بيليه لاعب يحمل أرقاماً قياسية.. لم يجرؤ أحد على تحطيمها

لا يتوقف النقاش والجدل بين عشاق كرة القدم، من مختلف العصور، عن اسم اللاعب الأفضل في التاريخ، ولطالما كان الجدل محتدماً لسنين طويلة بين أنصار اللاعب البرازيلي الأشهر عبر التاريخ (بيليه)، والأرجنتيني (مارادونا)، وبقيت الخيارات بينهما، لا ينافسهما فيها أحد حتى ظهرت ثنائية (ميسي) و(رونالدو)، ورغم كل هذه الجدل فإنه لا يمكن أن يختلف اثنان من متابعي وعشاق كرة القدم في أن هنالك بيليه واحداً فقط، سطر اسمه كأعظم لاعب في التاريخ بشهادة الغالبية العظمى من خبراء وجماهير وعشاق كرة القدم، وبقي سجله التهديفي صامداً حتى اليوم لم يحطمه أحد، كما أنه اللاعب الوحيد عبر التاريخ الذي استطاع الفوز بثلاث كؤوس عالم.

بداياته

وُلِدَ إدسون أرانتيس دو ناسيمينتو، الشهير باسم (بيليه)، في 23 أكتوبر 1940، في تريس كوراسوز، بالبرازيل، وانتقل مع عائلته إلى مدينة بورو، عندما كان صبيًا صغيرًا، وقد كانت عائلته فقيرةً جداً، وكافح والده لكسب النقود عن طريق لعب كرة القدم، وأحب بيليه هذه الرياضة بعد أن نشأ وترعرع وهو يشاهد والده يمارسها، وكان كمعظم البرازيليين الفقراء يركل الجوارب المحشوة بالأقمشة، عوضاً عن الكرات التي لم يمتلكوا ثمنها في ذلك الوقت.

لعب بيليه في بداياته وهو في سن المراهقة مع أحد الفرق الشبابية غير المعروفة، وكان يدربها لاعب سابق في المنتخب البرازيلي اسمه والديمار دي بريتو، وانبهر بالمستوى الذي قدمه بيليه ليقنع أهله بضرورة عرضه على نادي سانتوس، ومحاولة اللعب معه، رغم أنه لم يكن يبلغ من العمر أكثر من خمسة عشر عاماً.

وكان التحاقه بنادي سانتوس بداية التوهج الحقيقي، وشارك مع الفريق الأول وهو بعمر الـ15 عاماً وبعدها بأقل من عام كان لاعباً أساسياً في المنتخب البرازيلي لكرة القدم، لتبدأ مسيرة مذهلة للاعب استثنائي، لم يسبق أن رأى العالم أحداً بموهبته، التي توجها بالكثير من الألقاب والأهداف.

أرقام مذهلة

رغم مرور 45 عاماً على اعتزاله كرة القدم، فإن بيليه يبقى اللاعب الوحيد عبر التاريخ الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات في أعوام: 1958، و1962، و1970، في إنجاز سجل باسمه فقط ولم يستطع لاعب عبر التاريخ تكراره.

كما أنه لايزال اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف عبر التاريخ، برصيد 1283 هدفاً، عبر مسيرته مع كرة القدم.

ولا يعتبر هذا الرقم المذهل الوحيد الذي سجله بيليه في مسيرته، فهو الهداف الأول والتاريخي لمنتخب بلاده، ولم يستطع أي لاعب عبر هذه السنوات الطويلة معادلة رقم الأهداف التي سجلها مع البرازيل والبالغ عددها 77 هدفاً، ليبقى هذا الإنجاز مسجلاً باسمه فقط حتى اليوم.

كما أن بيليه هو أصغر لاعب عبر التاريخ سجل هدفاً في كأس العالم وذلك عندما كان عمره 17 سنة و239 يوماً في مباراة منتخب بلاده أمام ويلز في كأس العالم 1958.

 أفضل لاعب بالتاريخ

في عام 1999، اختار الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم بيليه أفضل لاعب في القرن، وفي نفس العام فاز بلقب لاعب القرن، الممنوح من قبل مجلة فرانس فوتبول، كذلك تم اختياره رياضي القرن من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، واختارته مجلة تايم ضمن الأشخاص الأكثر أهمية في القرن العشرين. وفي عام 2013، حصل بيليه على كرة الفيفا الشرفية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.

  ثروة قومية

لم يكن بيليه على الإطلاق لاعب كرة قدم وحسب، بل كان معشوقاً للجماهير في البرازيل وحول العالم، ووصفه الرئيس البرازيلي جانيو كوادروس، في عام 1966، بأنه ثروة قومية للبرازيل لتعلن حكومة البرازيل هذا الأمر خلال بيان رسمي أعلن بيليه ثروة قومية للبرازيل، كما عرف بلقب "الجوهرة السوداء"، وهو أشهر ألقابه على الإطلاق، إلا أنه حمل ألقاباً أخرى، منها: "ملك كرة القدم"، و"الملك بيليه"، و"اللؤلؤة السوداء".

وربما كان أبرز الأمور المدهشة في حياة أسطورة كرة القدم العالمية أنه لم يلعب لأي من الأندية الشهيرة في أوروبا، وحرص على البقاء مع الفريق الذي اكتشفه في البدايات، واستمر في اللعب مع سانتوس البرازيلي الذي فاز معه بالكثير من البطولات.

مرضه

يعاني بيليه منذ سنوات مشاكل عديدة، سواء في الفخذ أو الكلى، ما يجعله يحتاج لكرسي متحرك للسير، ويظهر بشكل نادر عبر وسائل الإعلام.

وسبق أن بين ابنه، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "رويترز" سابقاً: "لقد أجرى عملية استبدال لمفصل الفخذ، ولم يحصل على إعادة تأهيل كافية أو مثالية، إنه ضعيف للغاية، ويعاني مشاكل في الحركة سببت له اكتئاباً، إنه الملك تخيل الآن بات لا يستطيع السير بشكل صحيح".

وكان بيليه قد استأصل الكلى اليمنى، لكنه تعود على الأمر ولم يعد يسبب له أزمة، وقال مستشاره الطبي عن هذا الأمر: "الكلى استؤصلت له قبل وقت طويل، لكن جسده تعود على ذلك، ولم يعد يسبب له مشكلة".

وقبل أيام قليلة وتحديداً يوم الثلاثاء 19-4-2022، كشف مصدر طبي في ساو باولو أنه تم نقل لاعب كرة القدم البرازيلي السابق الأسطورة بيليه، البالغ من العمر 81 عاماً، إلى المستشفى مرة أخرى لمتابعة العلاج الذي يخضع له من ورم في القولون، وهو في حالة جيدة ومستقرة.

وقال الفريق الطبي المرافق لنجم كرة القدم السابق، في بيان مقتضب، إن "حالته السريرية جيدة ومستقرة، وسيخرج من المستشفى في الأيام القليلة المقبلة".

وبعد اكتشاف الورم، بدأ بيليه دورة من جلسات العلاج الكيميائي، أجبرته على الذهاب إلى المستشفى عدة مرات.