مانشستر يونايتد وتشيلسي... عودة «الكبيرين» إلى المنافسة من جديد

مانشستر يونايتد وتشيلسي... عودة «الكبيرين» إلى المنافسة من جديد

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٣٠ يوليو ٢٠٢١

مانشستر يونايتد وتشيلسي... عودة «الكبيرين» إلى المنافسة من جديد

بدأ العدّ التنازلي لانطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم «البريمرليغ» وهو ما ينتظره عشاق الكرة بفارغ الصبر. مانشستر سيتي جاهز للدفاع عن لقبه وليفربول مستقر مع المدرب الألماني يورغن كلوب. ما هو مرتقب، عودة كل من تشيلسي ومانشستر يونايتد للمنافسة من جديد الأمر الذي سيعطي الدوري «طعماً» آخر
 
أصبح مانشستر يونايتد مع المدرب الأسكتلندي السابق السير أليكس فيرغيسون هو النادي المهيمن في إنكلترا خلال نهاية القرن الماضي، وبداية الألفية الجديدة. ألقاب محلية متتالية وأداء ثابت جعلا من الشياطين الحمر نداً صعباً على أي فريق. فور مجيء السير عام 1986، كان ليفربول هو المنافس الأساسي لمانشستر يونايتد وبدرجةٍ أقل نادي آرسنال. وبعد رحيل السير 2013، أصبح مانشستر سيتي منافساً رئيسياً للشياطين الحمر على زعامة المدينة. أما المنافس «الشرس» لليونايتد، فقد كان تشيلسي بقيادة مدربه الجديد حينها جوزيه مورينيو الذي قارع السير ورجاله على الألقاب المحلية مع مطلع الألفية. وفي ظل الجاهزية والثبات الفني، يبدو أن الموسم المقبل سوف يشهد على عودة أحد أفضل المباريات الكلاسيكية المنتظرة في إنكلترا، نظراً إلى تألق البلوز في الموسم الماضي مع المدرب توماس توخيل واستقرار مانشستر يونايتد مع أولي غونار سولشاير.
 
تحسّن تشيلسي مع توخيل، بعد أن تمكن هذا الأخير وفي فترةٍ زمنية قصيرة من قلب الموازين رأساً على عقب. تتويج في بطولة دوري أبطال أوروبا ووصافة في كأس الاتحاد الإنكليزي إضافةً إلى إنهاء الدوري في المركز الرابع، كل ذلك جعل من تشيلسي ـ توخيل فريقاً ممتعاً وصعباً. رغم إنجازات مدرب تشيلسي الجديد اللافتة في فترةٍ وجيزة، لم تكن إدارة النادي «حاسمة» في سوق الانتقالات الحالي، حيث لا تزال تطبخ «أهدافها» على نارٍ هادئة. تمكّن تشيلسي من التوقيع مع الحارس ماركوس بيتينيلّي كأولى صفقات الموسم، تلاه اتفاق على البنود الشخصية مع مدافع إشبيلية الواعد جولز كوندي على أن تشمل الصفقة إدراج مدافع البلوز كورت زوما، إضافة إلى مبلغ مالي يدفعه الفريق اللندني. صفقتان من شأنهما تعزيز المنظومة، خاصةً كوندي الذي سيضيف الديناميكية للخط الخلفي على اعتباره أكثر مدافع قام بمراوغات صحيحة (0.9 في المباراة) في الدوريات الخمسة الكبرى، بحسب موقع «WhoScored».
 
برز مانشستر يونايتد كأحد أفضل الأندية الناشطة في سوق الانتقالات الحالي
 
لا تزال الصفقة الأكثر انتظاراً تتعلّق في الشق الهجومي، والهدف الرئيسي للفريق هو النرويجي إرلينغ هالاند. الإدارة تطمح بشدة هذا الصيف للتوقيع مع المهاجم النرويجي الذي ينشط مع بوروسيا دورتموند الألماني، غير أن هذا الأخير أبدى في أكثر من موقف رفضه التام للتخلي عن نجمه الشاب إلا مقابل مبلغ ضخم (يُقدّر بـ200 مليون يورو في الوسط الرياضي). وفي حال عدم نجاح صفقة هالاند، من المرجّح أن يحاول تشيلسي التوقيع مع مهاجمه السابق روميلو لوكاكو، رغم إشارة الشائعات في الوسط الكروي إلى تفضيل لوكاكو الاستمرار رفقة فريقه الحالي إنتر ميلانو. يبقى ليفاندوفسكي خياراً متاحاً للبلوز، غير أنّ عمر اللاعب قد لا يتوافق مع مخططات الإدارة التي تقضي ببناء منظومة شابة من شأنها السيطرة محلياً والتألق أوروبياً.
من جهته، برز مانشستر يونايتد كأحد أفضل الأندية الناشطة في سوق الانتقالات الحالي، وذلك بعد أن وقّع مع جناح بوروسيا دورتموند الشاب جايدن سانشو إضافةً إلى مدافع ريال مدريد رافاييل فاران. لاعبان من شأنهما إضافة الكثير إلى منظومة سولشاير، التي أنهت الموسم الماضي في وصافة الدوري خلف مانشستر سيتي.
مرّ الفريق بفتراتٍ صعبة بعد رحيل السير أليكس فيرغيسون، حيث انتهجت الإدارة أساليب مختلفة للعودة إلى القمة دون جدوى. بدأ الأمر بالبذخ على الصفقات، ثم استقدام مدربين نخبة من حجم جوزيه مورينيو، غير أن الأمور ظلت غير ثابتة حتى جاء سولشاير. رغم عدم «الإبهار» في الأداء، تمكّن سولشاير من توظيف اللاعبين بالشكل الملائم، وقد أثبتت خياراته في سوق الانتقالات مدى نجاحها، وخاصةً برونو فيرنانديز وإيدينسون كافاني. مع وجود جناح مهاري حيوي كسانشو، ومدافع ديناميكي من طينة فاران، أصبح مانشستر يونايتد يمتلك منظومة شبه كاملة لا ضعف فيها نظراً إلى وفرة الأسماء. عاب على منظومة سولشاير الاستمرارية في الأداء العالي خلال الموسم الماضي وهو ما حال دون تحقيق اللقب. الآن، لا مبرر لعدم التتويج، أو المنافسة «الشرسة» كحد أدنى.
عانى كل من تشيلسي ومانشستر يونايتد في العقد الماضي من التغيير المستمر في المنظومة بفعل تواتر المدربين بكثرة خلال فترة زمنية قصيرة. الآن، كلّ المقوّمات تشير إلى الاستقرار والاستمرارية، بعد أن رست الإدارتان على قيادة كل من توخيل وسولشاير لمشروعي الفريقين في السنوات المقبلة، فهل يُتوّج أحدهما بلقب الموسم الجديد؟