الشاعرة سلام التركماني: قصيدة النثر تحمل الجمال والدهشة دون التجمل بالوزن والقافية

الشاعرة سلام التركماني: قصيدة النثر تحمل الجمال والدهشة دون التجمل بالوزن والقافية

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٢٣ يونيو ٢٠٢٠

يحفل شعر النثر السوري المعاصر بالعديد من الأصوات والتجارب ولا سيما من الشباب منهم الشاعرة سلام التركماني التي تجد في هذا النمط طريقاً سالكاً إلى الحداثة.
 
التركماني التي أصدرت مجموعتين نثريتين اعتبرت نفسها في حوار مع سانا أنها “ببداية السلم إلى سماء عصية الارتقاء وهي سماء الكلمة التي تطير بأجنحة من الصور والدهشة والكشف”.
 
ووصفت الشاعرة التركماني تجربتها بأنها لا تزال طالبة في الصف الأول بمدرسة الشعر ولكنها تحب التمرد على القوافي والأوزان فالشعر قوس قزح بالنسبة لها وهو قفزة على حواجز الحياة الراكدة والروتين والملل وتعتبره ملجأ من الحياة لتعبر من خلاله عن وجودها.
 
مشوار التركماني مع الكتابة بدأ منذ عقد ونصف العقد ثم احترفت الكتابة بشكل منهجي منذ عقد مستفيدة من كونها خريجة لغة عربية وأمينة تحرير لمجلة المعلم العربي وعملها مديرة للمكتب الصحفي بمديرية ثقافة دمشق.
 
ووجدت التركماني قبل أن تباشر طباعة قصائدها أنها بصدد دخول مغامرة ستكون اختباراً لموهبتها فأصدرت مجموعتين دفعة واحدة هما (فصرت لي) و(على مقام السكر) “كتوأم ولكنه غير سيامي ورغم أنهما خرجتا من رحم واحد لكن بجينات مختلفة لأن كل مجموعة تمثل شكلاً من أشكال قصيدة النثر”.
 
وضمت مجموعة (فصرت لي) وفق مؤلفتها 37 قصيدة نثرية تحكي هموماً مختلفة منها الاجتماعي والذاتي والعاطفي والوجداني أما المجموعة الأخرى (على مقام السكر) فهي تنتمي إلى الأدب الوجيز أو قصيدة الومضة تناولت فيها الهمم الوجدانية والذاتية بجمل قصيرة مكثفة تحمل المعنى الواسع ومتعدد الاتجاهات.
 
ورغم أن التركماني تتقن الوزن والبحور فهي خريجة أدب عربي وتحضر للدكتوراه حالياً إلا أنها اتجهت إلى قصيدة النثر لأنها أرادت التحرر من القيود التي يفرضها الوزن وإطلاق المعنى والبعد عن النمطية مع أنها تطرب للشعر العمودي.
 
وتعتقد التركماني أن الوزن والموسيقا يؤديان وظيفة جمالية فقط في القصيدة التقليدية يمكن حصرها في الجانب الإيقاعي الشكلي وليس المعنوي فالمعنى لا يمكن أن يقيد بوزن أو تفعيلة معتبرة أن “القصيدة العمودية هي جزء من تراثنا الجميل ولكنها لا تستطيع ان تؤدي أي دور حداثوي ومن استطاعوا العبور إلى الحداثة عن طريق الوزن قلة من المبدعين”.
 
ورغم أن التركماني تنظر إلى قصيدة النثر كأدب مستحدث قادم من الغرب وليست تطوراً للشعر العربي ولكن هذا برأيها لا يمنع من خوض غمارها.
 
وترى التركماني أن قصيدة النثر تحمل الجمال والدهشة والإعجاز دون التجمل بالوزن والقافية وجمال هذه القصيدة محض وهي صعبة جداً رغم استسهال البعض كتابتها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى صار القارئ لا يميز بين الجيد والرديء.
 
وللحد من التجارب الضعيفة ضمن مجال الشعر تدعو لأن تهتم لجان الموافقة على الطباعة والنشر بالمستوى الفني وأن تضع محددات أدبية وفنية ولغوية حتى ولو كانت الطباعة على حساب المؤلف وأن تكون هناك لجان تقييم للمادة الأدبية قبل السماح لكتابها بالصعود إلى المنابر.
 
بلال أحمد