مشاركاتنا الخارجية تحولت إلى سياحة.. والمحاسبة باتت ضرورية

مشاركاتنا الخارجية تحولت إلى سياحة.. والمحاسبة باتت ضرورية

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٣ فبراير ٢٠٢٣

 

ناصر النجار
في البداية يجب أن نحدّد ما الهدف من الرياضة ومزاولتها، فإذا كان الهدف منها البناء والتطوير والمنافسة فإن كلّ ما يجري على الساحة الرياضية لا يخدم هذه الأهداف.
وللأسف فإن رياضتنا وصلت إلى الحضيض بكلّ الألعاب والتعامل مع الشأن الرياضي بكل المؤسّسات يجري دون ضوابط، ولا نجد أدنى درجات المحاسبة عند الخطأ أو ارتكاب المخالفات أو عند حدوث التجاوزات، والمشكلة في كل ما يجري أن المصالح الفردية والعلاقات الخاصة باتت تعبث برياضتنا وتسهم في تراجعها، وبالمقابل لا نجد من يحاسب أو يعاقب.
وعلى سبيل المثال سافر فريق رجال سلة الوحدة إلى الإمارات للمشاركة في دورة دبي الدولية، وعاد بخفي حنين مثقلاً بهزائم تاريخية لم نعهدها بزمن مضى، وقد كانت سلة الوحدة متزعمة السلة الآسيوية وسلتنا بشكل عام من أفضل المنتخبات العربية على أقل تقدير، لكن أن تخسر أمام فريق ليبي وأمام منتخب الإمارات بفارق مخجل وهم جدد على هذه اللعبة، فهذه أخطر الكوارث وتشير بلا شك إلى مستوى التراجع الذي تنحدر إليه رياضتنا ومستوى التقدم الذي صنعته بعض الفرق والدول العربية.
 
إذا كان العذر بأن الفرق الأخرى مدجّجة بالمحترفين، ففريق الوحدة اصطحب معه محترفين، نحن لا ندخل هنا بتفاصيل السلة إنما نضعها شاهداً على الضياع الذي تعيشه رياضتنا، وقد أخذت من المشاركات الخارجية الفرص الذهبية للسياحة والسفر، ولن نضع الأمور في نصابها الصحيح، لكن إذا علمنا أن أحد الفرق اصطحب معه أربعة أعضاء من إدارته في بعثة سلوية، وهؤلاء غير اختصاصيين بالسلة، فما الفائدة من سفرهم مع الفريق؟، وإذا علمنا أن هؤلاء اصطحبوا عائلاتهم في هذه المشاركة الميمونة، فضلاً عن سفر بعض المقربين والمحبين معهم، لنجد أن رياضتنا تحوّلت إلى رياضة سياحية، وهذا الأمر صار بديهياً ونجده في كلّ المشاركات والألعاب وفي أغلب الأندية.
المشاركات الخارجية لم نعد نجني منها إلا الخسائر الثقيلة والسمعة السيئة وهدر المال، وعجبي من نادٍ غير قادر على الصرف على فريق شبابه ويتأخر بتسديد رواتب وعقود لاعبيه شهوراً طويلة ويجد المال ليصرفه في السياحة والسفر!.
الحلّ الوحيد هو المحاسبة والحلّ المطلوب منع فرقنا من المشاركات الخارجية باستثناء المشاركات الرسمية الضرورية، وحتى تنتظم أمور رياضتنا وتتحسّن قراءتنا الرياضية وتنضج ثقافتنا نعود لهذه المشاركات برأس مرفوع وهمّة عالية.
البعث