رحيل الشاعر فايز خضور المتمرد والرافض لإيقاعات قصائد لا تشبه تناقضه

رحيل الشاعر فايز خضور المتمرد والرافض لإيقاعات قصائد لا تشبه تناقضه

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١٠ مايو ٢٠٢١

سوسن صيداوي
ما بين الولادة والنشأة اكتنز ثراء فكرياً وغنى ثقافياً من القامشلي والسلمية، هذا الخمير الدفين في النفس والعقل، تمكّن من حروفه وصاغ كلماته قصة ومسرحاً ورواية وشعراً، الأخير الذي استحوذ على ملكته الأدبية ولينصّبه شاعراً مرموقاً، إنه الشاعر فايز خضور الذي وافته المنية يوم أمس، رحل لنا تاركاً إرثاً تغنى به النقاد والأدباء وتوقفوا عند ثمراته المتنوعة بدراسات كلّها إعجاب وتقدير.
فايز خضور كانت ولادته في القامشلي وطفولته في سلمية، حصل على الثانوية من مصياف والأدب العربي من جامعة دمشق، حفظ القرآن الكريم على يد خاله الشيخ شهاب الدين الحموي، وأولع بسورتي (مريم ويوسف).
اليوم في رثاء راحلنا نقف عند أهم مؤلفاته ومحطاته، مع موجز لدراسات الأدباء في أعماله.
 
في فكره وشعريّته
 
في منتصف الستينيات عمل فايز خضور في الصحافة الثقافية ما بين دمشق وبيروت، ونشر شعره في مجلات: الآداب، المعارف، الأديب، فكر، الأحد، البناء، المعرفة، والموقف الأدبي.
 
بدأ رحلته الشعرية بالشعر التقليدي، ثم تحول إلى التجديد في وقت اعتُبر فيه أسلوب الحداثة الشعرية نوعاً من التخريب.
 
اكتشف هويته الشعرية في أواخر الستينيات، وكان قد جرّب كتابة القصة والمسرح والرواية، إلا أن صدق المشاعر وتناقضها الفلسفي أوصلاه إلى القصائد الشعرية، التي اندفع إليها بكل جرأة، فارضاً نفسه شاعراً حداثوياً يليق به التجديد.
 
من الأدباء الذين كان يغوص ويتقدّ فكراً بين أفكارهم وخيالاتهم: المتنبي وأبو تمام، جبران خليل جبران، محمد الماغوط، والأخير الذي أصرّ على أنه كان كاتباً كبيراً وليس شاعراً.
 
تحفّظ خضور على تسمية وتوصيف قصيدة النثر، كما واعتبر أن ترجمة الشعر هي خيانة عظمى، بسبب خصوصية اللغة وإيحاءات الشاعر التي لا يمكن أن تفلح الترجمة بنقلها.
 
كلمة حب وتقدير
 
كان نشر الدكتور إسماعيل مروة في كتابه «جمر أشعل الرماد» وتحت عنوان: فايز خضور – الشاعر الوردة المسكون بالقنبلة – الغموض في فكرة ممتدة في التاريخ وحاضرة اليوم، وفي فصل توقف خلاله في دراسته عند الكثير من القصائد التي تمّيز بها راحلنا، مشيداً مروة بالفكر والتنوع الذي فرد لشاعرنا الراحل مكاناً يليق، ليقول د. إسماعيل: «عندما علمت أن الشاعر المبدع فایز خضور قد تعرض لوعكة صحیة شدیدة، انتابني إحساسان، أولهما الخوف على الشاعر الممیز الذي یحمل في شعره نكهة الشعر السوري الحدیث، وثانيهما الإحساس بالتقصیر تجاه شاعر جمیل یعیش بیننا دون أن نقدره كما یستحق، وهود رائد من رواد الشعر السوري الحدیث، وسیكون هذا الشاعر محوراً أساسیاً فیما لو أعدت دراسات عن الشعر السوري الحدیث والمعاصر، لیس لأنه عاش هذا العصر فقط، بل لأنه كان من أكثر الشعراء السوریین أصالة وثقافة واستمراراً بالتمیز الشعري خلال رحلة بدأت في خمسینیات القرن العشرین ولا تزال مستمرة حتى الیوم. حاولت مرات أن أسمع صوت الشاعر الجمیل والصدیق، لكنني لم أتمكن بسبب ظروفه، فعدت إلى دواوینه المتفرقة، والمجموعة بإشرافه في وزارة الثقافة السوریة، لأتواصل مع الكلمة المؤثرة والمعبرة في الوقت ذاته، وأقدم تحیة لهذا الشاعر الذي مثّل تجربة ممیزة في الشعر العربي السوري الحدیث».
 
في السيرة
 
– ولد الشاعر فايز خضور في مدينة القامشلي، ونشأ في مدينة (سلمية).
 
– إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1966.
 
– عمل كمدرس لمدة عام واحد، ثم عمل في الصحافة الثقافية في دمشق وبيروت.
 
– عمل في اتحاد كتاب العرب اعتباراً من عام 1972، وقد تسلم مهمات أمانة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي، والموقف الأدبي حتى تقاعده.
 
– نشر للمرة الأولى في صحف ومجلات فلسطين ولبنان وسورية منذ أواخر العام 1957.
 
– عضو جمعية الشعر، وهو الآن متقاعد منذ العام 1996.
 
– مقيم في دمشق حالياً، ضاحية الشام الجديدة (مشروع دمر).
 
مؤلفاته:
 
1- الظل وحارس المقبرة – دار ابن زيدون – دمشق 1966.
 
2- صهيل الرياح الخرساء – شعر – دار الأجيال – دمشق 1970.
 
3- عندما يهاجر السنونو – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1972.
 
4- أمطار في حريق المدينة – شعر – وزارة الثقافة – دمشق 1973.
 
5- كتاب الانتظار – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1974.
 
6- ويبدأ طقس المقابر – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1977.
 
7- غبار الشتاء – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1979.
 
8- الرصاص لا يحب المبيت باكراً – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1980.
 
9- آداد – شعر – دار فكر للنشر – بيروت 1982.
 
10- ثمار الجليد – شعر – وزارة الثقافة – دمشق 1984.
 
11- سلماس – شعر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1986.
 
12- ديوان فايز خضور – المجلد الأول – دار الأدهم – دمشق 1987.
 
13- فضاء الوجه الآخر – نثر – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1988.
 
14- نذير الأرجوان – شعر – دار فكر للنشر – بيروت 1989.
 
15- ستائر الأيام الرجيمة – شعر – دار فكر للنشر – بيروت 1991.
 
16- حصار الجهات العشر – شعر – دار فكر للنشر – بيروت 1993.
 
17- قداس الهلاك – شعر – دار فكر للنشر – بيروت 1995.
 
18- مصادفات – شعر – وزارة الثقافة – دمشق 1999.
 
19- عشبها من ذهب – شعر – دار نوبل – دمشق 2001.
 
20- ديوان فايز خضور – الأعمال الكاملة – وزارة الثقافة – دمشق 2003.
 
21- ظلال الكلام – نثر – وزارة الثقافة – دمشق 2003.
 
22- في البدء كان الوطن – شعر – دار نينوى – دمشق 2006.
 
23- أريج النار – شعر – دار نينوى – دمشق 2009.
 
24- مرايا الطائر الحر – شعر – مجلة فكر – بيروت 2010.
 
25- هجائيات – شعر.