حان الوقت الجدي لفتح ملف الكرة السورية وإعادة ترتيب أوراقها

حان الوقت الجدي لفتح ملف الكرة السورية وإعادة ترتيب أوراقها

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣

وماذا بعد!
تعرض منتخب سورية للرجال بكرة القدم للخسارة أمام اليابان بخمسة أهداف دون رد، ضمن منافسات المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 حيث ظهر المنتخب السوري لا لون ولا طعم ولا رائحة وساعد المنتخب الياباني على أداء حصة تدريبية سهلة.
وظهر مدرب الحراس عصام الحضري والمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر ضعيفي الحيلة غير قادرين على إيقاف المد الياباني،الذي سيطر على مجريات المباراة من الألف إلى الياء, وكشف المستوى الحقيقي للمنتخب السوري الذي بدا تائهاً في أرض الملعب .
الخسارة مع اليابان طبعاً ليست نهاية العالم وإن كان طعمها مراً وحسرتها عميقة جداً في النفس والفرصة ورغم صعوبتها مازالت قائمة أمام المنتخب السوري لمحو مرارة هذه الخسارة ,قد لانفهم بشؤون كرة القدم كما يتصور "كوبر" ومن لف لفه لكن ماحدث أثبت أننا نفهم أكثر منه بكثير, منذ أن لعب المنتخب مبارياته الاستعدادية قبل أشهر قلنا للسيد "كوبر" خططك غامضة ولانعرف على أي أساس استدعيت هذا اللاعب واستبعدت ذاك ولديك مشكلة حقيقية في التوزيع على أرض الملعب بدت واضحة أمام الجميع.. الكبير والصغير لاحظ الخلل في منتخبنا فلماذا لم يبادر "كوبر"وجهازه الفني إلى إصلاحه.
لقد فجرت خسارة المنتخب السوري القضية من جديد.. والقضية هي قضية الكرة السورية.. قضية الحلقة المفقودة التي لازلنا ندور في فلكها منذ عقود مضت وحتى الأن..لم يصلح المدرب "كوبر" ما أفسده من سبقه على تدريب "نسور قاسيون"هذا هو العنوان العريض لمباراة نسور قاسيون مع اليابان, وهذا يعني أن المشكلة ليست مقتصرة على المدربين، بل بعقلية الفكر الكروي والآلية التي تدار بها الكرة والرياضة السورية والتي آن الآوان لتبديلها..
نعم أيها السادة منذ زمن لم نتغير .. لم نتبدل.. نمارس عاداتنا الكروية بنجاح عظيم .. لكن أما آن الآوان كي نتغير ونضع معايير جديدة نختار الأنسب والأصلح والأجدى ونبحث عن حلول جذرية للكرة السورية تعيد لها الإشراقة والتطور الذي نريده.
المناسبات السابقة وربما تغيرت بعض الأسماء لكنها في المحصلة صورة فوتوكوبي تضيع ملامحها كلما سحبت مجدداً ورغم تأكيد الجهازين الفني والإداري واللاعبين أن المستوى في تحسن والأداء تطور والمنتخب في أتمّ الجاهزية إلا أنه ظهر غير ذلك أمام الكمبيوتر الياباني وبدت علامات الارتباك والارتجال واضحة وبالتالي جاءت النتيجة حرمان الملايين من زرع البسمة وإعادة الإشراقة للكرة السورية. 
كلنا مقهورون.. لكن أين يكمن الحل؟ المدرب الأجنبي (خدعنا) والوطني (لم يطربنا) فما السبيل؟ أعتقد أننا بحاجة إلى إستراتيجية واقعية منطقية تبدأ العمل بالكرة من القواعد، مثلما فعلت اليابان والصين وغيرهما من البلدان وأعتقد أن منتخبنا الحالي رغم أنه فشل في امتحانه إلا أنه يمكننا البناء عليه فالعودة إلى نقطة الصفر أمر غير محمود.
وفي مقدمة ما يجب أن نفعله لإعادة بنائنا الكروي.. هو أن لا نقف على أطلال الماضي.. إلا بما يمكن أن نستفيد منه في هذا الوقوف وبما ينعش آمالنا ويحفزنا على بذل المزيد من العمل للنهوض الكروي.
وفي هذا السياق يجب أن نلتف في مسألة إعادة البناء الكروي إلى إعداد الخطط والبرامج القابلة للتنفيذ على أساس المنطق والعلم والمتوفر.. وغير ذلك فإننا نمشي في دروب ظلماء.
وعليه  فإن العناية بقواعد الكرة والانطلاق من رياضة الأحياء الشعبية والرياضة المدرسية وانتقاء المواهب ورعايتها هو الاساس في تدعم بنيان كرتنا.
سلبيات عدة وقع فيها المدرب الأرجنتيني "كوبر" الذي يتحمل مسؤولية الخسارة أيضاً وأول هذه السلبيات أن المنتخب السوري لم يصل إلى تمام الانسجام بين اللاعبين وبدت خطوط اللعب مفككة.
لقد ملت الجماهير العاشقة لكرة القدم السورية من المشاركة السلبية في البطولات ودعونا نقولها بكل صراحة مهم جداً أن يكون لدينا برنامج كروي واضح وصريح يعلن أمام الملأ وأن يكون له هدف مرسوم وإذا لم يتحقق هذا الهدف تكون هناك المحاسبة على الأخطاء والتقصير أما الاستمرار دون أن يتحقق أي شيء من ذلك فهذا يعني أن الفشل سيتكرر وسيتواصل كما يحدث معنا باستمرار.؟!! 
لابد من خطوات شجاعة لإصلاح الكرة السورية لأنها ترسبات عمل خاطئ منذ سنين عدة وعندما تكون كرة القدم بخير تكون الرياضة السورية بخير هذا نبض الشارع الرياضي ولن نكون بعيدين عنه.. قد لانعرف على وجه الدقة كم اتحاداً كروياً بدلنا منذ تأسيس أول اتحاد كروي في سورية لكننا متأكدين بأن عدد اتحاداتنا الكروية يفوق مثيلاتها الإنكليزية بثلاثة أضعاف وتعرفون أين كرتنا وأين الكرة الإنكليزية.. رغم أن مايصرف على كرة القدم السورية يؤهلها لكي تكون في مركز الصدارة على الأقل عربياً.
حان الوقت الجدي لفتح ملف الكرة السورية وإعادة ترتيب أوراقها قبل أن يدركنا الوقت وعندها لن ينفعنا الندم بشيء.
لانريد أن نحبط من كلامنا هذا عزيمة لاعبينا ولا أن نصور لهم وكأنهم فقدوا كل رصيد محبتهم لدينا بل على العكس فهم بحاجة لهذا الحب أكثر من أي وقت مضى وإنما هي (فشة خلق) كي نتابع العمل جميعاً للارتقاء بالكرة السورية .. ولاشيء مستحيل متى امتلكنا الإرادة والإرادة فقط وتعلمون أن الإرادة هي التعاون وهي أن نحب بعضنا وأن نكون يداً وقلباً واحداً.
صفوان الهندي