“على ضفة التعب” باكورة الشاعر نائل عرنوس

“على ضفة التعب” باكورة الشاعر نائل عرنوس

شاعرات وشعراء

السبت، ٧ نوفمبر ٢٠١٥

“على ضفة التعب” ديوان شعري صدر عن دار التكوين والتأليف والترجمة والنشر هو باكورة أشعار نائل عرنوس العاشق المتيم بمدينته دمشق التي أحبها وعشق ياسمينها ليعبر عنه في قصائده.

عناوين كثيرة اختارها الشاعر لقصائده التي فاضت بما يكنه للفيحاء من مشاعر فكأنها صارت محبوبة ومعشوقة تسكن قلبه فقال في إحدى قصائد الديوان “سيدتي الدمشقية… كان شتاء دافئا ..أنت أجمل حين تكونين بعيدة.. امرأة تختزل كل الفصول ..انتظار مهيب… رغبة متوحشة عندما يبكي الحمام”.2

ويغمر الحزن القصيدة عند عرنوس عندما يستعيد ما أصاب دمشق من آلام جراء الحرب التي تشن ضدها محاولا أن يعبر عبر شعوره الفردي عما أصابنا من دون أن نذرف الدمع أو نضعف فيقول في قصيدة “عندما يبكي الحمام”..”اعلمي ….أن الجرح كبير ….وعندما تتشح أوراق الياسمين ….بالسواد ….اعلمي …. أن الحزن في نسغه الناقص ….مستطير ….تطلبين مني….لقاء ….ثم تستسلمين للحلم ….في ثناياه ….وترمينني …. بالتهرب ….”.

وفي قصيدته التي حملت عنوان كتابه “على ضفة التعب” يعبر عن شعور كل إنسان سوري محب لوطنه ولدمشق على الرغم من الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية فالفيحاء بالنسبة لنا تبقى على الصورة التي عرفناها واختزناها في ذاكرتنا فقال “أقف وحيدا..ترتعش الحروف في صدري..أتلفت في كل اتجاه…مغبر الحنين..ذات الشمال وذات اليمين.. لا شيء ينبئني.. بوجودك إلى جوار قلبي.. المخضب برذاذ من ملح الغياب”.

وينتقل الشاعر في قصيدة “انتظار مهيب” إلى خلوة مع ذاته حيث تتحرك ذكريات الماضي فيغزوه طيف يتخيله لمحبوبته فيتغنى به لكن الطيف سرعان ما يغادر المكان ليبقيه في حالة انتظار وترقب فيقول.. “وتأتين في هدأة الحنين ….كحلم حنون ….تمتشقين أهدابك ثم تنغرسين ….في وجداني كطيف بربري ….لا يرحم ….فيحرقني شوقي ….المتآكل ….في غمرة الغروب”.

ويقول عرنوس الذي عمل مدرسا للغة العربية في الشمال السوري بمنطقة عفرين “المرأة وقفت ‘لى جانبي ودعمتني وكانت الأخت والحبيبة والصديقة لذلك تستوقفني أي دمعة لامرأة مظلومة أو ضحكة رصينة وأجد نفسي مدموجا بأي حالة تعترضني”.

يذكر أن الشاعر نائل عرنوس من مواليد دمشق 1974 ويحمل إجازة في اللغة العربية ودبلوما في التأهيل التربوي عمل مدرسا في شمال سورية وانتقل بعد ذلك للعمل في مدارس دمشق.. وديوانه “على ضفة التعب” هو الأول وينكب حاليا على كتابة مسلسل سوري يصور فيه حياة التآلف والحب التي يعيشها المدرس اثناء عمله في محافظة أخرى بأسلوب بسيط وشفاف يتصف بالسكينة والهدوء.