قصيدة النثر تتيح للشاعرة هيفاء خلوف التحليق في الصور والابتكار

قصيدة النثر تتيح للشاعرة هيفاء خلوف التحليق في الصور والابتكار

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٢٠ يوليو ٢٠٢٠

بدايتها مع القصيدة التقليدية وأوزانها الكلاسيكية لم تحل بينها وبين التجريب الذي أخذها باتجاه قصيدة النثر حيث رأت فيها الشاعرة هيفاء خلوف شكلاً جديداً مفتوحاً على التجارب والرؤى ويتيح لها الغوص في المعنى والتحليق في الصور والابتكار والانزياح مع المفردات وهذا ما ترى الشعر التقليدي عاجزاً عن تحقيقه.
 
وأوضحت الشاعرة خلوف في حوار مع سانا الثقافية أن الشعر حالة حياة ولدت مع الإنسان وستبقى معه مادام هناك صراع وطبيعة وجوع وحروب وحب وأغان وضحك فالشعر سيبقى وكذلك دوره الذي يتطور مع الزمان والمكان ويواكب الجمال ويحمل هموم الناس وآمالهم وآلامهم.
 
وبينت خلوف أن “ضحكة من رأس البكاء” هو ديوانها الأول وتجربتها الأولى في النشر الورقي جمعت فيها كثيرا من الحالات الإنسانية والرومانسية والاجتماعية والوطنية ضمن 57 قصيدة على مختلف الأصعدة محاولة عبر تلك المجموعة أن تثبت نفسها كشاعرة نثر لها رؤيتها الشعرية وتجربتها الخاصة في توظيف أدوات الشعر من صور وأفكار ورؤى بسياق حالة شعرية تشبهها وتبث همومها الذاتية والإنسانية عبرها.
 
وحول مجموعتها الثانية “قصائد عارية الشفتين” أوضحت خلوف أنها امتداد للأولى بابتكارات وآفاق أوسع حيث تعمقت في الغوص في مفردات اللغة فكانت القصائد متنوعة وفيها حالة تذوقية عالية وإبحار أوسع في الخيال.
 
وترى خلوف أن وجود الموسيقا في قصائدها هو صوت ذاتها الشعرية المعجونة بالإيقاع مشيرة إلى أن لها تجارب قديمة بالموزون والمقفى ولا بد أنه قد ترك أثره في قصيدتها النثرية.
 
وتعتقد خلوف أن من متطلبات الحداثة في قصيدة النثر أن تقوم بقلب الطاولة على ثوابت التقليد عموما وأن تأتي بجديد حر لذلك ابتعدت قصيدة النثر عن وضع قواعد لها كي لا تكون كسابقاتها وتترك أثراً سلبياً على حرية الشاعر الحقيقي معتبرة أن كل عمل مع مسيرته وتجاربه تصير له قواعد وثوابت وخصائص وميزات فيعرف بها ويأتي بعده جيل مبدع آخر فيذهب إلى مكان آخر ويشتغل على تطوير أسلوبه.
 
وبرأي خلوف فإن الشعر العربي الحديث في سورية رائد ومتطور فبعد جيل الرواد الكبار الأوائل الذين قدموا نموذجاً للحداثة مختلفا عن سابقيهم جاء جيل طور حداثتهم وتلك طبيعة الفنون ورغم الشوائب الموجودة اليوم فهناك تجارب مهمة ويحتفى بها والشعر السوري بخير ومتفوق عربيا في حداثته.
 
وحول اثر الحرب على الحراك الأدبي والشعري وجدت خلوف أن الأدب واكب ما عاشته سورية من أحداث ولا سيما ارتقاء شهداء أبطال وسجل الشعر والقص بعض تلك البطولات والانتصارات مشيرة إلى أن الأدب الإبداعي عادة ما يأتي بعد اختمار وغليان فيظهر أدباً يليق بتضحيات شهدائنا وبطولات جيشنا الباسل.
 
وعن هموم الشعراء بينت خلوف أن همهم الأكبر هو إيصال أعمالهم بشكل لائق إلى القراء متمنية من المؤسسات الثقافية المزيد من تبني الأعمال الجيدة وطباعتها وإيصالها إلى القارئ بأفضل وسيلة وأن تواكب ما يطرأ في العالم من أساليب نشر حديثة الكترونية وفضائيات ومعارض ترويجية للكتاب المعاصر.