إلى اللقاء في روسيا 2018.. بدموع البعض.. وأفراح البعض الآخر ودعنا المونديال .. حكاياه ستستمر طويلاً.. وعبرة لمن يعتبر

إلى اللقاء في روسيا 2018.. بدموع البعض.. وأفراح البعض الآخر ودعنا المونديال .. حكاياه ستستمر طويلاً.. وعبرة لمن يعتبر

كأس العالم 2014

السبت، ١٩ يوليو ٢٠١٤

بالأمس ودعناه ويا لمرارة الذكريات وحلوها.. لا أعتقد أن أياً من المنتخبات العريقة يحب ذكرى هذا المونديال حتى تلك المنتخبات التي نجحت بتجاوز مسالكه الضيقة.
هناك الكثير من الكلام عن هذا المونديال.. قد يمر وقت طويل جداً قبل أن ينتهي وقبل أن نصل معه إلى نتيجة مقنعة.
إذا فتحنا ملف التحكيم فهل سنعرف من أين نبدأ أو أين ننتهي؟
وإذا أردنا الحديث عن المستويات الفنية التي أفرزتها مباريات هذا المونديال نجد أنفسنا في ورطة الخلط بين المستوى الفني وبين الإثارة التي شهدها المونديال؟
وإذا أردنا التعريج على صيحات هذا المونديال ألن يكون هناك خلط آخر بين صيحات قوية أوجدت لنفسها مقومات البروز والظهور وبين صيحات وجدت من يعطيها البوق لتنفخ فيه فجاء صداها مزعجاً ومسوّفاً؟
هي ليست دموعاً على هذا المونديال بأكثر من كونها وقفة أخيرة في هذه المجلة مع هذا الحدث العالمي الكبير الذي تابعناه منذ انطلاقته وحتى نهاية منافساته.
كل مونديال وكرة القدم العالمية بخير.. على أمل أن تحضر كرتنا في المونديال وأن تعبر الطريق التي عجزت عن عبورها في كل المحاولات السابقة..
إلى اللقاء في روسيا 2018 مع خامس مونديالات القرن الحادي والعشرين.

مقدمات
كان اللعب الجميل، أو كما يقال في البرازيل "جوجو بونيتو"، على الموعد في النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم وترسخ ذلك في غزارة الأهداف والمباريات المثيرة والجمهور المتحمس وبطولة دون هزات قوية باستثناء الخروج المذل للسيليساو وبخسارتين تاريخيتين أمام ألمانيا البطلة 1-7 في دور الأربعة وهولندا صفر-3  على المركز الثالث.

مهرجان أهداف
وجّه المونديال الحالي إشارات قوية بغزارة الأهداف اعتباراً من الدور الأول الذي شهد تسجيل 136 هدفاً، وخفت الوتيرة نسبياً في بداية الأدوار الإقصائية (23 هدفاً في 12 مباراة) قبل أن ترتفع أسهم المونديال الحالي بالهزيمتين المذلتين للسيليساو صاحب الضيافة أمام ألمانيا 1-7 في دور الأربعة وأمام هولندا صفر-3 في مباراة تحديد المركز الثالث، فعادلت نسخة البرازيل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة وكان عام 1998 في فرنسا (171 هدفاً).
 وتدين النسخة الحالية بهذا العدد الكبير من الأهداف لدور المجموعات الذي شهد انتصارات ساحقة في أكثر من مباراة بدءاً من فوز هولندا على إسبانيا حاملة اللقب 5-1، وألمانيا على البرتغال 4-صفر، مروراً بفوز فرنسا على سويسرا 5-2 وكولومبيا على اليابان 4-1 وصولاً إلى فوز الجزائر على كوريا الجنوبية 4-2.
وتعقدت الأمور شيئاً ما بالنسبة إلى المهاجمين في دوري الستة عشر والثمانية حيث لم يتجاوز عدد الأهداف المسجلة في الوقتين الأصلي والإضافي 3 أهداف.
 وبلغ معدل الأهداف في المباريات الـ 12 الأولى في الأدوار الإقصائية (الستة عشر والثمانية) 91ر1 هدفاً في المباراة الواحدة (بما في ذلك التمديد)، مقابل 83ر2 هدفاً في الدور الأول.
وبعد الدرس الذي لقنه الألمان والهولنديون للبرازيليين في دور الأربعة ومباراة المركز الثالث ارتفع معدل الأهداف في الأدوار الإقصائية إلى 26ر2 هدفاً قبل أن يتقلص إلى 2،18 بعد النهائي.
خيبة أمل النجوم وتألق وجوه جديدة
 في بلد شهد ميلاد الأسطورة بيليه وجارينشا والفينومينو رونالدو، كان من المتوقع أن يشهد المونديال البرازيلي قصصاً جيدة للمهاجمين، ولكنه عرف أيضاً خيبة أمل ذريعة وخروجاً مخيباً لأبرز النجوم على الكرة الأرضية في الوقت الحالي.
البداية كانت مع صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي خرج خالي الوفاض من الدور الأول مع منتخب بلاده، والأمر ذاته مع واين روني وانكلترا، وماريو بالوتيلي وإيطاليا، واينييستا صاحب هدف اللقب العالمي في المونديال الأخير مع إسبانيا.
في المقابل، خرج نيمار والسيليساو من دور الأربعة ويبقى العبقري ميسي الناجي الوحيد لقيادته الأرجنتين إلى المباراة النهائية.
 وظهر وجهان جديدان في المونديال البرازيلي.. الأول للنجم الواعد لكرة القدم الكولومبية جيمس رودريجيز الذي تصدرت صورُه الشاشات العملاقة في الملاعب والصفحات الأولى للجرائد.. لاعب موناكو الفرنسي وصاحب الوجه الطفولي الجميل أبدع بمراوغاته وأهدافه الستة التي وضعته في صدارة لائحة الهدافين.
كان الحفل سيكون مثالياً بدون شك لو لم يخرج نجم البرازيلي نيمار على حمالة أمام كولومبيا بالذات في دور الثمانية إثر إصابته بكسر في إحدى فقرات الظهر إثر تدخل بالركبة من المدافع خوان تسونيجا.
 الوجه الثاني كان صورة سيئة جداً في النسخة الحالية ويتعلق الأمر بعضة المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز لمدافع ايطاليا جورجيو كييليني في مباراتهما في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول وفرض الاتحاد الدولي أقسى عقوبة في تاريخ كأس العالم على "دراكولا" سواريز فأوقفه تسع مباريات ومنعه من أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة أربعة أشهر.
الجمهور في الموعد
 في كأس القارات العام الماضي، اعتاد المنتخب البرازيلي وجماهيره على الاستمرار في عزف النشيد الوطني منفردين بعد توقف العزف الرسمي قبل كل مباراة.. وتكرس هذا التقليد خلال كأس العالم الحالية واعتباراً من المباراة الافتتاحية.
 ولجأت منتخبات أميركا الجنوبية الأخرى للتقليد ذاته وبسرعة سعياً منها إلى شحذ معنويات اللاعبين ورفعها قبل كل مباراة ولتعزيز تشجيعاتها، كانت الجماهير التشيلية التي ترتدي دائما اللون الأحمر، تطلق العنان لتشجيعاتها "تشي- تشي- تشي، لي- لي- لي، تحيا تشيلي!". كما قام بعض أنصار المنتخب البرازيلي بطلي أجسادهم باللون الأخضر لتكريم المهاجم هولك.. وقام المشجعون الألمان بارتداء سراويل داخلية من الجلد البافاري.

تكنولوجيا خط المرمى.. بداية ناجحة
 شهدت النسخة التاسعة عشرة في جنوب إفريقيا جدالات وأخطاء تحكيمية أبرزها الهدف الصحيح للإنكليزي فرانك لامبارد في مرمى ألمانيا في دور الستة عشر والذي لم يحتسبه الحكم.. ولكي لا يعيش المونديال المشكلة ذاتها تمّ اللجوء إلى تكنولوجيا خط المرمى لأول مرة في كأس العالم وكانت التكنولوجيا مفيدة وكان المنتخب الفرنسي أول المستفيدين خلال مباراته أمام هندوراس.
 ابتكار آخر تم اللجوء إليه، يبدو سخيفاً جداً، ولكنه ثمين جداً.. ويتعلق الأمر بالرذاذ المتلاشي الذي يضمن وقوف حائط الصد عند المسافة القانونية وعدم اجتيازها خلال الكرات الثابتة وتحديداً الركلات الحرة المباشرة وغير المباشرة القريبة من منطقة الجزاء.
 
من الواضح أن الجدالات لم تتوقف.. فقد انتقد البعض عدم توجيه بطاقة صفراء زونيجا المتهم بإصابة نيمار بكسر في ظهره.. ولكن لا يمكن أن تكون هناك كرة قدم دون جدالات بشأن التحكيم؟