غداً افتتاح العرس الأوروبي السادس عشر 2021 .. الآتزوري لتأكيد سجله والدب للثأر من الشياطين

غداً افتتاح العرس الأوروبي السادس عشر 2021 .. الآتزوري لتأكيد سجله والدب للثأر من الشياطين

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٠ يونيو ٢٠٢١

 خالد عرنوس
دقت ساعة الحقيقة واقتربت ضربة البداية لبطولة الصفوة الكروية المتمثلة بالنسخة السادسة عشرة لكأس أوروبا للأمم «يورو 2021» والمؤجلة من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وتقام البطولة في 11 مدينة أوروبية للمرة الأولى، ويشهد استاد الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية روما اللقاء الافتتاحي الذي يجمع الآتزوري الإيطالي أحد المرشحين للقب مع أبناء الأناضول التركي أحد الطامحين للعب دور فرس الرهان ضمن المجموعة الأولى وتبدأ في العاشرة مساءً بتوقيت دمشق، وتتواصل يوم السبت بثلاث مباريات، تجمع الأولى ويلز مع سويسرا في المجموعة ذاتها (الرابعة عصراً)، وفي الثانية يلتقي منتخبا الدانمارك وفنلندا (السابعة مساءً) ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تشهد لقاءً ثأرياً يجمع الدب الروسي بشياطين بلجيكا الحمر بداية من الساعة العاشرة.
هامات مرتفعة
يدخل المنتخب الإيطالي البطولة بمعنويات مرتفعة ليس بسبب فوزيه الوديين الكبيرين على سان مارينو وتشيكيا ولا بسبب استضافة بلاده للمباريات ولكن لأن الآتزوري استعاد الكثير من بريقه وينتظر هذه البطولة بفارغ الصبر ليؤكد هذا الكلام في المناسبات الكبيرة، وتشكل البطولة تحدياً خاصاً للمدرب روبرتو مانشيني الذي لعب الدور الأكبر في استعادة السمعة للكالشيو منذ تسلمه المهمة كمدير فني عقب الخروج المشين من تصفيات مونديال 2018، وبعدما وصل إلى 28 مباراة دون هزيمة في سابقة لم يحققها كل الذين سبقوه حتى أيام بوزو وبيرزوت أشهر من شغل هذا المنصب، ويعتقد الطليان أن المهمة الحقيقية لأزرقهم تبدأ من أدوار الإقصاء لكن لابد من تحقيق الخطوات اللازمة لهذا الأمر خاصة مع وجود ثلاثة منتخبات تطمح للعب دور الحصان الأسود في هذه البطولة وفي مقدمتها الخصم الافتتاحي، فالفريق التركي ارتفع مستواه في الآونة الأخيرة بقيادة مدربه الشهير سونيل غونيش وبوجود عناصر قادرة على تسجيل المفاجأة.
ويبدأ الأتراك البطولة بطموحات كبيرة خاصة بعد تحسن النتائج خاصة خلال التصفيات حيث تفوقوا على أبطال العالم وفي العام الحالي سجلوا انطلاقة رائعة بالفوز على الهولنديين في تصفيات مونديال 2022 ثم على النرويج قبل أن يتعادلوا على أرضهم أمام لاتفيا بغرابة، ولم يحقق أولاد غونيش نتائج مرضية خلال الوديات لكنها ليست مقياساً حقيقياً، ولا زال المخضرم بوراك يلماظ يشكل رأس حربة بمساعدة يوسف يازجي وفي الخلف هناك زكي سيليك وثلاثتهم لعبوا دوراً في تتويج ليل بلقب الدوري الفرنسي، إضافة إلى عدد من اللاعبين الذين لعبوا أو مازالوا في الدوري الإيطالي أمثال جنكيز أوندير ومولدير وأيهان وميريح ديميرل والأشهر كالهان شان أوغلو وربما لعبوا دوراً في فك العقدة الإيطالية التي رافقت الأتراك في 10 لقاءات سابقة خسروا في 7 منها وإحداها في يورو 2000 وانتهت بنتيجة 1/2.
وإذا كان الدفاع سلاح الطليان التاريخي فإن الفريق التركي قدم أداء دفاعياً رفيعاً في التصفيات حيث ولج مرماه 3 أهداف فقط كأفضل دفاع بالتصفيات برفقة المنتخب البلجيكي، وبالمقابل فإن مانشيني حاول منذ وصوله إضفاء لمسة هجومية على أسلوب الآتزوري وجاءت النتائج مبشرة والأرقام تؤكد هذا الأمر وبالتالي فإن اعتماده سيكون على الخبرة المتمثلة بإيموبيلي وإينسيني والشباب كبيراردي وبيلوتي وكييزا، ومن ورائهم جورجينو وفيراتي ولوكاتيللي وباريللا، ويشير التاريخ أن الآتزوري لم يخسر في مباراته الأولى في البطولة سوى مرة واحدة عام 2008 أمام هولندا.
أدوار متقدمة
لا يملك منتخبا ويلز وسويسرا تاريخاً كبيراً في البطولة لكنهما بلغا أدوار الإقصاء في النسخة الأخيرة بل إن منتخب إمارة الغال بلغ نصف النهائي في مشاركته الأولى يومها ويتشارك مع الناتي في هدف تجاوز الدور الأول بشكل مبدئي ويبدو الأمر متاحاً لكليهما شريطة تحقيق الفوز في هذه المواجهة، وتراجع الفريق الويلزي منذ تلك البطولة ففشل بالعودة إلى المونديال وتجاوز التصفيات بصعوبة، وكذلك تراجع أداء النجم الأعلى غاريث بيل فلم يظهر كثيراً سواء في الريال أم حتى في فترة الإعارة مع توتنهام لكنه يبقى النجم المعول عليه من قبل المدرب المؤقت روبرت بيغ إلى جانب آرون رامزي ودانييل جيمس، وبالمقابل فإن الفريق السويسري حقق خمسة انتصارات كاملة في 2021 منها اثنان بالتصفيات المونديالية ما رفع معنويات المدرب بيتكوفيتش ولاعبيه شاكيري وتشاكا وإيمبولو ومحمدي، ويملك الفريق سجلاً معقولاً على صعيد المباراة الافتتاحية حيث خسر مرة وتعادل مرتين وفاز مرة في أربع مشاركات سابقة.
تاريخياً تقابل الفريقان 7 مرات ففاز السويسري في خمس منها مقابل فوزين للويلزي وتبادلا الفوز في الطريق إلى يورو 2012 بعدما فاز الناتي مرتين في تصفيات يورو 2000.
الشياطين والدببة
تجذب قمة المجموعة الثانية بين بلجيكا وروسيا الأنظار على اعتبار أنهما تقابلا في التصفيات وفاز الأول مرتين وهما الخسارتان الوحيدتان للثاني في الطريق إلى البطولة، وعليه فإن الثأر مطلب حق لفريق الدببة الذي عليه تعطيل مفاتيح الهجوم المرعب للشياطين الحمر بقيادة لوكاكو وميرتينز أو بنتيكي وهازارد (في حال استعاد مستواه) أو باتشواي ومن ورائهم تيسلمان وفيتسل وكاراسكو وقد يكون من حسن حظ الروس أن دي بروين لن يكون جاهزاً للمباراة الأولى جراء الإصابة التي ألمت به في نهائي الشامبيونز، وبالطبع فإن الكتيبة الهجومية الروسية قادرة على التعامل مع دفاعات بلجيكا لكن على دزوبا وزابولوتني وسوبولوف أن يكونوا على أتم الجاهزية البدنية والذهنية.
ويعتبر الفريقان هذه المواجهة مفتاح الولوج إلى البطولة بشكل مثالي خاصة أن الروسي لم يسبق له الفوز في المباراة الأولى سوى مرة واحدة مقابل 3 هزائم وتعادل، ويمكن القول إن الثأر الذي يطلبه الروس ليس من الهزيمتين الأخيرتين فالتاريخ يقول لم يستطيعوا الفوز على الشياطين خلال 7 مواجهات وتعادلوا مرتين فقط في الإطار الودي مقابل 5 هزائم منها 4 في الإطار الرسمي، 3/2 في مونديال 2002 و1/صفر في مونديال البرازيل و4/1 و3/1 في تصفيات يورو الحالية.
بانتظار الديناميت
المباراة الثانية في المجموعة الثانية ستكون بين أحد الأبطال وأحد ضيفين جديدين، الأول هو الديناميت الدانماركي صاحب لقب 1992 التاريخي والثاني هو الفنلندي الذي يخوض أهم مسابقة في تاريخه العريق الممتد إلى 110 وسنوات هذا إذا استثنينا مشاركاته القديمة في الدورات الأولمبية وآخرها عام 1980، ولا يبدو الضيف الجديد بوارد تقليد ما فعله الويلزيون على سبيل المثال أو التشيكيون في إطلالتهم الأولى لكنهم يرغبون بالخروج برأس مرفوعة دون هزائم ثقيلة تحبط عزيمتهم بالوصول إلى المونديال، على حين يتفاءل الدانماركيون الذين يقودهم المدرب كاسبر هيولماند بالجيل الحالي من أجل السير بعيداً في البطولة خاصة بعدما غابوا عن النسخة الأخيرة وكذلك فشلوا بتجاوز الدور الأول في مشاركتهم الأخيرة 2012 لاسيما أنهم سيلعبون مبارياتهم الثلاث في الدور الأول على أرضهم وقد خاضوا تحت قيادة المدرب الجديد (تسلم مهمته 2020) 13 مباراة (9 انتصارات وتعادلين وهزيمتين)، ويدرك كاسبر شمايكل وأريكسن وبولسن ورفاقهم أن الفوز وحده على فنلندا سيمهد الطريق نحو ثمن النهائي، وسبق للفريقين أن تواجها في 22 مباراة ففاز الفنلنديون أربع مرات مقابل 14 فوزاً للدانماركيين منها اثنان في تصفيات يورو 1988 بنتيجة واحدة (1/صفر) وحقق المنتخب الفنلندي فوزاً وحيداً في كوبنهاغن كان في الإطار الودي قبل 72 عاماً بنتيجة 2/صفر.