مونديال 2014: قمة آسيوية إفريقية مرتقبة بين اليابان وساحل العاج

مونديال 2014: قمة آسيوية إفريقية مرتقبة بين اليابان وساحل العاج

كأس العالم 2014

الجمعة، ١٣ يونيو ٢٠١٤

تلتقي اليابان بطلة القارة الصفراء مع ساحل العاج وصيفة بطلة القارة السمراء العام قبل الماضي غدا السبت على ملعب "برنامبوكو أرينا" في ريسيفي في قمة اسيوية-افريقية مرتقبة في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثالثة ضمن النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
ويسعى المنتخبان الى استغلال القرعة السهلة نسبيا والتي وضعتهما في مجموعة متكافئة الى جانب اليونان وكولومبيا، وذلك لبلوغ الدور الثاني للمرة الاولى في 3 مشاركات متتالية لممثل القارة السمراء، والثانية على التوالي ل"الساموراي" بعد مونديال 2010 في جنوب افريقيا والثالثة في تاريخ مشاركاتهم في العرس العالمي بعد الاولى عام 2002 في البطولة التي استضافوها مشاركة مع الجارة كوريا الجنوبية.
 
ساحل العاج
وتعول ساحل العاج على جيلها الذهبي بقيادة نجم مانشستر سيتي الانكليزي يحيى توريه ومهاجم تشلسي الانكليزي السابق وغلطة سراي التركي ديدييه دروغبا لتحقيق انجاز كبير في العرس العالمي وتعويض الاخفاق القاري في نسخ 2006 و2008 و2010 و2012 حيث خسرت نهائي الاولى والاخيرة بركلات الترجيح وخرجت من نصف نهائي وربع نهائي الثانية والثالثة على التوالي.
ويملك مدرب ساحل العاج الفرنسي صبري لموشي الكثير من الاوراق الرابحة اقله لتخطي الدور الاول، ففضلا عن توريه الذي ساهم بشكل كبير في احراز مانشستر سيتي للقب الدوري الانكليزي للمرة الثانية في الاعوام الثلاثة الاخيرة، ودروغبا، هناك هداف روما الايطالي جرفينيو وجناح ليل الفرنسي سالومون كالو وهداف سوانسي سيتي الانكليزي ويلفريد بوني.
ويأمل لموشي في فك النحس الذي يلازم ساحل العاج التي تدخل عادة مرشحة فوق العادة لتحقيق النتائج الجيدة، لكنها تخيب الامل في نهاية المطاف، واذا كانت قرعة مونديالي 2006 و2010 لم ترحم "الفيلة" في المشاركتين الاولى في المانيا (المجموعة الثالثة الى جانب الارجنتين وهولندا وصربيا) والثانية في جنوب افريقيا (المجموعة السابعة الى جانب البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية)، فان الامر مختلف هذه المرة.
وحذر لموشي لاعبيه بقوله "اذا لم نتخط الدور الثاني فذلك سيكون فشلا" وهو ما اكده المدافع الايمن سيرج اورييه الذي قدم موسما رائعا مع تولوز بقوله لفرانس برس "نحن الافضل في افريقيا، ولكن طالما لم تترك بصمتك في التاريخ فانك تبقى على الهامش".
واضاف "اذا سبق لمنتخبات الكاميرون والسنغال وغانا ان حققت مشوارا رائعا في النهائيات، يجب أن ننجح نحن أيضا في القيام بذلك. لن نعاني من أي ضغوطات وفي كل الاحوال ستكون اقل من تلك المفروضة على بعض المنتخبات الاوروبية المطالبة بالفوز باللقب".
وبحسب المدرب الفرنسي كلود لوروا الذي قاد منتخبات افريقية عدة ابرزها الكاميرون وغانا، فان الخطر الذي يواجهه العاجيون هو على الارجح وللمفارقة في القرعة التي كانت سهلة نسبيا بالنسبة اليهم وللمرة الاولى حيث اوقعتهم الى جانب كولومبيا واليونان واليابان.
واضاف "يجب عدم السقوط في فخ التعالي والافراط في الثقة. لقد سقطوا دائما في مجموعات مستحيلة، وفي البرازيل، لدينا انطباع بانهم من الان في ثمن النهائي. يجب القول بان لديهم الكثير من اللاعبين الذين تالقوا هذا الموسم وأعتقد بانهم يملكون منتخبا بامكانه إشعال البطولة".
وتابع "يحيى تخطى كل ما يمكن أن نتصوره، لقد اكتسب خبرة رهيبة بامكانه نقلها الى زملائه، انه بمثابة الشمس التي ترخي بأشعتها. اما بالنسبة الى دروغبا، فهو يخوض المونديال الاخير في مسيرته الكروية وهو ذكي بما فيه الكفاية كي يضع نفسه كليا تحت تصرف المنتخب".
ويحوم الشك حول مشاركة يحيى توريه في مباراة الغد بسبب اصابة في اوتار الركبة تعرض لها في نهاية الموسم.
وقال لموشي الثلاثاء الماضي: "انهى (توريه) الموسم مصابا ومنهكا. لم يعد حتى الان الى التدريبات الجماعية ويتعين عليه متابعة برنامج علاجي. سنبذل كل ما في وسعنا من اجل ان يتعافى كي يلعب المباراة الاولى امام اليابان".
 
اليابان
وستكون اليابان بدورها مطالبة بالفوز على غرار ساحل العاج لرفع المعنويات في افق المباراتين المتبقيتين وبلوغ الدور الثاني.
وتذوق اليابانيون حلاوة الدور الثاني في مناسبتين عام 2002 مع "المشعوذ الابيض" الفرنسي فيليب تروسييه و2010 مع المدرب تاكيشي أوكادا، علما بانها كانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها لولا خسارتها بركلات الترجيح امام الباراغواي.
تعاقد الاتحاد الياباني مع المدرسة الايطالية في شخص البرتو زاكيروني، فكانت البداية ناجحة بقيادته الى كأس اسيا عام 2011، لكنه تلقى صفعة قوية في كأس القارات في البرازيل بعد عامين بتعرضها لثلاث هزائم متتالية امام البرازيل وايطاليا والمكسيك، لكنه ضرب بقوة في التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014، وتصدروا بفارق 4 نقاط عن استراليا في الدور النهائي وبلغ النهائيات الخامسة على التوالي بفضل لاعبين من طراز كيسوكي هوندا (ميلان الايطالي) وشينجي كاغاوا (مانشستر يونايتد الانكليزي) ويوتو ناغاتومو (انتر ميلان الايطالي) والهداف شينجي اوكازاكي (ماينتس الالماني)، إلى جانب لاعبين فرضوا انفسهم على غرار ياسوهيتو اندو (غامبا اوساكا) واتسوتو اوتشيدا (شالكه الالماني).
قد يعتمد زاكيروني مقاربة حذرة في مباراته الاولى ضد العاجيين، لكن مدرب أبطال آسيا في 1992 و2000 و2004 و2011 اكد ان لاعبيه لن يخشوا اي منتخب: "نحترم كل خصومنا لكن بالتأكيد لن نخافهم. اذا دخلت اي مباراة وانت خائف تكون في مشكلة. سنستعد ونقدم مستوياتنا فنحن نملك الكثير من اللاعبين الهجوميين".
ويعول زاكيروني كثيرا على لاعبي الوسط هوندا وكاغاوا (25 عاما)، لكن الاخير، صاحب 57 مباراة دولية و19 هدفا، عرف موسما مضطربا مع فريقه حيث بقي احتياطيا في تشكيلة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز المقال من منصبه قبل ان ينهي البرميير ليغ في المركز السابع. لكن بطل المانيا سابقا مرتين مع بوروسيا دورتموند نادرا ما يخيب الامال مع بلاده ويحظى بثقة كبيرة من مدربه زاكيروني، ولديه الكثير ليثبته في المونديال.
وتحدث كاغاوا الذي لعب 14 مباراة فقط في البريمرليغ دون ان يسجل اي هدف، متألما عن تجربته الاخيرة بسبب عدم خوضه مونديال 2010: "لم العب قبل اربع سنوات. كان الجرح عميقا لكنه كان حافزا كي اقدم الافضل في المونديال المقبل".
ولم تقدم اليابان عروضا جيدة في مبارياتها الاستعدادية للعرس العالمي وحققت فوزين صعبين للغاية على قبرص (1-صفر) وزامبيا (4-3)، قبل ان تختم استعداداتها بفوز مقنع نسبيا على كوستاريكا (3-1).