نجوم العالم: مذنبون أم ضحايا للاعتداءات الجنسيّة؟

نجوم العالم: مذنبون أم ضحايا للاعتداءات الجنسيّة؟

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٢٥ يناير ٢٠٢٣

نجوم العالم: مذنبون أم ضحايا للاعتداءات الجنسيّة؟

هم يملكون الشهرة والثروة وكل ما يحلم به أي إنسان، لكن رغم ذلك يقعون في المحظور. إنهم نجوم كرة القدم الذين يُتهم الكثيرون منهم بالخيانة للشريك أو بـ«الاعتداء الجنسي»، فهل هم فعلاً مذنبون أم هم مجرد ضحايا يتمّ اتهامهم بهدف استغلالهم وابتزازهم؟
الاعتداء الجنسي هو حادثة مريعة بالنسبة إلى الضحية، وفضيحة وذنب كبير لا يغتفر بالنسبة إلى فاعلها، فكيف إذا كانت هذه الحادثة ترتبط بأحد نجوم كرة القدم، إذ إنّ أسوأ شيءٍ يمكن أن يحدث لرياضي مشهور هو اتهامه بأمرٍ يمكن أن يشوّه سمعته إلى الأبد، وهذا ما حصل مع مجموعة لاعبين معروفين ولو أن غالبيتهم الساحقة خرجوا بصكّ براءة وأفلتوا من السجن.
السجن الذي يقبع فيه حالياً النجم البرازيلي داني ألفيش. ذاك الظهير الأيمن الشهير الذي طبع مركزه بطابعه الخاص لفترةٍ طويلة من الزمن متنقلاً بين أبرز أندية القارة الأوروبية، يعيش ورطةً حالية بعد إلقاء القبض عليه في مدينة برشلونة الإسبانية بتهمة اغتصاب إحدى الفتيات في ملهى ليلي مطلع السنة الحالية.
هناك في تلك المدينة المتوسطية عرف ألفيش أحلى أيامه الكروية مع فريق برشلونة، ليتحوّل إلى أحد أساطيره بعدما حصد كل الألقاب الممكنة، لكن ها هو اليوم يعيش أسوأ أيامه بفعل الاتهام الذي وضعه خلف القضبان بانتظار انتهاء التحقيقات لمعرفة الحقيقة.
قد يكون ألفيش مذنباً، وهو ما أشار إليه كثيرون لأن اللاعب البرازيلي عُرف بشخصيته «المجنونة» ولو أنها تميل إلى الفكاهة، لكن قد يكون بريئاً أيضاً وضحيةً لمطامع الفتاة التي تتهمه، وهو ما ثبت في حالاتٍ كثيرة بعدما برأ القضاء العديد من النجوم.
أبرياء ولكن...
على رأس هؤلاء البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي اتهمته شابة عام 2010 باغتصابها، وذلك بعد لقائهما قبلها بعام في لاس فيغاس الأميركية.
عامذاك نفى «سي آر 7» كل هذه الاتهامات واعتبرها قصة صحافية من نسج الخيال، لكن الفتاة عادت وقالت بأن أحد أكثر اللاعبين ثراءً في تاريخ الكرة، قد دفع لها مبلغاً لتبقى صامتة. وبقيت القضية مفتوحة حتى إعلان القضاة عن تسوية لإغلاقها، وقد قيل إن رونالدو دفع نحو 375 ألف دولار لإغلاقها.
وقبل أربعة أعوامٍ تقريباً، تقدّمت فتاة برازيلية بشكوى لدى السلطات الأمنية في ساو باولو متهمةً النجم البرازيلي نيمار بإقامة علاقةٍ جنسية معها من دون رضاها، وذلك بعدما دعاها إلى العاصمة الفرنسية باريس متكفّلاً بكل مصاريفها، وهو ما نفاه نيمار، لا بل إنه نشر رسائل صريحة تبادلاها سابقاً تشير بوضوح إلى أن الفتاة أرادت إقامة علاقة معه. وانتهت القضية بعدها بقرارٍ من السلطات البرازيلية لعدم تقديم الشابة أدلة كافية لإدانة لاعب باريس سان جيرمان.
الأمر عينه حصل سابقاً مع النجمين الفرنسيين فرانك ريبيري وكريم بنزيما في إحدى أكبر الفضائح التي عرفها عالم كرة القدم على هذا الصعيد، وذلك بعدما اتهمتهما فتاة مشهورة حالياً في فرنسا تدعى زاهية دهار بإقامة علاقةٍ معها في عام 2014 ودفع المال لها عندما كانت قاصراً.
ادعاءات رفضها اللاعبان على اعتبار أنهما لم يكونا يعرفان السن الحقيقي لموجّهة الاتهام، وهو ما دفع النيابة العامة الفرنسية إلى تبرئتهما، في وقتٍ لم تضغط فيه دهار بعدها في القضية لسببٍ بسيط، وهي أنها تحوّلت إلى إحدى نجمات برامج تلفزيون الواقع وإلى إحدى الوجوه المعروفة في البلاد، لا بل إنها أطلقت تشكيلةً خاصة بها من الملابس الداخلية التي لاقت رواجاً، لتكون قد استفادت مباشرةً من القضية التي نقلتها إلى عالم الشهرة والمال.
 
الأسباب نفسية
ولأسبابٍ مشابهة قيل إن «الأسطورة» الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا اتُهم في الكثير من المرات بمحاولات اعتداءٍ أو باعتداءات قام بها، وهو الذي كان يملك سجلاً سيئاً في ما خصّ نشاطاته خارج أرض الملعب. لكن أيّاً من التهم التي وجهت إليه أسقطته في القضاء.
وهذه المسألة عرفها الإسباني دافيد دي خيا الذي عاش فترةً عصيبة عند اتهامه في عام 2012 بترتيب لقاءاتٍ جنسية بين فتيات ولاعبي منتخب إسبانيا دون الـ21 عاماً في مدريد، وهو ما نفاه، قبل أن تغلق القضية ويبدأ الحديث حول أن القضاء تغاضى عن فعلة حارس مرمى مانشستر يونايتد الانكليزي الحالي بسبب حاجة إسبانيا وقتذاك إلى خدماته.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يجنح اللاعبون النجوم إلى هذه الاعتداءات أو الخيانة الزوجية في حال ثبت الأمر عليهم؟
الواقع أن التحليل النفسي لهذا الموضوع يشير إلى سببٍ وجيه، وهو طبيعة حياة اللاعب حيث الصرامة والممنوعات الكثيرة، ما يأخذ البعض وعند خروجهم إلى «الحياة الطبيعية» للانحراف من دون حساباتٍ، وخصوصاً أولئك الذين تعميهم أضواء الشهرة ويشعرون بالقوة بفعل المال الكثير الذي يملكونه ويعتقدون بأنه سيبقيهم بعيدين عن أي مشكلات، فتكون النتيجة فضائح بالجملة ونقطة سوداء أزليّة يستحيل إزالتها حتى مع مرور الزمن.
اليوم ألفيش، وغداً غيره على قائمة الانتظار، منهم سيخرج بريئاً ومنهم سيحترق بنار التهمة والعار أو أقلّه سيخسر الكثير من رصيده المصرفي والشعبي، فالحقيقة الواضحة بأن بعض نجوم العالم ضحايا هذه القضايا، لكن بعضهم الآخر مذنب حتى لو قيل العكس.