بايرن x باريس... هنا نتعلّم أصول الكرة والتكتيك

بايرن x باريس... هنا نتعلّم أصول الكرة والتكتيك

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٧ أبريل ٢٠٢١

بايرن x باريس... هنا نتعلّم أصول الكرة والتكتيك

تبدو المواجهة بين بايرن ميونيخ بطل ألمانيا وأوروبا وباريس سان جيرمان بطل فرنسا ووصيفه القاري، أبعد من إعادةٍ لنهائي الموسم الماضي، وأبعد من نزالٍ قوي بين مجموعة من النجوم البارزين، فهي تشكّل معركةً استراتيجية تفرز دروساً تكتيكية عالية المستوى حتى قبل صافرة بدايتها. (تلعب المباراة الليلة الساعة 22:00 بتوقيت بيروت)
 
لا يفترض ان يكون الكلام مصوّباً فقط على غياب افضل لاعب في العالم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن بايرن ميونيخ خلال استضافته باريس سان جيرمان الليلة في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. ولا يفترض ايضاً السؤال فقط عما يمكن ان يفعله البايرن لإيقاف نجوم الفريق الفرنسي وتحديداً كيليان مبابي والبرازيلي نيمار.
 
من يتابع مباريات الفريقين عن كثب يعرف تماماً ان هناك الكثير ليقدّمه الفريقان لتلك الوجبة الدسمة من الدروس التكتيكية والاستراتيجية التي تخرج من عقول المدربين: الألماني هانزي فليك والأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو. كما يعرف متابعو الفريقين أن هذه المعركة الفنية ستحتدم بلا شك مع انطلاق صافرة النهاية لأن كلاًّ من البطلين يملك نقاط قوة ونقاط ضعف أيضاً يمكن لخصمه استغلالها في محاولةٍ لتحقيق الفوز.
 
الـ PSG محيّر للبايرن
الأكيد ان فليك درس الـ PSG جيّداً، لكنه رغم ذلك قد لا يكون قادراً على معرفة ما سيخرج من رأس بوكيتينو من افكارٍ لموقعة الليلة. الارجنتيني ومنذ خلافته الالماني توماس توخيل لم يعتمد على استراتيجية واحدة، فأحياناً ظهر فريقه معتمداً على خطة قوامها (4-4-2)، واحياناً على (4-2-3-1)، وفي احيانٍ اخرى على (4-3-3).
لكن المؤكد ان كل خطط مدرب توتنهام هوتسبر الانكليزي السابق ترتكز على تكثيف العدد هجوماً أيّاً كان الخصم، وهو امر نفذه في مواجهة برشلونة الاسباني الذي خرج امامه في الدور السابق، معتمداً على خط وسطٍ خلاق سيفتقد جزءاً كبيراً من قوته بغياب الايطالي ماركو فيراتي المصاب بفيروس «كورونا» والارجنتيني لياندرو باريديس الموقوف.
نقطة ضعف تبرز هنا عند سان جيرمان تتمثل بغياب اللاعبَين اللذين شكّلا الثنائي الاكثر تفاهماً في التشكيلة والقادرَين على لعب كل تلك الكرات الطويلة التي تضرب الخطوط الدفاعية من الخلف وتصل الى اللاعبين السريعين اي مبابي، نيمار، والارجنتيني أنخيل دي ماريا.
نقطة الضعف هذه قد لا يستفيد منها البايرن في الحالة الهجومية بل ستخفف الضغط عن دفاعه، لكنه سيستفيد منها قطعاً في ضغطه على خصمه الذي يخسر الكرة سريعاً في هذه الحالة بغياب لاعبين مميزين في التفكير والتمرير السريع. ومسألة الضغط هذه هي اكثر ما يبرع فيها البايرن الذي فاز بفضلها باللقب القاري الأخير. اما النقطة الاخرى التي يمكنه تحويلها الى نقطةٍ تصبّ في مصلحته فهي اعتماد جناحي سان جيرمان غالباً على الاتجاه نحو المنطقة افساحاً في المجال امام الظهيرين للتقدّم، لكن الأخيرين يتركان غالباً مساحةً غير بسيطة خلفهما، ما قد يسهّل على رجال فليك ضرب منافسهم في الهجمات المرتدة عبر طرفي الملعب حيث يملك لاعبَين رائعين على هذا الصعيد هما لوروي سانيه والفرنسي كينغسلي كومان او قاهر الـ PSG في نهائي 2020. هذان يمثلان الحلول للتخلّص من اي عملية ضغط بفعل مهارتهما وعشقهما للعب المباشر (واحد على واحد) امام من يتولى رقابتهما.
 
صحيح أن الفريقين قدّما أداءً قويّاً هذا الموسم، لكنهما يملكان نقاط ضعف واضحة
 
كما تبرز نقطة اخرى على صعيد نقاط ضعف الباريسيين وهي عدم انسجام لاعبي الوسط عند اي تغيير في التشكيلة لأسبابٍ اضطرارية، وهي مسألة تسمح للخصم بالتمرير بين الخطين، ما يفتح اللعب، تماماً كما فعل برشلونة في لقاء الاياب، فصنع الخطورة جراء ذلك. وعند هذه النقطة يمكن التوقف عند اندفاع قلبي الدفاع لوقف متلقي الكرة اذا كان من المهاجمين العائدين الى خط الوسط لإخراج حامل الكرة من تحت الضغط، ما يجعل ماركينيوس او شريكه في الدفاع خارج مركزيهما ويترك المنطقة مشرّعة امام الخطر.
لذا، على الورق، يبدو بايرن فائزاً بمواجهة الوسط قبل بداية المباراة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار وجود ثلاثي متناغم الى ابعد الحدود يتمثّل بالنجم توماس مولر، وجوشوا كيميتش، وليون غوريتسكا.
 
أضعف من غياب «ليفا»
بدوره، يملك البايرن نقاط ضعف تبدو أكبر من غياب ليفاندوفسكي عنه في هذه الموقعة. المشكلة الاولى التي يعانيها الفريق البافاري هي متجددة وترتبط ببطء حركته الدفاعية في الارتداد. مشكلةٌ قد لا تكون اضرارها كبيرة في مواجهة خصومٍ آخرين، لكن لا باريس سان جيرمان، اذ بوجود مبابي ونيمار ودي ماريا، سيحصد البايرن الخيبة في كلّ مرّةٍ يسمح فيها لأحد هؤلاء بإطلاق العنان لسرعته في مساحةٍ خالية كبيرة.
لذا، فإن حذر بايرن سينصبّ على عدم خسارة الكرة على مشارف منطقة خصمه لكي لا يدفع ثمن اندفاعه الهجومي. كما يُفترض على بايرن ان يدافع كمجموعة لمساعدة قلبَي الدفاع، لكن هنا تبرز نقطة ضعفٍ اخرى وهي ان دور الظهيرين هجومياً سيتقلّص، ما يعني ان معدل الخطورة سينخفض وسيستطيع الفرنسيون بالتالي الاستحواذ على الكرة بشكلٍ اكبر. ويضاف الى هذا الامر انخفاض مستوى الضغط على حامل الكرة من سان جيرمان من الناحية العددية في الجزء الاكبر من الملعب.
هناك تكمن التعقيدات بالنسبة الى البايرن لأن لا احد من لاعبيه يملك السرعة الكافية لايقاف مبابي اذا ما لعب في مركزٍ محوري امام قلب دفاعٍ ثقيل مثل جيروم بواتنغ او نيكلاس شوله، مستفيداً طبعاً من جناحين خلاقين بوجود نيمار ودي ماريا مثلاً اللذين سيقومان بإلهاء الظهيرين ليحرماهما من مؤازرة ثنائي المحور الدفاعي.
وفي هذا الإطار قد يتأثر بايرن سلباً في حال أوكل الى كيميتش مثلاً المساعدة في الضغط على نيمار لتضييق المساحة عليه، وهو امر متوقّع، ما سيريح لاعبي الوسط بشكلٍ كبير ويجعل حركتهم اكثر خطورة على مرمى الحارس مانويل نوير.
فعلاً كثيرةٌ هي الدروس التي تنتظرنا في هذه الموقعة، ففيها سيتعلّم محبو اللعبة بلا شك اصول الكرة والكثير من النواحي التكتيكية والاستراتيجية التي في ختامها سيقول احد المدربَين للآخر «كش ملك».
 
 
اختبار حقيقي لتوخيل
يحل تشيلسي ضيفاً ثقيلاً على بورتو البرتغالي في المباراة الثانية ضمن ربع نهائي دوري الابطال. وبعد بداية أكثر من جيدة كمدرب لتشلسي الانكليزي وسلسلة من 14 مباراة من دون خسارة في مختلف المسابقات، تعرّض فريق الالماني توماس توخيل لضربة قويّة بسقوطه المدوي على ارضه امام وست بروميتش البيون (2-5) في الدوري المحلي نهاية الأسبوع الماضي، هي الأقسى له في ملعب «ستامفورد بريدج» منذ 10 سنوات. ولا شك بأن توخيل ينتظر ردّ الفعل في المواجهة المرتقبة اليوم، والتي تُلعب في اشبيلية، بسبب قيود السفر السارية بين انكلترا والبرتغال.
وعلى الرغم من المفاجأة التي حققها الفريق البرتغالي بطل المسابقة القارية مرتين (1987 و2004)، في الدور ثمن النهائي عندما اطاح يوفنتوس الايطالي ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو خارج الحلبة، فإن امكانية فشل تشيلسي في تخطّيه وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2014 ستكون خيبة امل كبيرة للفريق اللندني.