ريما عفلق… «ولظلك عطر»… بين الحبّ ومساحة الأنثى الهائمة

ريما عفلق… «ولظلك عطر»… بين الحبّ ومساحة الأنثى الهائمة

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠١٥

«ولظلك عطر» ديوان نثري في محاولة من الشاعرة «ريما العفلق» لتقديم مكنوناتها في الحبّ الهادئ، والعواطف الجميلة التي تفوح كلّ كلمة منها بالخجل والجرأة في التقاط وجمع الكلمات العاطفيّة في خلال 46 قصيدة.

العنوان في الحبّ
البوح، والوله، وشوق انتظار الحبيب، والعشق عن بعد، وذكرى التفاصيل الماضية، والخجل، وغيرها عناوينٌ واضحةٌ في قصائد الديوان، وتجلّت وتبينت بصورة واضحة في قصائد كثيرة مثل «لحن الحياة، وسكرة غرام، وما أجمله من صباح، وملكة في حضرة عينيك، ورسائلي إليك، ورجل الحلم، وبلا ضجيج، وزائر الليل، ووجع الحنين، ويا من ملأ القلب» وقد جمعتها الشاعرة في لغة جميلة قريبة من الأحاسيس، والألوان الخاصّة، التي تُفرح القارئ وتعيده إلى ذكرياته الأولى.
ومن قصيدة ما أجمله من صباح نذكر:
يالصباح الحبّ ما أجمله
منعش حتى الثمالة
معك أنام على سحابٍ وأصحو على مطر
فيصبح في داخلي سيل عشق
ولا أصل حدّ الارتواء حين تنير روحك داخلي

ثورة
احتوى الديوان على معانٍ متعددة في ثورة الأنثى ولغة التحدّي مع الذكر وانهياره في مواقفه مع أنثاه التي أحبته، ومن بين القصائد نذكر «خريف الصبر، أَوَتدري، واحتمالات مطر، وليت بإمكاني»، لكنّها بقيت في أسلوبها الذي نظمت به ضمن إطار الثورة من جهةٍ واحدةٍ هي الأنثى، وخيالها، فلا تصرفات جريئة أو كلمات تدلّ على اتجاهات الأفعال، ولذلك يمكن القول إنها بقيت أسيرة ثورة داخليّة خجولة تتعلق بالأمل والانتظار وحسب.

عناوين أخرى
يحمل الديوان عناوين أخرى غير العشق فمثلاً في قصيدة «دماء الضفة الأخرى» لدينا اهتمام بالقضية الأساسية -قضية فلسطين- وإدانة الصهاينة في جرائمهم ضدّ الطفولة. وكذلك في قصيدة «أنتِ مسك الختام» الموجّهة لدمشق، وما حلّ بها، وبأهلها، وأيضاً في قصيدة «شآم» التي تتغزل فيها ببعض رموزها في قاسيون، والياسمين، وبردى، وتاريخها العريق، وشهدائها، وغيرها…
ومنها جاء: هواكِ يا شآم من أعادني بنبضه تكويني
قاسيون من عليائه يناديني
أطوي المدى إليه أعنق شموخه
أغرق بدمع حنيني
….
ليلك البسام يطويني وقمره الساهر وحده نديمي
إن كان هواكٍ في العبادة فرضاً فأنتِ عقيديتي
لا مذهب أعتنقه إلاكِ لأنكِ نور يقيني.
المباشرة
ما حمله الأسلوب الشعري في قصائد الكاتبة «ريما عفلق» انضوى على الخطاب المباشر، والصريح، والموجّه للمخاطب– الحبيب- أو للحلم المنتظر من الشخص المقصود في عالم الهوى والحبّ، وفي أثناء هذا الخطاب يأتي الوصف، والتخيّل لحاله، وصفاته، ومدى أثره في الحياة، وفي وجوده الخاصّ في حياة الأنثى، ويتجلى الكلام أكثر في قصيدة «كالنور أنت» وكذلك في قصيدة «مختل أنت».

الجرأة
القصيدة التي حملت نفساً جريئاً هي «ضفائر الشوق» والتي ابتعدت فيه الكاتبة عن الخجل بوضوح، وأيضاً في قصائد حملت لغة التحدّي والاستعراض والتي كانت تحمل نفساً يختلف عن القصائد الأولى التي ضمّها الديوان، وهي «فارس العذاب»، و«مجرد احتمال»، و«لن أستكين»، و«لم أزل»، فكان فيها لغة من التعلّق بالأمل، وأن الحياة مستمرة لا تقف عند لغة حبيب مزيّف الصورة.

دعوة
وفي القصائد أيضاً دعوة للحبّ، ودعوة لإطلاق المشاعر النبيلة، والرقيقة، وهذا ما نلامسه في قصائد «سلاف الروح»، و«ذات هجر»، و«شهريار الشوق» وغيرها. ومن شهريار الشوق اقتطفنا:
أيا رجلاً استثنائيّاً… في تاريخ العشق
أتخال في البعد… سيهطل من سمائي ورد
يا من… تطول معه حكاية ألف ليلة وليلة… إلى ما بعد الألف
فحين تكون أنت شهريار الشوق
أغدو أنا شهرزاد الحب.