الفارس والغريب.. مجموعة شعرية لشاعر أحب وطنه

الفارس والغريب.. مجموعة شعرية لشاعر أحب وطنه

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٥

يشغل الوطن بما يجسده من صور وأشكال مختلفة الجانب الأكبر في المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر محمد خالد الخضر التي حملت عنوان الفارس والغريب والتي صاغ نصوصها الشعرية بدافع من العاطفة ناهيك عن تباين الصور والدلالات في القصائد.

وتتجلى الدلالة في معظم نصوص الشاعر لتندمج بالألفاظ التركيبية فتذهب إلى شعور دافق بأن الوطن هو صاحب الأولوية والأرض تستحق كل حب في أعماق الشاعر وهذا ما جاء في قصيدته بقاء التي يقول فيها..

“وبرغم هذا القهر.. والظلم الوفير .. وبرغم كل الفسق والتضليل والكذب الكبير..أمشي على وجعي أبيا كالأسير تهفو على بعض الدفاتر لهفتي وشقاوتي..ومذكرات محمد الطفل الصغير أبقى أنا السوري مثل أحبتي .. فوق الشقاء وكيف ما يأتي مصيري”.

ومما هو ظاهر في قصائد المجموعة الغدر فهو أكثر ما يجرح الشاعر لأنه لا يطاله وحده بل يمس وطنه وأهله بعد الحرب على سورية ورغم استعانة الشاعر بالرموز في بعض الأحيان إلا أن الشعور بالمرارة يظل واضحا كما في قصيدة بكائية الغدر فيقول..

“وطن وأنت تضيع عني .. ثم تغرق بالمحبة والسلام الضبع جاء .. كأن هذا الضبع .. سوق يسرق كل شيء من أمامي”.

وإزاء ما يمر به الوطن والشاعر فإنه يستذكر والده المتوفى الذي يجدد عنده لوعة اليتم فقال في قصيدته دمعة اليتيم التي جاءت من البحر الوافر متلائمة مع حزنه ووجعه .. “يتامى يا أبي صرنا يتامى .. وما عشنا المحبة والسلاما أتدرك يا أبي لا زلت أرعى .. عهودك والمرؤة والذماما وجاء الذئب يأخذني بعيدا .. أنا وأحبتي تهنا انقساما نجمع بعضنا أبتاه حتى .. تلاقينا الضغائن والخصاما”.

وفي قصيدته السوءة والهبوط التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة وتضمنت إيحاءات كثيرة يشير إلى واقع مظلم يحتاج إلى إعادة النظر بالأفكار السلبية التي توغلت فينا وبضرورة التصاقنا وانتمائنا لمواجهة الغريب فتلازمت التفعيلة والرمز في قوله..

“هيا اخصفي بعض الورق .. ها أنت خلفت القداسة خلف شيطان الغواية والبلاء .. فلتهبطي أنت العداوة والشقاء.. وأنا سأقطع رأس قابيل الذي قبل الرهان وراح ينكر لهفتي”.

وفي مجموعته الشعرية يقتصر الخضر من ناحية المضمون على الهم الوطني والإنساني أما على صعيد الشكل فيخلص شعره من كل عيب أو زحاف أو خلل لغوي لينضم إلى الشعراء الذين جسدوا الأصالة فيما يكتبون وجاء الوطن لديهم اولا ولا شيء يساويه.

وعن هذه المجموعة قال المدير العام للهيئة السورية للكتاب الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني “يصر الخضر في مجموعته على شد أوتار قيثارته ليوقع أنغام محبته لوطنه سورية ورافق شد الأوتار شد في الأعصاب التي حفرت اسم الوطن على كل خلية من خلاياه وما بين خوفه الظاهر على وطنه والإيمان بقدرة سورية على الوقوف سنديانة في وجه الأعاصير صار صوت الخضر يترقرق حينا ويرعد حينا ويمزج بين النور والنار بين الحذر والثقة ومن هذه الأضداد تتولد لغة انيته التي عرف كيف يعتق خمرها ويدعو الشاربين ليعبوا منها حتى الثمالة”.

في حين قال رئيس تحرير مجلة المعرفة الباحث الدكتور علي القيم “مجموعة الشاعر الخضر تحتوي على تجربة شعرية وأدبية متميزة ينجح في أغلب أحيانها بالوصول إلى القارئء العادي وهذه مهمة أصبحت صعبة نظرا إلى عزوف الكثير عن قراءة الشعر والإطلاع عليه”.

وتابع القيم “سر موهبة الشاعر يكمن في أنه لا يتعالى على قارئه ويحاول أن يكون واضحا وشفافا ومستقبليا في رؤاه وفيما يبدع” مضيفا “من خلال الاطلاع على تجربته المديدة على مدى سنوات أرى أننا أمام شاعر لم يوفه النقد حقه بسبب ظروف الأزمة التي نمر بها إضافة إلى أن بعض من تولى مفاصل في العمل الثقافي استبعدوا الموهوبين مقابل إظهار ما هو غث ورديء”.

يذكر أن المجموعة صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 94 صفحة من القطع المتوسط والشاعر الخضر عضو اتحاد الكتاب العرب وفي لجان القراءة فيه شغل سابقا رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في إدلب.. صدرت له عشر مجموعات شعرية صدر منها خلال الأزمة ثلاث مجموعات وهي على ضفتي الجرح وغزل الصقور والفارس والغريب وله كتاب قيد الطبع يتضمن عددا من الدراسات النقدية.