهم ووعي كل ما يتناهى إلى حواسي من باطن الأنا أم خارجها وتضافر هذا مع شغفي قي تذوق الفن والموسيقا والأدب والتي أراها مجتمعة في الشعر.

يذكر أن رضوان هلال فلاحة شارك في العديد من المهرجانات والأمسيات في دار الأوبرا والمراكز الثقافية وينشر قصائده ودراساته النقدية في عدد من الصحف والدوريات.