الأثار النفسية لتخويف الاطفال : بقلم د.رولا الصيداوي

الأثار النفسية لتخويف الاطفال : بقلم د.رولا الصيداوي

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

تخويف الطفل يؤثر على مهاراته الفكرية وقدرته على الإبداع العفريت، الوحش، الأسد.. أيا كانت الوسيلة التي نتبعها مع اطفالنا لترهيبه، ومنعه من الإقدام على فعل معين، فلنعلم أننا نجحت بالفعل في تنشئة إنسان يخشى من تحقيق أهدافه، ولا يقدر على التعبير عن مواهبه وإبداعاته. تخويف الطفل وسيلة فاشلة يؤكد علماء في علم النفس عادة الخوف لدى الأطفال تساهم بصورة كبيرة في تشويه سلوكياتهم الطبيعية، وتعيق تقدمهم الفكري فالخوف في البداية قد يكون من أشياء معينة وغالبا من نسج الخيال، ولكن مع مرور الوقت يتحول الخوف لعادة تتوحش تدريجيا لتسيطر على دائرة حياة الطفل بالكامل، فيخشى من التحدث إلى الغرباء، ويخشى من التعبير عن رغباته وإرادته، ويخشى من مواجهة المجتمع، ويتحول الخوف من وسيلة إلى صفه تفرض نفسها وتسيطر على شخصيته طوال العمر. الآثار السلبية لتخويف الطفل ومما لاشك فيه أن الترهيب من أسهل وسائل التربية التي يلجأ إليها الوالدان، وينتج عنها العديد من الآثار السلبية التي تتحول لعادة في سلوك الطفل وتلازمه طوال عمره ومن أهم تلك الآثار هي: 1- يفقد الطفل، نتيجة لشعوره بالخوف، القدرة على اتخاذ القرار السليم، أو أبداء رد فعل متزن لكل ما يواجه من مواقف، كما تميل شخصيته للتذبذب والتردد دائما. 2- الخوف يعرض الطفل للفشل في التحصيل الدراسي، نتيجة خوفه من السؤال عما يشغله أو ما لا يستوعبه من المعلمين، خشية التعرض للنقد. 3- الخوف يمنع الأهل من اكتشاف مواهب ومهارات الطفل، نتيجة عدم قدرته على التعبير عن أفكاره بصورة تلقائية. 4- في حالة استعداد الطفل للإصابة بأي مشكلة من المشكلات النفسية، في مراحل حياته المختلفة، فإن صفة الخوف تضاعف من أعراض تلك المشاكل النفسية بصورة كبيرة وهنا نقول على الأم التي تريد أن تربي رجلًا؟” والرجولة هنا صفة أخلاقية تعني القوة والشهامة والمروءة وتصنعين من طفلك أو طفلتك صاحب شخصية قوية يجب أن تمسحي من أجندتك التربوية كلمتي التخويف والقهر تمامًا وللأبد. كلنا نخطئ والخطأ هو في الأصل سبيل التعلم لذلك لو عاملت طفلك بما يمنعه من مجرد الوقوع في الخطأ فتأكدي أنك تحرميه من التعلم ومن الشجاعة على المواجهة وتزرعين في قلبه الخوف من كل شيء أسباب الخوف لدي الأطفال: يؤكد علماء النفس ان من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث، والتظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عيالاً على غيره في ذلك” نصائح تربوية مهمة مراعاة التوازن خلال تربية الاطفال بين الترغيب والترهيب وأن يكون الترهيب دون قهر أو تخويف شديدين وإنما مجرد تهديد بغضب أو بحرمان من شيء يحبه واعتمدي على الحوار الهادئ والمناقشة منذ سنوات الطفل الأولى، ومنح الأبناء بعض الحرية المناسبة لعمر الطفل لاختيار ما يحب ويريد ويكره وحاولي أن تعلّميه تحمُّل المسؤولية عن أخطائه، كوني له كما يحب ليكن لك كما تحبي بقلمي الدكتورة رولا الصيداوي أخصائية علم النفس دمشق .